البناء: اليمن يستهدف استباقياً الأسطول الأميركي الذي تحرّك للعدوان… ويصيب السفن
قادة الكيان يعترفون بصعوبة الحرب على اليمن ويرون أن الاتفاق مع غزة أقرب
فيدان في دمشق لإعلان الحرب على قسد… ويرسم مستقبل الدولة السوريّة الجديدة
وطنية – كتبت صحيفة “البناء”: تصدّرت الهجمات اليمنية النوعية على عمق كيان الاحتلال واستهدافه للأساطيل الأميركية في البحر الأحمر، عناوين القنوات التلفزيونية والصحف في العالم، خصوصاً أن اليمن في المرّتين نجح بإطلاق عملياته في التوقيت الذي كان فيه عرضة للهجوم، ذلك أن الصاروخ اليمنيّ الفرط صوتي أصاب تل أبيب ونجح بتفادي كل شبكات الدفاع الجوي، بما فيها منظومة ثاد الأميركيّة، بينما كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية تقترب من أجواء اليمن لشنّ غارات تستهدف ميناء الحديدة ومعامل الكهرباء في صنعاء. وبالتوازي فيما كانت السفن وحاملات الطائرات الأميركية تستعدّ لبدء هجماتها على اليمن كان سبعة عشر صاروخاً مجنحاً وثماني طائرات مسيرة تستهدف الأسطول الأميركي وتشعل النيران في العديد من السفن وتفرض على الباقي المغادرة بعيداً.
في كيان الاحتلال كلام كثير عن الإخفاق، ولم يعُد ثمة مفردة تتكرّر يومياً مثل مفردة الإخفاق سواء في الصحف أو في قنوات التلفزة العبرية. وهنا اعتراف بأنه نوع من الإخفاق الذي لا يبدو أن الكيان يملك وصفة التخلص منه، خصوصاً أن ما كشفه تكرار الهجمات بالصواريخ الفرط الصوتيّة من اليمن، هو أن كل شبكات الدفاع الجوي التي يمتلكها الكيان عاجزة عن وضع حد لهذا التهديد. وقد بدأ الحديث في أوساط الخبراء بعيداً عن صراخ وتهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يقوم على الدعوة للتسليم بتعقيد المعركة مع أنصار الله، الذي يملكون حرية الحركة في منطقة شاسعة مكوّنة من تضاريس وعرة، لا يتقن غير اليمنيين التحرك فيها والاختفاء بين جبالها ووديانها، وعدد سكان اليمن يقارب الـ 35 مليون نسمة، وتبدو مقدرات اليمن ضخمة وصناعته العسكرية متطورة، في ظل قيادة شجاعة وبيئة شعبية مذهلة بدرجة تماهيها مع خطاب قيادتها، ومكانة خاصة لفلسطين والنخوة والشهامة بإسنادها سواء في خطاب القيادة اليمنية، او في وعي ووجدان الشعب اليمني الذي لا يزال يخرج كل يوم جمعة ليملأ الساحات بملايين تهتف لفلسطين، وكثر هم الذين بدأوا يقولون إن على جيش الاحتلال عدم التورّط بأوهام الحرب مع اليمن، والذهاب إلى تسريع التفاوض مع المقاومة في غزة طلباً لاتفاق يمكن له وحده إنهاء الاستهدافات اليمنية، التي لا يزال إغلاق البحر الأحمر على السفن المتوجهة الى موانئ الكيان أبرز إنجازاتها التي يجسّدها إقفال ميناء إيلات في جنوب فلسطين المحتلة.
في دمشق تحدّث وزير خارجية تركيا حقان فيدان، فرسم من موقع الانتداب التركي مستقبل الدولة الجديدة في سورية، متجاهلاً مصطلحات الديمقراطية والمدنية والتشاركية والمواطنة، مكتفياً بالحديث عن دستور يحترم حقوق الطوائف ونظام حماية للأقليات. وبقيت الكلمة المفتاحية لخطاب فيدان هي إعلان الحرب على قوات سورية الديمقراطية، وإعلان النية التركية لشنّ هذه الحرب ما لم تنجح دمشق بإنهاء ظاهرة “قسد”.
لا جديد في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني، فيما تمضي المشاورات والاتصالات لإيجاد خرق حيال التفاهم على انتخاب رئيس في الجلسة التي يتمسّك رئيس مجلس النواب نبيه برّي بموعدها. وتشدّد مصادر سياسيّة لـ»البناء» على أن القيادات السياسية كافة تبلغت من مرجعيات دولية وغربية بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة 9 ك2، وانتهاز الفرصة السانحة اليوم لتمرير المرحلة الراهنة بأقل الخسائر على المستوى السياسي. ومع ذلك ترى المصادر أن الانقسام السياسيّ لا يزال على حاله بين الكتل النيابية. وهذا يؤشر الى تعذّر التفاهم قريباً وتعذّر انتخاب جديد في الجلسة المنتظرة.
والتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، المرشح الرئاسيّ والخبير الدوليّ للشؤون المصرفيّة سمير عساف. وبحث الجانبان في آخر التطورات الراهنة، بما فيها الاستحقاق الرئاسيّ. كما زار عساف أعضاء تكتل “التوافق الوطني”، في دارة النائب فيصل كرامي في طرابلس، واستمع أعضاء التكتل لرؤية ومشروع عسّاف “لإنقاذ لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي”، وتباحثوا حول ضرورة التوصّل الى انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة. هذا ويستكمل التكتل مشاوراته مع باقي الكتل النيابية والنواب المستقلين “لبلورة الموقف السني الوطني في الأيام المقبلة، ومن المتوقع ان يشكل هذا الموقف صمّام أمان للبنان في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصاً أن الطائفة السنية كانت ولا تزال تلعب دور الضامن للميثاق الوطني وصمام الأمان بين الأفرقاء اللبنانيين”، بحسب بيان عن التكتل.
في عظة الأحد توقف البطريرك الماروني بشارة الراعي عند جلسة مجلس النوّاب اللبنانيّ المقرّرة في التاسع من كانون الثاني، داعيًا النوّاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة بعد فترةٍ طويلةٍ من الفراغ الرئاسيّ. وأكّد على ضرورة أن يتمتّع الرئيس المقبل “بثقة الداخل والخارج، والإيمان بالمؤسّسات وتفعيلها”، وبقدرةٍ على النهوض بالاقتصاد وإعادة إعمار المنازل المهدّمة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولا سيّما في الجنوب والضاحية والبقاع وبعلبك، إلى جانب “تحريك إصلاح البنى والهيكليّات وصنع الوحدة الداخليّة بين المواطنين”.
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في دارته وجرى البحث في التطورات الراهنة ولا سيما الوضع في الجنوب واستمرار الخروق الإسرائيلية لتفاهم وقف إطلاق النار. كما استقبل رئيس الحكومة وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فلتشر في حضور المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيروت كريستين كنتسن، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. وأطلع فلتشر رئيس الحكومة على المساعدات الإنسانية المقدّمة للبنان. كما تمّ البحث في التعاون بين الدولة اللبنانيّة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة وعلى المشاريع المستقبلية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان.
وبعد طول انقطاع زار الرئيس السابق للحزب التقدميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط على رأسِ وفدٍ من اللقاءِ الديمقراطي ومشايخِ الطائفةِ الدرزيةِ في لبنان سورية والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وقبله مع رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير ولفت جنبلاط على هامش زيارته سورية حول هوية مزارع شبعا. فقد أكد جنبلاط أن “مزارع شبعا سوريّة”، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسورية لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
وقال: “إن مزارع شبعا تتبع للقرار 242 وإذا حصل ترسيم بين الدولتين اللبنانية والسورية على أساس أن شبعا لبنانية نقبل بذلك، لكن مزارع شبعا سورية”.
كذلك قال شيخ العقل: “شعب سورةي يستحق هذا السلم ويستحق الازدهار، لأن سورية قلب العروبة النابض”.
وأشار إلى أن “الموحدين الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه، فهم مخلصون للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الأطرش وشعار الكرامة وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون أنكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم”.
وعلى الأثر أكد الشرع خلال اللقاء “أن سورية كانت مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً”. لافتاً إلى أن هذه المعركة أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة وربما من حرب عالميّة.
واليوم يشارك وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في أعمال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب الذي تستضيفه السعودية، بدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
في الوقت الذي تستمرّ فيه الخروق الإسرائيليّة في المساحة الممتدة جنوب نهر الليطاني وفي القرى الّتي لا تزال تشهد انتشارًا لقوات جيش العدو، والّتي تتعمّد نسف وتفجير المزيد من الوحدات السكنيّة والأحياء وكان آخرها في كفركلا وحانين، وقطعت طريق عام بنت جبيل – عيترون بمكعبات إسمنتية بعد قطعها سابقاً بسواتر ترابية، تسلّم الصليب الأحمر اللبناني مع قوات “اليونيفيل” 7 لبنانيين اختطفهم جيش العدو بعد وقف إطلاق النار من منطقتي الوزاني ومثلث طيرحرفا، ونقلهم إلى المستشفى اللبناني الإيطالي حيث خضعوا إلى الفحوص الطبية، بعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات.
وهدّد وزير الأمن الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، من أنّ “بلاده لن تتردّد في استخدام القوة المفرطة ضد حزب الله إذا حاول خرق وقف إطلاق النار أو لم ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان”. وقال: “إذا لم ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وإذا حاول خرق وقف إطلاق النار، سنسحق رأسه ولن نسمح لمقاتليه بالعودة إلى قرى جنوب لبنان وإعادة بناء البنى التحتيّة التي تشكل خطرًا على قرى ومستوطنات”.
وفي سياق الملف الجنوبي واتفاق وقف إطلاق النار، اشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى احتمال ان يزور الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين لبنان قبل رأس السنة لاستكمال البحث في الأوضاع الجنوبية.