هذا مصير “حزب الله” لاحقاً.. الأدلّة في سطور

هذا مصير “حزب الله” لاحقاً.. الأدلّة في سطور

المصدر:لبنان ٢٤

في زحمة الأحداث التي تجري في سوريا وسط تبدلات كبيرة، ومع اقتراب استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان من موعده وترقب استلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولايته الجديدة في أميركا، يأتي سؤالٌ أساسيٌّ يجب طرحه: ما هو مصير حزب الله العسكري، وهل ما زال بإمكانه شنّ حرب جديدة بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد والحرب الأخيرة التي خاضها ضد إسرائيل وانتهت بإتفاق لوقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني الماضي؟

الإجابة على هذا السؤال هي حتماً “لا”، فالأسباب التي تبرر الإجابة عديدة وكثيرة، وقد يؤيدها مناصرو “حزب الله” قبل خصومه.. فما هي؟

خلال خطابه الأخير يوم السبت الماضي، اعترف أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بأنَّ “حزب الله” خسرَ القادة وتعرّض لخرقٍ كبير على صعيد الإتصالات، لكنه لم يُقر صراحة بتضرر القدرات العسكرية للحزب لكنه ألمح إلى أن قدرات المقاومة قد تكون محدودة، لكن فكرة المواجهة الموجودة لديها ما زالت قائمة.

ضُمنياً، فإنَّ ما قاله قاسم يكفي في الوقت الراهن للقول إن “حزب الله” ليس قادراً على شنّ حرب جديدة أو على “نقض” وقف إطلاق النار، فالمسألةُ هذه تحتاج أولاً إلى قيادات “غير مُنهكة” وإلى “إتصالات جديدة” وإلى “خط إمداد” كان موفراً سابقاً عبر سوريا لكنه قُطع تماماً بعد سقوط الأسد.

حالياً، فإن “حزب الله” يحتاج إلى المحافظة على “الخطاب” المبدئي الذي يحمله من أجل إبقاء جمهوره متماسكاً، لكن المشكلة تكمنُ في أنَّ البيئة الداخلية للحزب باتت تطرح تساؤلاتٍ كثيرة عما سيفعله “حزب الله” لاحقاً بعد سلسلة الخسائر التي حصلت، فسوريا لم تعد مع الحزب وإيران باتت بعيدة عنه جغرافياً بينما القرار 1701 الذي اعترف قاسم به بشكلٍ صريح، طوّق “حزب الله” في جنوب لبنان وجعله محصور النطاق والحركة لاسيما أن شروط إتفاق وقف إطلاق النار تفرض ذلك.

كل ذلك يشرح حالياً وضع “حزب الله”، ولكن، كيف سيتحرّك عسكرياً؟ ما هي مجالاته؟ وما الذي يمكنه فعله إن حصل إنهيار لوقف إطلاق النار وبادرت إسرائيل إلى إعادة توسيع هجماتها ضدّ لبنان بعد انقضاء مدة 60 يوماً على وقف الحرب تمهيداً لانسحابها من الجنوب؟

يقولُ مرجع عسكريّ سابق لـ”لبنان24″ إنَّ حزب الله “ما بقا يعيد الحرب”، ويضيف: “لقد تعلم الحزب كثيراً من تجاربه، وعليه أن يُقيّم الحرب التي خاضها استناداً لأمر واحد وهو ما جناهُ منها وما خسره، وطبعاً ستكون نسبة الخسائر أكبر”.

بالنسبة للمرجع، فإن “حزب الله”، وفي حال وجد أنّ إسرائيل ستلتفّ على القرار وتبقى في جنوب لبنان مدة أطول من الـ60 يوماً الممنوحة لها، عندها فإن الرّد لن يكون أبعد من مزارع شبعا وأكثر من “ردة الفعل” التي حصلت سابقاً إبّان مطلع الشهر الجاري وذلك حينما استهدف الحزب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

ضُمنياً، فإن حدود “حزب الله” باتت هناك في الوقت الراهن، لاسيما أن إستهداف أي مستوطنة إسرائيلية سيكونُ بمثابة جرّ لبنان إلى حرب جديدة تريدها إسرائيل أكثر من أي وقتٍ مضى بعدما انقطع طريق سوريا إلى الحزب إثر سقوط نظام الأسد.

لهذا السبب، فإن الحزب سيكون محكوماً هذه المرَّة بالتسليم للقرارات الدولية وللضغوط التي ستُمارس لدحر إسرائيل، وإن حصلَ هذا الأمر وظهرت ثمار إيجابية، عندها سيكون الحزب قد نجا من “ضربة جديدة” تتحضر لها إسرائيل بعدما سيطرت على جزء مهم من سوريا يُشرف على لبنان ويجعل من المنطقة المحتلة في سوريا تتخطى الجولان وحدوده.

مع كل ذلك، فإن “حزب الله” بات أيضاً مطوقاً بمناطق عازلة مختلفة، فمنطقة جنوب الليطاني التي يُنفذ فيها القرار 1701 ضمن جنوب لبنان، باتت “منسية عسكرياً” بالنسبة له، فأي تحرك هناك سيتم استهدافه. أما على الضفّة السورية، فالمنطقة العازلة وُجدت مع انقطاع الإمداد، ما يشير إلى أنَّ الحزب وجد نفسه محصوراً في شمال الليطاني وضمن البقاع، بينما طُرق الإمداد البديلة والرديفة ليست محسومة وغير معروفة وقد لا تكونُ متوافرة أقله خلال المرحلة المقبلة.

وعليه، فإن الحرب الجديدة التي سيخوضها “حزب الله” تحتاج إلى إعادة بناءٍ جديد على مختلف المستويات، وما يتبين هو أن المسؤولية التي تقع على عاتق قاسم هو إعادة تأهيل الحزب مُجدداً بعد الخسارة وترميم قدراته وذلك على خلاف ما حصل عام 2006 حينما تعاظمت قوة الحزب أكثر وزادت قدراته وتحوّل إلى “جيش مُنظّم” بكل المقاييس.

Exit mobile version