بوتين: لم نهزم في سورية و سأتحدث مع الأسد قريبا
وقال بوتين خلال فعالية “الخط المباشر” مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير: أن روسيا تدخلت عسكرياً في سورية لمنع نشوء كيان إرهابي فيها.
وأضاف أن موسكو تفكر بشأن مستقبل قواعدها في سورية، بناء على تصرفات السلطات الحالية هناك. مؤكدا ان بلاده تبحث ما إذا كانت ستحتفظ بقواعدها العسكرية أو لا.
وأشار بوتين إلى أن روسيا اقترحت أن يستخدم شركاؤها القاعدة الجوية حميميم في اللاذقية وكذلك القاعدة البحرية في طرطوس لأغراض إنسانية.
بوتين: سأتحدث مع الأسد
وتابع بوتين، خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير، قائلاً إنه لم يلتقِ بعد الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وصرّح بقوله: “لم ألتقِ الرئيس الأسد بعد منذ وصوله إلى موسكو، لكنني عازم على أن أفعل. سأتحدث معه بالتأكيد”.
وأشار إلى أنه سيسأل عن مصير الصحافي الأميركي المفقود منذ 12 عاماً أوستن تايس.
وأعرب بوتين عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب “في أيّ وقت”، في ظلّ تكهّنات كثيرة عن مفاوضات محتملة للسلام في أوكرانيا.
وأضاف: “لا أعلم متى سأراه. فهو لم يقل شيئاً في هذا الخصوص. ولم أكالمه منذ أكثر من أربع سنوات. وأنا مستعدّ لذلك، في أيّ وقت”.
بوتين يتحدث عن نوايا الكيان الاسرائيلي وتركيا والوضع في الشرق الأوسط
ودعا بوتين الكيان الإسرائيلي إلى سحب قواته من الأراضي السورية، حيث نشر الاحتلال جنوداً في منطقة عازلة بين البلدين تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان،
وأضاف نأمل أن ينسحب الكيان من أراضي سورية في مرحلة ما، مشيراً إلى أن المستفيد الأكبر من الأحداث في سورية هو الكيان الاسرائيلي.
وقال الرئيس الروسي “نحن على تواصل دائم مع الرئيس رجب طيب أردوغان وناقشنا الوضع في الشرق الأوسط وموقف الرئيس التركي وموقفنا معروف ولا يعتمد على تغير الظروف السياسية”.
وأضاف “دائما نعتقد أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية سوى من خلال إزالة الأسباب الجذرية لها، بإقامة دولتين، تمت إقامة دولة إسرائيل، ولم يتم إقامة دولة فلسطين بعد”.
وأوضح “ما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة فقد قمنا بإدانة ذلك على جميع المستويات والمنصات بما في ذلك في الأمم المتحدة”.
ورأى أن “تركيا تقوم بكل ما في وسعها لضمان أمن حدودها الجنوبية وضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وربما إبعاد المجموعات الكردية عن الحدود. كل ذلك قد يكون ممكنا ويمكن تنفيذه”.
اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف:
عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف هي عملية إرهابية. كان هناك الكثير من الأعمال الإرهابية في روسيا من قبل النظام في كييف في عدد من المناطق. لم نسمع من الصحافة الغربية إدانة واحدة لهذه العمليات.
عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كان هناك اغتيالات من قبل لشخصيات عسكرية وعامة وصحفيين. لنذكر داريا دوغينا. إنها طبيعة النظام في كييف، وهذا يعني أنه يجب العمل أكثر على الإجراءات الأمنية وعدم السماح بمثل هذه الفجوات.
بوتين: القوات الروسية تقترب من تحقيق أهدافها الأساسية
وبخصوص تطورات الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن القوات الروسية تقترب من تحقيق أهدافها الأساسية في أرض المعركة في أوكرانيا، وتتمكن كل يوم من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي، مشيراً إلى أن القوات الروسية تتقدم على طول جبهة المواجهة، وتابع قائلاً: “يجب أن أقول إن الوضع يتغير جذرياً، هناك تحركات على خط المواجهة بالكامل، كل يوم”. ويقول محللون عسكريون إن روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ 2022.
وقال بوتين: “مقاتلونا يسيطرون على كيلومترات مربعة من الأراضي يومياً. القتال عصيب، لذلك التنبؤ بما هو قادم صعب وعديم الجدوى. (لكن) نقترب من إتمام مهامنا الأساسية التي حددناها في بداية العملية العسكرية الخاصة”.
وعن استمرار وجود القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، قال بوتين إنها ستُجبر بالتأكيد على الخروج، من دون الإشارة إلى موعد محدد.
سبل حل المسألة الأوكرانية
وقال بوتين إن قرار تنفيذ العملية العسكرية الخاصة كان ضروريا لأنه من المستحيل الاستمرار بالحالة التي كنا عليها لفترة أطول
وأضاف السياسة هي فن الحلول الوسطية، ونحن مستعدون دائما للمفاوضات والحلول الوسط. لكن الخصم (أوكرانيا) هو من يرفض المفاوضات. وأوضح نتائج المفاوضات يجب أن تكون الحلول الوسطية، وقد تم التوصل إلى مثل هذه الحلول في إسطنبول في مطلع 2022، وتم التصديق على الوثيقة المبدئية. ولكن بعد مجئ رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون تم التنازل عن هذه الحلول. نحن مستعدون للمفاوضات ولحلول الوسط، مشيرا الى ان روسيا ستتحدث مع زيلينسكي إذا قرر خوض الانتخابات وحصل على الشرعية.
وأوضح بوتين، “مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع أي سلطة شرعية، لكن السلطة الحالية بما في ذلك فلاديمير زيلينسكي فقدت شرعيتها”.
وأضاف “مبادرات الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا تهمنا لأنها محاولات حقيقية للبحث عن حلول حقيقية ومتوازنة ولا تلزم أي طرف سواء الأوكراني أو الروسي وتأتي من الدول المحايدة التي لم تتدخل في الأزمة كما يجري مع الدول الغربية”.
ورأى “الأمر يتعلق بما يجري على الأرض، يجري القضاء على المعدات العسكرية والأفراد في القوات المسلحة الأوكرانية. جيشنا يتقدم إلى الأمام، والعدو لا يستطيع التمركز في المناطق التي يتراجع إليها، فيتراجع بشكل منظم، لكنه يعجز عن تثبيت أقدامه في المواقع الجديدة”.
ونوه “تجميد الصراع يعني منح العدو الفرصة للاستعداد عن طريق التجنيد بالتقاط المجندين إلى مواقع التدريب كعلف للمدافع دون تدريبهم. تلك ليست المدرسة السوفيتية، وحتى ليست المدرسة الغربية”.
وأضاف “هم نفسهم لا يعرفون فنون الحرب، لذلك فإن فترة التهدئة ستسمح للعدو أن يعزز قدراته البشرية. فالوحدات موجودة، لكن هناك نقص كبير في القدرات البشرية. نحن لسنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإنما بحاجة إلى سلام دائم وعادل يضمن الأمن للدولة والشعب الروسي”.
وقال “تقدم السيد فيكتور أوربان رئيس الوزراء الهنغاري بعرض لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد. فلن يستطيع العدو القيام بشيء خلال تلك الأيام. وقد وافقنا ثلاث مرات على مثل هذه المبادرات، سواء بالنسبة للنقل في البحر الأسود أو بالنسبة لمنشآت الطاقة، وكان الرئيس أردوغان كان وسيطا. وبعد أن وافقت، وصلني أن الرئيس الأوكراني نفسه لم يوافق، وبعد اقتراح السيد أوربان، ومقترح آخر بتبادل الأسرى، وجاءنا الرد: لن يكون هناك أي هدنة، وأي تبادل للأسرى”.
بريكس والعلاقة مع الصين
وقال الرئيس السوري فلاديمير بوتين “بريكس” ليست أداة ضد الغرب. لا نعمل ضد أي أحد في العالم، ولكن لصالح الدول المشاركة في المجموعة”.
وأضاف “هذه المجموعة تتطور بشكل سريع، وعدد كبير من الدول انضم إليها، وتوسعت، وتحدثنا أكثر من مرة حول هذا الموضوع. هناك اهتمام كبير بهذه المجموعة لأنها مبنية على احترام المصالح المتبادلة، وليس هناك دول صغيرة أو متطورة أو نامية، هناك مصلحة مشتركة لدى دول المجموعة في السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والهياكل المختلفة لكي تكون هذه المجموعة رائدة في التحرك إلى الأمام”.
وأوضح “نحتفل في العام المقبل بـ 75 عام على العلاقات الدبلوماسية مع الصين، في السنوات العشر الأخيرة وصلت العلاقات إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة، وكل ما نقوم به يعبر عن الثقة المتبادلة الكاملة بين السياسات في الدولتين، ونعمل لمصلحة الشعبين. نتحدث عن 240 مليار دولار سنويات من التبادل التجاري، ولدينا 600 مشروع استثماري مشترك يصل قيمتها إلى 200 مليار دولار”.
ونوه “هناك الكثير من الفعاليات مثل “عام الشباب” و”عام الثقافة”، من أهم الجوانب التعاون الإقليمي حيث يتعاون رؤساء الكيانات الفيدرالية يتعاونون بشكل مباشر مع نظرائهم في الصين”.
وأشار “نقوم بالتبادل الطلابي في الجامعات، وروسيا والصين عانتا كثيرا أكثر من أي أحد آخر في الحرب العالمية الثانية. يقول المؤرخون أن هناك 27 مليون من الضحايا في الحرب العالمية الثانية، وقد دعمنا بعضنا البعض خلال الحرب. ومن أهم أدوات تحقيق الاستقرار العالمي كانت ولازالت هيئة الأمم المتحدة، ونحن والصين من مؤسسي الهيئة”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-12-19 19:12:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي