طالبان والمخدرات؛ لماذا ازدادت زراعة الخشخاش في أفغانستان؟

شفقنا – منع زعيم جماعة طالبان هبة الله أخوند زادة، بعد إعادة سيطرة الجماعة على أفغانستان زراعة المخدرات وانتاجها والاتجار بها واستخدامها؛ لكن الان حيث يمر أكثر من ثلاث سنوات على عودة هذه المجموعة إلى السلطة، ازدادت زراعة الخشخاش وما زال سوق المخدرات منتعشا في أفغانستان.

وكان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، قد أعلن في تقرير حديثا أن زراعة الخشخاش عام 2024 في أفغانستان ازدادت عما كانت عليه في عام 2023 بـ 19 بالمائة.

وأفاد التقرير أن 10 آلاف و 800 هكتار من الأراضي في أفغانستان كانت خاضعة لزراعة الخشخاش عام 2023، لكنها ازادادت إلى 12 ألفا و 800 هكتار، عام 2024.

ورفضت طالبان تقرير الأمم المتحدة عن إعادة زيادة زراعة الخشخاش في أفغانستان واعتبرته “بعيدا عن الواقع”.

وقال المتحدث باسم وزارة داخلية طالبان عبد المتين قانع أن هذا التقرير قد يكون أُعد قبل مكافحة جماعته لزراعة الخشخاش في ربيع هذا العام، ومع ذلك فهو “لا أساس له” أيضا.

وتزعم طالبان أن زراعة الخشخاش في أفغانستان وصلت إلى “الصفر”، بيد أن التقارير الميدانية والأممية، تبرهن عكس ذلك.

 

لماذا ازدهرت زراعة الخشخاش مجددا في أفغانستان؟

ويظهر التقرير الجديد للأمم المتحدة أن المزارعين في أفغانستان لجأوا مرة أخرى إلى زراعة الخشخاش، وسنشهد في السنة المقبلة المزيد من حقول الخشخاش على الأرجح.

لكن إحدى الملاحظات المهمة في هذا التقرير هي التغير الجغرافي لزراعة الخشخاش وانتقالها من الجنوب إلى الشمال الشرقي الأفغاني.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن 59 بالمائة من حقول الخشخاش في أفغانستان تقع شمالي شرق البلاد، وشهدت زراعة الخشخاش في هذا المنطقة زيادة كبيرة بنسبة 381 بالمائة مقارنة بالعام 2023.

وتأتي هذه الزيادة بينما كان مكتب الأمم المتحدة المعني بالعقوبات قد تحدث عن انتشار مجموعات إرهابية مختلفة لا سيما القاعدة ومجموعة تحريك طالبان باكستان في عدد من المقاطعات الشمالية لأفغانستان.

وبالقاء نظرة على هذين التقريرين، يمكن درك وجود رابط ذي مغزى بين انتشار المجموعات الإرهابية وزيادة زراعة الخشخاش في أفغانستان.

وكانت ولاية هلمند، جنوبي أفغانستان التي كانت تخضع لسلطة طالبان، المركز الرئيسي لزراعة الخشخاش، لكن الولايات الواقعة شمالي شرق أفغانستان، والخاضعة لسيطرة طالبان والمجموعات المتحالفة معها، تحولت اليوم إلى مركز رئيسي لزراعة الخشخاش في البلاد.

والسبب الثاني لزيادة زراعة الخشخاش في أفغانستان يعود إلى انعدام الزراعة البديلة بالنسبة للمزراعين.

وكان اقتصاد الكثير من الأسر في مناطق جنوب أفغانستان يرتبط بالاتجار بالمخدرات وزراعة الخشخاش، غير أن طالبان لم تقدم لهم زراعة بديلة بعد حظرها زراعة الخشخاش.

ويبدو أنه في غياب الزراعة البديلة وعدم تقديم الدعم اللازم لصغار المزراعين الذين تأثروا بحظر المخدرات، فقد لجأوا إلى زراعة الخشخاش مرة أخرى في تمرد واضح على طالبان.

 

ارتفاع الاسعار وانتعاش المخدرات الاصطناعية

وأورد تقرير الأمم المتحدة أنه بالتزامن مع زيادة زراعة الخشخاش ثانية في أفغانستان، ارتفعت أسعار الأفيون الجاف كذلك.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن سعر الكيلوغرام الواحد من الأفيون الجاف بلغ 730 دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024.

وتظهر هذه الإحصاءات أن سعر الأفيون ارتفع بنسبة 100 دولار للكيلوغرام الواحد بعد منع طالبان زراعة المخدرات.

وقال المكتب الأممي أن المخدرات الاصطناعية في أفغانستان بما فيها الميثامفيتامين ما تزال تُهرّب إلى أسواق الدول الجارة والمنطقة والعالم على نطاق واسع.

وعبرت الدول المجاورة لأفغانستان مرارا عن قلقها من تزايد إنتاج المخدرات الصناعية في أفغانستان وأثرها على أمن واستقرار المناطق الحدودية.

وأعلنت الأمم المتحدة في العام الماضي أن إنتاج الميثامفيتامين في أفغانستان قد شهد انتعاشا وحتى أنه وصل إلى الأسواق الأوروبية.

ويبدو أن طالبان تنتفع من الاتجار بالمخدرات بأشكال مختلفة، رغم مزاعمها بمحاربة المخدرات في البلاد. وبذلك بات سوق المخدرات الاصطناعية والأفيون الجاف في أفغانستان، مزدهرا ومُربحا في هذه الأيام وتحول إلى مصدر مالي مهم بالنسبة لهذه الجماعة.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-12-18 13:36:27
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version