سوريا عنوان يتصدر واجهات الصحف العربية

شفقنا- مواضيع متباينة وأحداث ساخنة تصدرت الصحف العربية في عددها لهذا اليوم، من بينها ما نشرته صحيفة إندبندنت العربية، بعنوان “الصراع العسكري في سوريا إلى أين؟” بقلم الأكاديمي “وليد فارس”، حيث أشارإلى اندلاع حوادث كبيرة في المناطق التي سيطرت عليها المجموعات المتطرفة المسلحة. مؤكدا، أن كل هذه التوسعات العسكرية للهيئة ومن ورائها الإخوان المسلمين ستغير من توازنات المنطقة، وتجعل من سوريا دولة شبيهة بليبيا، فمن جهة تجمع ميليشيات طرابلس، ومن جهة أخرى جيش وطني ليبي يمسك بالأرض ضد التكفيريين، فيتكرر المشهد في سوريا، إذ ينطبق على الإمساك بالمؤسسات والأرض من الهيئة والجيش الوطني السوري من ناحية، ومن ناحية أخرى الأكراد والدروز والعرب البدو والمسيحيين حلفائهم الإقليميين.

وتحت عنوان ” خريطة جديدة لغزة.. ماذا تريد إسرائيل من تمزيق القطاع؟” أكدت الباحثة في مجال الإعلام السياسي “إسراء سيد”، في نون بوست، أن عمليات التوسع الإسرائيلية التي ابتلعت حتى الآن نحو ثلث أراضي غزة وحولتها إلى شريط عازل ومناطق عسكرية مغلقة تشيرإلى تحول كبير في الموقف الإسرائيلي، الذي كان يتجنب احتلال أراضي القطاع، ما أدى إلى خلق فراغ سمح لحركة حماس على مدار العقدين الماضيين بإعادة تأكيد سيطرتها على أجزاء واسعة من غزة.

وترى إسراء السيد، أن إسرائيل تسعى من خلال خططها العسكرية لتوسيع المحاور العسكرية وتقسيم القطاع إلى أجزاء معزولة، أو ما يعرف بخطة الجنرالات، إلى إعادة تشكيل الخريطة الجغرافية للقطاع بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، وبما يتسق مع دعوات متزايدة من اليمين المتطرف الإسرائيلي لضم القطاع إلى إسرائيل بشكل رسمي، وإفراغه من سكانه الأصليين، في محاولة لإعادة المستوطنات اليهودية إلى غزة مرة أخرى.

كما علقت السيد، أن وارء كافة التحركات الإسرائيلية، سيناريوهات قاتمة بدأت بهجوم بري وجوي وبحري سوَّى القطاع بالأرض، ولم تنته عند السيطرة على المنطقة ومنع مواطنيها من العودة إليها، وهي تغريبة اختبرها الفلسطينيون سابقا ومرارا، وقد يختبرونها مجددا مع وقوف غزة على أعتاب مرحلة انتقالية معقدة قد تؤدي إلى تشكيل غزة جديدة تماما على مختلف الأصعدة الإدارية والسياسية والجغرافية.

أما صحيفة القدس العربي، فتصدرها عنوان “عدوان إسرائيل على سوريا: استراتيجية المنع ونشر الرعب” للباحث الفلسطيني “جمال زحالقة”، حيث بحث استغلال إسرائيل للزلزال السوري والذي فاجأ الجميع، واعتبرأن  الاستراتيجية الأمنية في خلفية العدوان الإسرائيلي على سوريا تنطلق من السعي إلى المنع والإحباط من جهة، وإلى نشر الرعب، وإظهار جبروت الدولة الصهيونية وقدراتها التدميرية الضخمة، من جهة أخرى.

مضيفا، في الأسابيع الأخيرة، لم تسترجع إسرائيل غرورها المعهود فحسب، بل تجاوزته كثيرا ودخلت إلى حالة فرط الثقة بالنفس وإلى الشعور بأنها كلية القدرة. وقد أظهر عدوانها على سوريا أنها لم تعد تكتفي بالسعي لأمن بنسبة 100% بل لأكثر من 200%، وفي سبيل ذلك توسع عدوانها إلى درجة يبدو معها أنها فقدت إدراكها وإحساسها بحدود القوة. هذه وصفة مجربة لفقدان السيطرة على الذات وللمغامرات غير المحسوبة وللوقوع في الأخطاء، وهي ستدفع ثمن أخطائها، إن وجد من يغتنم الفرصة ويدفّعها الثمن، وإن لا فهي ستتعّثر وتقع ثم تقوم وكأن شيئا لم يكن.

وأوضح الكاتب العراقي “فاروق يوسف” في مقاله صفحة الأسد التي طُويت”، في صحيفة العرب، أن الجماعة المسلحة التي أسقطت نظام الأسد لها برنامج سياسي معروف ومكشوف ليس من بين فقراته دمقرطة الحياة السياسية بمعنى إعادة السلطة إلى الشعب كما يقول الدستور. مشيرا أنها  مشكلة مستعصية لا حل لها وهي التي تحدد سقف الحريات العامة أيضا وسيكون لها الدور الأكبر في رسم خارطة العلاقات بين الحاكم والمحكوم، على الأقل في المستقبل القريب وهو زمن الطوارئ الذي لا غنى عنه بالنسبة إلى الأطراف كلها وبالأخص الشعب الذي خرج من كهف عقود خمسة مظلمة.

وأكمل فاروق يوسف، لن نضطر إلى القيام بنزهة في عقل الجماعة المسلحة. سيكون كل شيء واضحا خلال وقت قصير. أيام معدودات ويعرف الشعب السوري بعدها ما الذي ينتظره. وإذا الائتلاف الوطني قد سعى من خلال أفراد منه أن يظهر في الصورة فإن ذلك المسعى لن يكون بالضرورة بمثابة تمهيد لاستلامه زمام السلطة التي يجب أن تكون مؤقتة إلى حين إجراء انتخابات كما هو متعارف عليه في حالات التحول القسري. الجماعة المنتصرة هي التي تملك سلطة القرار الذي يتعلق بمستقبلها كما مستقبل سوريا.

وتحت عنوان “عودة داعش” بحث الإعلامي “عماد الدين أديب” في صحيفة البيان، قلق واشنطن الشديد من استغلال تنظيم داعش، المتغيرات الأخيرة في سوريا من أجل أن يعيد تنظيم نفسه ويعاود نشاطه في المنطقة مثلما كان منذ سنوات صعوده من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى دول الساحل الأفريقي وصولاً إلى عملياته في تركيا وأوروبا.

وتابع عماد الدين أديب، في الأيام الأخيرة أقدمت القوات الأمريكية العاملة في المنطقة بعشرات عمليات القصف والتدمير لمواقع القيادة والسيطرة ومخازن السلاح ومعسكرات التدريب لتنظيم داعش، قد يكون هذا الحل من ناحية الأمن والعمل العسكري رادعا ومفيدا في المرحلة السريعة الحالية.

بينما راى عماد الدين أديب، أن الدرس المستفاد من تجارب التعامل مع التنظيمات الإرهابية الدموية هو أن أصحاب هذه التنظيمات من أصحاب الأفكار المغروسة في عقولهم ونفوسهم، وهي مستقرة بقوة الإيمان المطلق بالأفكار التي يرونها جهادية ملزمة، فالرصاصة يرد عليها بالرصاصة، أما الفكرة فلا بد أن يرد عليها أيضا بفكرة تصحيحية مضادة والعلاج الفكري ونشر الوعي وإنقاذ الشباب من الضلالات فريضة واجبة.

النهایة

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-12-13 04:21:56
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version