يجتاز لبنان ببطء وحذر مرحلة الحرب منتقلًا إلى مرحلة التعافي تدريجيًا، فالجراح التي خلفتها الحرب جسيمة، وسياسيًا لبنان بحاجة ماسة لانتظام عمل المؤسسات للتسريع بنهوضه لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة أيضًا، فمن أين يبدأ الحل؟
في هذا السياق قال الكاتب والباحث السياسي سامر كركي في حديثٍ خاص لوكالة “شفقنا” أنّه “آن الأوان لكي يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ولكي يتم انتظام عمل المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس، وقد عين رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة في التاسع من كانون الثاني من أجل إجراء هذا الاستحقاق”.
وأضاف: “الأسهم مرتفعة نتيجة عدة عوامل موضوعية داخلية وخارجية لانتخاب رئيس، وربما يكون لدينا رئيس في هذا التاريخ لإعادة تصويب المسار السياسي الدبلوماسي في التعامل مع الدول المحيطة بنا، خاصة في ظل الرياح العاتية والعواصف التي تعصف بنا، وكان أخرها سقوط أنظمة، وما يخطط للمنطقة أيضًا من توافقات أو بعض توافقات إقليمية دولية، ودور الكيان الصهيوني الذي سيسعى إلى زرع بذور الفتنة هنا وهناك، ونحن هنا بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية والتضامن، والعودة إلى تأطير الشراكة الوطنية بتعزيز نقاط القوّة أكثر فأكثر، بعدما كسرت المقاومة أهداف العدوّ “الإسرائيلي” بالخطة التي وضعها وكان له عدة أهداف”.
ولفت كركي إلى أنّ ” المطلوب أيضًا تماسك أكثر فأكثر على الصعيد الداخلي وإبعاد أصوات وأبواق الفتنة، وتحصين الساحة الداخلية من الرياح العاتية التي يمكن أن تأتي من خارج الحدود، وتعمل لبث روح التفرقة وزرع بذور الفتنة أكثر فأكثر”، مؤكّدًا على ضرورة “انتظام عمل المؤسسات الدستورية بعد كلّ الجهد الذي قام به دولة الرئيس نبيه بري في هذا الإطار”.
وأشار كركي إلى أهمية ما تم التوصل إليه من خلال “تثبيت ١٧٠١ كما هو، لا زيادة ولا نقصان”، لافتًا إلى أنّه “آن الأوان لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية لتحصين الجبهة الداخلية، وللمواجهة أكثر سياسيًا ودبلوماسيًا بالاعتماد على نقاط القوّة الموجودة لدينا، والذهاب إن أمكن إلى إستراتيجية دفاعية وحوار وطني جامع، إضافةً إلى العمل على تمتين النظام السياسي اللبناني من خلال الوحدة الوطنية، والتماسك الداخلي، ومن خلال عدة نقاط يلتقي عليها الأفرقاء السياسيون في لبنان”.
مكتب بيروت – شفقنا
المصدر
الكاتب:منیر کابالان
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-12-12 17:47:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي