الحرب الروسية الأوكرانية.. بعد دخول ترامب البيت الأبيض
كما ترى غومينوك، إن ولاية ترمب الثانية تحمل دلالات وأبعادا معقدة. وحتى لو كانت المرحلة الأولى من عودته للسلطة مليئة بالتكهنات والتسريبات وخيبات الأمل، وحتى إذا قررت واشنطن إبطاء إرسال المساعدات العسكرية أو تجميدها مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية وفقدان الأراضي، فإن كييف تدرك أن واشنطن من غير المرجح أن تتنازل ببساطة عن النصر لبوتين. ومن المؤكد أن ترمب لا يحب الحروب الخارجية الطويلة والمكلفة، إضافة إلى أن الأوكرانيين أنفسهم مستعدون لإنهاء الحرب، ولكن من موقع قوة.
وبغض النظرعما سيحدث بعد الـ20 من يناير (كانون الثاني) عام 2025، تؤكد ناتاليا غومينوكف أنه من الضروري أن تحصل أوكرانيا على مزيد من الأموال والأسلحة في الأسابيع الباقية من هذا العام. وإذا حاول ترمب التحدث إلى بوتين، فيجب على أوكرانيا أن تكون في أقوى وضع ممكن في ساحة المعركة. فيما يعلم الأوكرانيون أنه لن يكون من السهل ضمان استمرار الدعم من واشنطن. ولكن لم يكُن هناك أي شيء سهل حتى هذه المرحلة.
أيضا نشرت صحيفة نون بوست، مقال للباحث في الإعلام الدولي “عماد عنان”، تحت عنوان “ضوء أخضر أمريكي لأوكرانيا.. هل يغير قواعد اللعبة ضد موسكو قبل وصول ترامب؟”، أشارفيه إلى اختلاف رؤية الأوروبيون وترامب للقضية الأوكرانية، ففي الوقت الذي يعتبر فيه الأوروبيون تلك الحرب مسألة وجودية بالنسبة للأمن القومي الإقليمي للقارة العجوز، يراها ترامب مسألة هامشية لا تتناسب مطلقا وحجم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا، والذي وصل إلى 175 مليار دولار (7% من إجمالي ميزانية الدفاع الأمريكية خلال العاميين الماضيين) منذ الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير/شباط 2022.
ويتابع عماد عنان، أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، واللذان يعتبران دعم أوكرانيا خطا أحمرلا يمكن تجاوزه طالما ظلت الأمورعلى وضعيتها تلك، يتوقعون أن قدوم ترامب سيحمل معه تبعات سلبية بشأن الموقف الأمريكي إزاء هذا الملف، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الفائزالسابقة التي تضمنت انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، حينما اتهمه بالافتقار إلى الإرادة لإيجاد حل للصراع، كما وصفه بـ”أفضل سمسار على هذا الكوكب”، بجانب العلاقة الشخصية التي تربطه بنظيره الروسي والتي كانت محل جدال خلال ولايته الأولى.
أما صحيفة تشرين، فتصدرها مقال للكاتب “رحيم هادي الشمخي” بعنوان “أوكرانيا من بايدن إلى ترامب.. هل من قطبة مخفية متواطأ عليها؟”، أشارفيه إلى ما تحدث به الرئيس الأميركي جوبايدن لأول مرة في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، وفي ختام قمة مجموعة العشرين اليوم الثلاثاء، فبعد ثلاثة أيام من نشروسائل إعلام أميركية وأوروبية تقاريرعن قرار له بالسماح للنظام الأوكراني باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.. ما أثارردود فعل روسية وعالمية كبيرة، لا تزال مستمرة، حيث جاءت بتحذيرات واسعة من أن بايدن في نهاية ولايته يغامر باندلاع حرب عالمية ثالثة من خلال فتح الباب لصراع مباشر خطير مع روسيا.
وأوضح الشمخي، أن هذا القول لبايدن لم يحسم مسألة ما إذا كان أصدر فعليا، أي رسميا، قرار السماح، وفي الوقت نفسه لم ينف، ليترك باب الميدان والسياسة “التفاوض” مفتوحا باتجاهين: روسيا، وخلفه دونالد ترامب. ولا يخفى ما أراد بايدن إيصاله من رسائل في هذين الاتجاهين، لناحية أنه ما زال بإمكانه اتخاذ أخطر القرارات ذات المدى الطويل بمفاعيلها، وارتدادتها على المستوى العالمي.
كما أكمل رحيم الشمخي قائلا، كثيرون ربطوا قرار السماح بمسألة أن إدارة بايدن تريد التخريب على إدارة ترامب المقبلة، ليس فقط في روسيا، بل في جميع القضايا الدولية الساخنة، وقد يكون هذا صحيحا في ظل الهزيمة المذلة التي نالها الحزب الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية ( في الـ5 من تشرين الثاني الجاري) أمام الحزب الجمهوري ومرشحه ترامب الذي يتجه نحو حكم مطلق في ظل سيطرة الجمهوريين أيضاً على الكونغرس بمجلسيه: النواب والشيوخ.
معتبرا أن هذا قد يكون هذا صحيحا، ولكن أضاف الشمخي عن جزئية أخرى وهي ماذا لو أن هذا السماح نفسه قد يفيد ترامب، سواء لناحية استثماره في تخسير الديمقراطيين ما تبقى لهم من رصيد داخلي وخارجي وإظهارهم بمظهر مشعلي الحروب والأزمات، ثم الانشغال بها على حساب الداخل الأميركي.. أو لناحية استثماره باعتباره يشكل ورقة ضغط استباقية ستخدم ترامب في المرحلة المقبلة، أي مرحلة التفاوض مع روسيا.
وتحت عنوان ” أي صفقة ممكنة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين؟” في صحيفة العربي الجديد، توقع الأكاديمي السوري “محمود الحمزة” أن دونالد ترامب قد يقدم لروسيا حلا في أوكرانيا بشروط مقبولة من الكرملين مقابل مساومته في مسألة تقليص الوجود الايراني في سورية خدمة للأجندة الإسرائيلية في المنطقة.
وعلق محمود الحمزة بالقول، سيضحي ترامب بمصالح أوكرانيا لتصبح أكبر الخاسرين، بينما ستحقق روسيا مكاسب لا ترقى إلى المستوى الذي تتمناه، إذ ستقتصر على وقف إطلاق النار وتثبيت الواقع الميداني، من دون ضمانات بحياد أوكرانيا وعدم انضمامها لحلف شمال الأطلسي (ناتو). لذلك تتعامل روسيا مع فوز ترامب بتفاؤل حذر إدراكاً منها أنه لا يعلي سوى مصالحه وخدمة شعار أميركا أولا.
جديربالذكرأن ترامب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير، ألقى باللوم على زيلينسكي نفسه في بدء الحرب، وانتقد الدعم الأمريكي له، حيث قال في تجمع حاشد في سبتمبر: “أعتقد أن زيلينسكي هو أعظم بائع في التاريخ- في كل مرة يأتي فيها إلى البلاد، يخرج بـ60 مليار دولار”.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-21 23:49:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي