بالصور ؛ بين ركام الذكريات.. غزاوي أقعدته إسرائيل يرفض نسيان منزله وعائلته
وبقلب مثقل بالألم، يتأمل عويضة، الذي فقد عينه وقدميه جراء الهجوم، أطلال منزله الذي كان مصدرا للأمان والدفء له ولعائلته، أما اليوم فقد بات شاهدا صامتا على مأساة لا تُنسى.
أصوات الأحبة
وينظر عويضة بحزن إلى الحجارة المتناثرة، وكأنما يبحث بينها عن ضحكات أبنائه وذكرياتهم التي ما زالت حية في مخيلته، حيث تحمل كل زاوية منهارة قصة لهم.
وفي 14 أغسطس/ آب الماضي، قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة عويضة بعدة صواريخ، ما أسفر عن استشهاد 18 شخصا، بينهم أبناؤه الأربعة: شيماء (23 عاما) التي كانت حاملا في شهرها السادس، ولؤي (22 عاما) الذي كان يستعد لخطوبته، وأسماء (16 عاما)، ومحمد (15 عاما).
وأمام ركام منزله، يجلس عويضة على كرسي متحرك متهالك، تحيط به مجموعة من الشبان الذين يساعدونه في التنقل وتلبية احتياجاته اليومية.
وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، إن “أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطيرة في الأطراف تتراوح بين 13 ألفا و17 ألفا”.
وكان عويضة، الذي عمل لسنوات في مجال صيانة السيارات، يأمل مثل أي أب بأن يرى أبنائه يكبرون أمامه ويعيشون حياة واعدة ومستقرة لكن أحلامه تبخرت تحت ركام منزله، تاركة وراءها فراغا لا يندمل.
ويأمل الفلسطيني مبتور القدمين بالحصول على كرسي متحرك يساعده على التنقل وتلقي العلاج اللازم لتعافي عينه المصابة وجسده المحروق لتمكينه من استعادة جزء من حياته التي دمرتها الإبادة الإسرائيلية.
وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، أن “شظايا الأسلحة الإسرائيلية ساهمت في ارتفاع معدلات عمليات بتر الأعضاء لدى الفلسطينيين بشكل مثير للقلق منذ بدء الحرب في قطاع غزة”.
ونقلت الصحيفة عن 6 أطباء أجانب عملوا في مستشفيي “الأوروبي” و”الأقصى” في غزة، قولهم إن “العديد من الوفيات وعمليات بتر الأطراف جاءت نتيجة إطلاق صواريخ وقذائف إسرائيلية مصممة لانتشار الشظايا، في مناطق مكتظة بالمدنيين”.
وحول هذه الفاجعة، قال عويضة، إن المقاتلات الإسرائيلية قصفت منزله ما أدى “لاستشهاد 18 شخصا من أفراد عائلتي وجيراني، بينهم أربعة من أبنائي”.
وأضاف: “أصبت بجروح خطيرة خلال القصف، فقدت على إثرها قدميّ الاثنتين وعيني، إضافة إلى حروق في ظهري وأجزاء مختلفة من جسدي”.
وأوضح أنه يزور “أنقاض منزله الذي لم يعد صالحا للسكن بشكل يومي وهو مقعد على كرسي متحرك”، معبرا عن حنينه للمكان الذي ولد وترعرع بين جدرانه.
وتابع: “لا أنتمي لأي تنظيم، ولم نتلق أي تحذير بأن المنزل سوف يقصف”.
وحول وضعه الصحي، قال: “أضطر لزيارة المستشفى بشكل متكرر، وأقطع مسافات طويلة في ظروف صعبة”.
وأضاف: “أعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية وأتكبد يوميا تكاليف النقل المرتفعة، في وقت لا أملك فيه أي مصدر دخل أو عمل”.
وطالب عويضة بتوفير كرسي متحرك كهربائي، يتيح له التنقل بسهولة، إلى جانب العلاج اللازم لعينيه وجسده الذي لا يزال يعاني من آثار الحروق.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، يحتاج أكثر من 12 ألف فلسطيني جريح في قطاع غزة للعلاج خارج القطاع، في ظل الإبادة وتدمير إسرائيل القطاع الصحي.
وتغلق إسرائيل معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو/ أيار الماضي ودمرته ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.
ومنذ بداية الإبادة على غزة، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 34 مستشفى عن الخدمة و80 مركزا صحيا، واستهدف 162 مؤسسة صحية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
مصدر : الأناضول
المصدر
الكاتب:حسین
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-18 15:50:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي