الأنباء: في ظل ارتفاع أسهم الحرب الإقليمية.. ترامب يختار مساعديه من المقربين لإسرائيل
الأنباء: في ظل ارتفاع أسهم الحرب الإقليمية.. ترامب يختار مساعديه من المقربين لإسرائيل
وطنية – كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
فيما كانت الغارات الإسرائيلية على لبنان تستفحل وتوقع المزيد من الشهداء والجرحى وتمعن تدميراً في المباني السكنية المدنية وطالت مناطق في الجبل وإقليم الخروب حيث كان تأكيد النائبين هادي أبو الحسن وبلال عبدالله على الاستمرار باحتضان النازحين مما يعكس إرادة الحزب التقدمي الإشتراكي في هذا المجال، كانت الساحة السياسية تشهد حراكاً خارجياً تمثل بزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وداخلياً تمثل بزيارة قام بها الرئيس وليد جنبلاط إلى عين التينة للقاء الرئيس بري بعد 24 ساعة على لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لبري في استكمال للمباحثات التي تناولت موضوع الحرب الدائرة على لبنان وقضية النازحين وخصوصاً في منطقة الجبل، حيث تم التوافق على ضرورة تحصين الساحة الداخلية في ظل ارتفاع منسوب الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل على ضوء المعلومات الواردة من طهران حول استكمال التحضيرات للرد على الضربة الإٍسرائيلية الأخيرة مقابل التحضيرات الاسرائيلية لهذه الضربة وتوعدها بالرد عليها.
وفي ظل هذه الأجواء، كانت لافتة المقابلة التي أجرتها صحيفة “سويدوتشي زيتونغ” مع الرئيس وليد جنبلاط حيث قال بوضوح “التصعيد سيستمر بسبب الموقف الغربي من حرب إٍسرائيل على غزة ولبنان، منتقداً الموقف الألماني بعدم إدانة الهجمات التي تتعرض لها قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) من العدو الاسرائيلي، كما تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي قالت إن “لبنان ينزلق نحو الفوضى”، مستبعداً حصول حرب أهلية.
وفيما استمرت التسريبات الإسرائيلية- الأميركية حول اقتراب فرضية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يلتقي الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ويعلن عن اختيار عدد من معاونيه واضح من أسمائهم أن معظمهم من مؤيدي إسرائيل والمتشددين في وجه إيران، ما يعني أن سياسة إدارة ترامب المقبلة ستكون من الصقور ما يطرح تساؤلات كثيرة حول حقيقة تنفيذ وعوده التي أطلقها في حملته الإنتخابية حول سعيه لإنهاء الحروب الدائرة حول العالم.
وحلّ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضيفاً على لبنان وعقد لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. كما أجرى اتصالات مع عدد من المرجعيات الروحية من بينهم البطريرك الراعي والمفتي دريان. وزار عبد العاطي في كليمنصو حيث التقى الرئيس وليد جنبلاط يرافقه سفير مصر في لبنان علاء موسى، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حماده ووائل أبو فاعور ونائب رئيس الحزب زاهر رعد، حيث جرى عرض لمختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.
عبد العاطي أعلن فور وصوله، انه جاء إلى لبنان بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنقل رسالة تضامن ودعم من القيادة المصرية إلى الشعب اللبناني الشقيق وللحكومة اللبنانية في هذا الظرف العصيب، مؤكداً “وقوف مصر الى جانب لبنان في هذه المحنة”، مشدداً على “أهمية وقف اطلاق النار وانتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت”.
وكان الرئيس وليد جنبلاط قد أشار في حديث لصحيفة ألمانية أن الوضع في لبنان سيزداد سوءاً بسبب سلوك العالم الغربي وقبل كل شيء بسبب سلوك ألمانيا الداعم لاسرائيل. إذ كان على ألمانيا التوقف عن تزويد اسرائيل بالأسلحة والذخيرة ومحاولة التوسط بدلاً من ذلك، معتبراً “حزب الله جزءاً من مجتمعنا ومن جهازنا الحكومي”، مذكراً بأنه “حذر قبل اغتيال نصرالله من انه لا ينبغي أن ننجر الى حرب مفتوحة”.
وأكّد جنبلاط أن تصوّره للحل في لبنان يجب أن يكون على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 1701، بما في ذلك تعزيز الجيش، مؤكداً انه “لن تكون هناك حرب أهلية ولكن من المحتمل ان تكون اسرائيل راغبة في زرع الفوضى في لبنان وفي مختلف دول الشرق الاوسط، متمنياً إلا يقع اللبنانيون بهذا الفخ”.
ومساءً، زار جنبلاط الرئيس نبيه بري في عين التينة بعد، لاستكمال البحث في ملف المستجدات الأمنية ومسألة النازحين إلى منطقة الجبل وضرورة تحصين الجبهة الداخلية في ظل ارتفاع مؤشرات الحرب الإقليمية.
من جهة ثانية، عقد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط اجتماعاً في كليمنصو مع رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر ونائبه جان مخايل والمراقب المالي ياسر ذبيان، بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومسؤول مكتب التنمية الاقتصادية في “التقدمي” وئام أبو حمدان ومستشار جنبلاط حسام حرب، حيث جرى البحث في قضية النزوح والحاجات المطلوبة للنازحين لا سيما على أبواب فصل الشتاء وسبل التنسيق مع مجلس الجنوب لدعمهم لا سيما في الجبل. وشكر جنبلاط حيدر على الجهود المبذولة من قبل مجلس الجنوب لاغاثة ودعم النازحين.
في المواقف، أعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ل LBCI ان العروض السابقة التي تم تداولها بين الجانب اللبناني والأميركي لم تدخل أية تعديلات رسمية عليها وأن الإدارة الأميركية في أيامها الأخيرة. ورأى بأننا باتجاه أمد طويل من الاعتداءات والتهجير، مؤكدًا “ما من وقف لاطلاق النار بل نتجه الى مزيد من التصعيد والغارات أكبر دليل”.
ورأى بأن “الحل الأمثل هو بانجاز استحقاقاتنا الخاصة والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية، مشيرًا إلى أن “قد يكون دونالد ترمب أسوأ من جو بايدن في الإدارة وتجربته السابقة كانت مجرمة بحق الشعب الفلسطيني”، ومن الممكن أن نصل إلى وقف الحرب، لكن ضمن شروط صعبة جدا”.
وكان الرئيس المنتخب دونالد ترمب قد كشف عن أسماء فريق عمله وغالبيتهم من المقربين لإسرائيل من بينهم ماركو روبيو الذي رشّحه ليكون وزيراً للخارجية والنائب السابق جون راتكليف لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية CIA وبيت هبفسث لتولي وزارة الدفاع. كما رشح حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم لتولي وزارة الأمن الداخلي. وتوم هومان لمهام الهجرة والحدود. ومايك وويلتز لمهمة الامن القومي. واليزا ستفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.
في الشأن الميداني، تستمر إسرائيل لليوم الثامن والأربعين في حربها على لبنان، وقد تركزت الغارات المدمرة على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى عدد من القرى الجنوبية والبقاعية.
وكان حزب الله قد أعلن عن مقتل سبعة جنود اسرائيليين في إحدى القرى الحدودية بعد انهيار مبنى تم تفخيخه، كما شن الحزب هجوماً للمرة الأولى بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على قاعدة “الكريماء” في مدينة تل أبيب وهي مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة الاسرائلية وغرفة إدارة الحرب وهيئة الرقابة. ما دفع وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إعلان رفض بلاده وقف الحرب على لبنان قبل ان تحقق اسرائيل أهدافها. وهذا يدحض كل المزاعم الاسرائيلية حول إمكانية إيجاد تسوية مع لبنان والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.