ٍَالرئيسيةموضوعات وتقارير

الديار: صواريخ نوعيّة من الحافة الأماميّة تربك العدو وتفضح أكاذيبه

الديار: صواريخ نوعيّة من الحافة الأماميّة تربك العدو وتفضح أكاذيبه

«إسرائيل» تبدّد أوهام وقف العداون…

الهمجيّة «الاسرائيليّة» تصل الى عكار… قمّة الرياض انتظار «الأفعال لا الأقوال»

وطنية – كتبت صحيفة “الديار”: على وقع مواقف «اسرائيلية» متناقضة تنسف الاجواء الايجابية حول وقف العدوان، وتزامنا مع قمة عربية – اسلامية «لا تغني ولا تثمن عن جوع»، تجاوزت رسائل المقاومة الصاروخية امس البعد العسكري، الى ما هو ابعد من ذلك بكثير. فبعد ساعات على تأكيد مسؤول العلاقات الاعلامية الحاج محمد عفيف في «يوم شهيد» حزب الله، بان شروط وقف النار تحدده الوقائع الميدانية، بعيدا عن اي اوهام بالموافقة على شروط الاستسلام، ترجمت الوحدة الصاروخية مساء هذه المعادلة، برشقة نوعية تجاوزت المئة صاروخ في 5 دقائق باتجاه حيفا وصفد، وانطلقت من مسافة كلم واحد عن الحدود، ما اثار»جنون» جيش الاحتلال، واثار هلع المستوطنين، الذين ادركوا ان تسويق الجيش والحكومة لفكرة النجاح في تدمير البنية التحتية للمقاومة في القرى الامامية، كان مجرد كذبة، تزامنا مع الانباء المتواترة عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في مواجهة قاسية على اطراف بلدة كفركلا. اما الرد «الاسرائيلي» فكان المزيد من ارتكاب المجازر بحق المدنيين، حيث استهدف للمرة الاولى عكار، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى.

عودة «لنقطة الصفر»؟

واذا كانت الساعات القليلة الماضية، قد حملت معها مزاعم «اسرائيلية» بوجود اجواء ايجابية بخصوص الحرب على لبنان، تزامنا مع وجود وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في واشنطن، حيث يناقش مع وزير الخارجية انتوني بلينكن والمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين سبل وقف الحرب، فان وزير الحرب يسرائيل كاتس اعاد الامور الى «نقطة الصفر»، من خلال الاعلان امس رفض أي ترتيب لا يضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه الى وراء الليطاني، معلنا ان «اسرائيل» لن توافق على أي ترتيب في لبنان لا يضمن تحقيق أهداف الحرب، واضاف «لن يكون وقف للنار حتى تتحقق اهداف الحرب».

تشاؤم اوروربي

في هذا الوقت، لا تزال المصادر الرسمية اللبنانية على نفيها لتسلم اي مقترحات اتفاق، نافية التسريبات «الاسرائيلية» عن حصول تبادل بين»إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان لمسودة اتفاق لوقف النار»، واشارت الى كل من الرئيسين بري وميقاتي لم يتواصلا مع المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، الذي لم يطلب اي موعد في بيروت.

ووفقا لمصادر ديبلوماسية اوروبية فانها لم تلمس بعد جدية من قبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لوقف اطلاق النار مع لبنان، ولفتت الى انه يكرر سيناريو عشرات المحاولات لبلوغ هدف مماثل في غزة خلال عام.

تناقضات «اسرائيلية»

في المقابل قال وزير الخارجية «الإسرائيلي» جدعون ساعر أن «هناك تقدما في محادثات وقف إطلاق النار على جبهة لبنان، ونعمل مع الأميركيين في هذا الصدد». وتابع «سنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيدا عن حدودنا الشمالية، وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني»، زاعماً أن الجيش «الاسرائيلي» يواصل العمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان».

تعديل 1701!

تزامنا نقلت صحيفة « يسرائيل هيوم» عن مسؤولين «اسرائيلين» تأكيدهم ان هدف «إسرائيل» هو التوصل إلى اتفاق مع لبنان أفضل من القرار 1701؟! واشارت الصحيفة الى ان نتنياهو قرر إنهاء الحرب في لبنان، وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، إلى جانب استمرار القتال في غزة، على الرغم من اعتراض وزراء في الحكومة، واشارت الصحيفة الى انه يعمل على إقناعهم بأن إنجازات الحرب في الجبهة الشمالية تكفي لتحقيق هدف إعادة السكان. وطلب في جلسة الحكومة يوم الاحد، السرية التامة وعرض عليهم تفاصيل التسوية المتبلورة برعاية إدارة بايدن، والكفيلة بتشكيل مدخل لإدارة ترامب الوافدة.

اقناع وزراء اليمين

ولفتت الصحيفة الى ان نتانياهو أرسل رون ديرمر إلى الولايات المتحدة لضمان حرية عمل في لبنان إذا لم يحترم الاتفاق، وهو يعمل في هذا السياق لمنع الاعتراض من الجناح اليميني في الحكومة، ويبدو أن الاعتراضات بقيت بالفعل في مستوى منخفض. ومع ذلك، طالب وزراء الحكومة بشروحات حول كيفية إنهاء «إسرائيل» للحرب، في وقت يمتلك حزب الله قدرات عسكرية معتبرة. وطالب بعضهم الاستيلاء على نقاط أساسية في لبنان في إطار الاتفاق.

عفيف: الكلمة للميدان

في المقابل، جاء الرد من مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، الذي اكد في مؤتمر صحافي عقده في مجمع سيد الشهداء بمناسبة يوم شهيد حزب الله، ان وقائع الميدان لها الكلمة الفصل في اي اتفاق لوقف النار، مشيرا ان لا وجود لاي مسودة اتفاق عرضت على لبنان لوقف العدوان الاسرائيلي. ولفت الى انه بعد اكثر من 40 يوما من القتال الدامي لا يزال العدو عاجزا عن احتلال قرية لبنانية واحدة». ورأى عفيف ان «الحديث عن تراجع كبير في مخزون الصواريخ مجرد أكاذيب، ولدى حزب الله في الخطوط الأمامية ما يكفي من العتاد لخوض حرب طويلة. وتوجه الى من يحاول «دق اسفين» بين الجيش والمقاومة، معتبرا ان العلاقة بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، واضاف «نحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة».

صليات نوعية لحزب الله

ميدانيا، كان «يوم شهيد» حزب الله استثنائيا باعتراف اعلام العدو الذي تحدث عن تجاوز عدد الصواريخ التي اطلقت نحو الشمال الـ250 صاروخا ادت الى سقوط 70 جريحا «اسرائيليا» بينهم اصابات صعبة، واندلاع حرائق على مساحات واسعة. كما اصيب مبنى من 9 طوابق في خليج حيفا ادى الى تضرره بشكل كبير. يوم استثنائي في يوم شهيد حزب الله، وتصعيد مرتقب.

الانتقام من المدنيين

في المقابل، انتقم جيش الاحتلال من المدنيين اللبنانيين استهدفت غارة جوية عكار للمرة الاولى، حيث اغار الطيران الحربي على مبنى يتواجد فيه مهجرون من بلدة عرب صاليم الجنوبية، تهجروا الى بلدة عين يعقوب، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى الثلاثين بينهم سوريون. كما حصلت مجزرة ذهب ضحيتها 12 شهيدا من آل شومر في بلدة السكسكية، حيث تم استهداف عائلة الشاب والشقيقتين الذين استشهدوا قبل ايام في الغارة على جسر الاولي، وعرف من الشهداء مراسل المنار في صيدا الزميل امين شومر وحفيدته وصهره.

«جنون» في حيفا

ووصف اعلام العدو ما جرى في خليج حيفا بانه «جنون»، واشار الى أنّ حزب الله نفذ «أثقل صلية صواريخ، وأعنف قصف على الكريوت منذ بداية جولة القتال» . ولفتت الى ان المواقع التي اطلقت منها نحو 110 صاروخ، مناطق حدودية وسبق للجيش «الاسرائيلي» الاعلان انه دخلها.

وقد أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره بأنّ إطلاق الصواريخ نُفذ من قرى كان فيها. وفي السياق، فان الصليات الصاروخية التي أُطلقت في اتجاه شمال فلسطين المحتلة كانت نوعية، وعلى الاقل هناك صاروخان باليستيان أُطلقا عقب الصليات المكثفة.

وفي أعقاب ذلك، قال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، لـ»القناة الـ12»، إنّ «عدد الصواريخ التي أُطلقت على حيفا كان من بين الأكبر منذ أن بدأ حزب الله مهاجمة البلدات الشمالية . واعلن الجيش «الاسرائيلي» سقوط صواريخ في الجليل الأعلى والجليل الغربي والخليج، وكذلك على صفد و»روش بينا» ومحيطهما بالجليل الأعلى.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان صاورخا انفجر قرب محطة للحافلات في «كريات آتا» (بالكريوت)، وسجلت أضرار جسيمة في المحطة نفسها وفي السيارات المجاورة. وتم الإبلاغ عن العديد من سقوط شظايا صواريخ في الكريوت.

استهدافات نوعية

كذلك، أصاب صاروخ بشكل مباشر شقة في «كريات بياليك»، دون وقوع إصابات، حيث كان السكان في أحد الملاجئ وقتها، وقالت إدارة الإطفاء والإنقاذ «الإسرائيلية» إن مبنى تضرر في «كريات يام»، كما رصدت أضرار بمبان مختلفة في «كريات موتسكين» ، ولحقت أضرار بمنزل في كيبوتس «أفيك»، وفي «الكريوت» بخليج حيفا أيضا جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.

وذكرت الشرطة «الاسرائيلية» أنه تم تحديد 5 إصابات مباشرة لمبان، وأضرار في مركبات بمناطق متفرقة بخليج حيفا، بالإضافة إلى أضرار بيئية وحرائق، نتيجة سقوط الصواريخ في منطقة خليج حيفا.

وقد اعلن حزب الله استهداف قاعدتي «شراغا» شمالي عكا و»زوفولون» شمال حيفا برشقات صاروخية، كما استهدف مقاتلو الحزب منطقة «الكريوت» بصليةٍ صاروخيّة، إلى جانب استهداف الحزب لقاعدة «عميعاد» (مقر قيادة ‏الفيلق الشمالي) جنوب مدينة صفد بِصليةٍ صاروخية كبيرة .

كما شنت المقاومة هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «رغفيم» التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة 65 كلم جنوب مدينة حيفا وأصبنا أهدافها بدقّة.

«اسرائيل» تنسف القمة؟

في السعودية، حضر لبنان الى جانب غزة في القمة العربية الاسلامية برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، واذا كان الوفد اللبناني قد ارتاح لوجود تقارب ايراني –سعودي، فان مصادر مطلعة لفتت الى ان الموقف السياسي كان اقل من المتوقع، حيث انتهت القمة ببيان انشائي معتاد لا يقترن باي فعل، يمكن ان يجبر «اسرائيل» على وقف حمام الدم في لبنان وغزة، وحتى مسألة اعادة الاعمار لم تتبلور على نحو تنفيذي وبقيت مجرد وعود. واللافت ان الرد «الاسرائيلي» الوقح على القمة لم يتأخر كثيرا، حيث اعلن وزير المال «الاسرائيلي» بتسلئيل سموترتيش انه اعطى تعليماته ليكون العام 2025 عام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.

ما جدوى القمة؟

وللمفارقة، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان قمة الرياض الثانية جرت في اليوم نفسه لقمة العام الماضي، أي بعد قرابة شهر من التطوّر الخطير الذي جرى في قطاع غزة. حينها أدانت العدوان «الإسرائيلي» وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية، وطالبت بوقف الحرب فورا، ورفض توصيفها دفاعا عن النفس..

لكن لم يحصل اي شيء من ذلك، واليوم بدل توقّف الحرب تحوّل الانتقام «الإسرائيلي» إلى عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي للفلسطينيين، وواجهت «إسرائيل» مطالب العرب والمسلمين دعم الأونروا بإعلانها منظمة إرهابية، وفي أثناء ذلك وسعت الحرب لتشمل لبنان، وقصفت اليمن بشكل مباشر، وصعّدت المواجهة المباشرة مع إيران مرتين، مما قرّب مخاطر حرب إقليمية.

ووفق ما تقدم فان ما تواجهه القمة العربية ـ الإسلامية هو أخطر بكثير مما واجهته القمة الأولى، فهذه الدول امام تحديات وجودية خطيرة، تتطلب تغيّرات استراتيجية عميقة، وتحضرا لاحتمالات كبرى، لكن ما حصل كان مجرد «ثرثرة» لا تغني ولا تثمن عن جوع.

اين الايجابية؟

وكان بن سلمان اكد «رفض بلاده انتهاك سيادة لبنان ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية». وطالب ولي العهد السعوديّ « بإنهاء الاحتلال «الإسرائيليّ» غير المشروع في فلسطين كما طالب بتنفيذ حلّ الدولتين.

وفي هذا السياق، اكدت مصادر ديبلوماسية ان الوجه الايجابي في القمة، كان تقصد ولي العهد السعودي تظهير التقارب الايجابي مع طهران وكذلك مع دمشق، حيث التقى الرئيس السوري على هامش القمة.

ولفتت تلك المصادر الى ان الجميع في المنطقة متهيب من عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، في ظل تجربة مريرة لسنواته الاربع العجاف في ولايته الاولى، وثمة توجه لخلق تكتلات اقليمية في اطار حماية استباقية ذاتية، في ظل توجه واضح لدى الادارة الاميركية للانكفاء مرة جديدة نحو فكرة «اميركا اولا» ، وفرض شروط فظة مقابل الدعم والحماية الاميركية.

كلام لا افعال

وكانت القمة القمة العربية – الإسلامية، حملت «إسرائيل» مسؤولية فشل مفاوضات وقف النار في لبنان وغزة، ودعت للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وتشكيل حكومة استنادا للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف، كما أكدت دعم الجيش اللبناني باعتباره الضامن لوحدة البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية. ودعت لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، كما دعت الى «تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن غزة.وجددت القمة التاكيد على عدم تنعم «إسرائيل» وكل دول المنطقة بالأمن والسلام ما لم ينعم به الشعب الفلسطيني، في عودة الى التمسك العربي بحب الدولتين كشرط اساسي لأي حل.

ميقاتي والتمسك بالـ1701

من جهته اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان لبنان بصدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية، على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق. ويبقى الاساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى