أفغانستان والتغير المناخي؛ هل يؤثر مشاركة طالبان في مؤتمر “كوب 29″؟
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه دعوة لطالبان للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة للتغيرات المناخية.
وفي العام الماضي حيث عقدت النسخة 28 للتغيرات المناخية في دبي “كوب 28” لم توجه دعوة لطالبان للمشاركة لذلك اعتبرت هذه الجماعة عدم مشاركتها بانه “جائر.”
وذكرت مجموعة الأزمات الدولية في ذلك الحين أن الدول المضيفة والأمم المتحدة لم تتمكنا على خلفية عدم شرعية طالبان، من إيجاد سبيل لمشاركة طالبان في “كوب 28”.
وذكرت وكالة أنباء “رويترز” أن وفد طالبان يشارك هذه السنة في “كوب 29” بصفة مراقب، ولا يمكنه حضور الاجتماعات الرئيسية للدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وأبلغت مصادر دبلوماسية “رويترز” أن وفد طالبان بامكانه المشاركة في الاجتماعات الهامشية ومسموح له عقد لقاءات ثنائية مع الوفود المشاركة الأخرى.
ما هو برنامج طالبان للمشاركة في هذه القمة؟
وأعلنت المؤسسة الوطنية الأفغانية لحماية البيئة والتي تخضع لسلطة طالبان أن رئيسها مولوي مطيع الحق خالص، يرأس وفد طالبان في مؤتمر “كوب 29”.
وقالت هذه المؤسسة أن أحد المطالب الرئيسية لهذا الوفد، هو الوصول إلى “الآليات المالية” المتاحة في مجال التغيرات المناخية.
وفي ضوء عدم شرعية طالبان الداخلية والدولية والعقوبات الدولية الواسعة عليها، فهي غير قادرة على الوصول إلى الآليات الدولية في مجال التغير المناخي، ولا تستطيع الحصول مباشرة على هذه المساعدات.
وقال رئيس مؤسسة حماية البيئة لطالبان أنهم سيسعون لوضع دول العالم في صورة الموضوعات المتعلقة بالتغيرات المناخية والمشاكل البيئية في أفغانستان، والتباحث مع الأطراف المختلفة بهذا الخصوص.
لكنه ليس واضحا ما إذا كانت الوفود المشاركة في المؤتمر من الدول الأخرى، مستعدة للقاء ممثلي طالبان، والحديث معهم حول التغيرات المناخية.
وفضلا عن ذلك، فان الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان من قبل طالبان ستلقي بظلالها على مشاركة هذه الجماعة في المؤتمر وأن الكثير من الدول لن تكون مستعدة للتعامل مع وفد طالبان على هامش المؤتمر.
هل مشاركة طالبان موثرة؟
ودُعي وفد طالبان لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، بينما تعد أفغانستان واحدة من أكثر دول العالم تعرضا وتأثرا بالتغيرات المناخية.
ويفيد تقرير الأمم المتحدة أن أفغانستان تصنف ضمن الدول العشر المتضررة من جراء التغيرات المناخية، في حين أن حصتها في إنتاج الغازات الدفيئة وتداعيات التغيرات المناخية، ضئيلة للغاية.
ومع ذلك، لا يبدو أن مشاركة طالبان في مؤتمر “كوب 29” يمكن أن يكون لها أثر كبير على اهتمام العالم بأزمة التغير المناخي في أفغانستان.
والتحدي الأول هو أن وفد طالبان لا يضم أشخاصا متخصصين وفنيين في مجال البيئة والتغيرات المناخية. لان هؤلاء الأعضاء غير مدركين وغير مطلعين على الكثير من القضايا الفنية والتخصصية المتصلة بالتغيرات المناخية وتبعاتها. وعدم الاطلاع هذا سيؤدي إلى ألا يستطيع الوفد توضيح الازمة المناخية في أفغانستان، لممثلي الدول المشاركة بصورة صحيحة.
والتحدي الثاني هو أنه لا يبدو أن وفد طالبان قادر على تقديم الآليات التخصصية والمهنية لمكافحة التغيرات المناخية في أفغانستان في هذا المؤتمر، وفي غياب هكذا وضع، فان مشاركة الوفد لن تكون ذا جدوى.
إن النقاشات المتعلقة بالبيئة والتغيرات المناخية، هي نقاشات وبحوث تخصصية لا يمكن للأشخاص الذين لا يملكون خبرة وتخصصا بشأنها إبداء الرأي تجاهها، غير أن مسؤولي مؤسسة حماية البيئة الأفغانية الخاضعة لطالبان، كلهم من خريجي مدارس طالبان الايديولوجية، ولا يملكون أي خبرة ومعرفة بالبيئة والتغيرات المناخية وتداعياتها.
وعلى هذا الأساس، فان هذه المؤسسة لم تتمكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من اعتماد أي سياسة وآلية لخفض تداعيات التغيرات المناخية في أفغانستان، وفي ظل غياب هذ السياسة والآلية، فان الناس يظلون يعانون من تبعات الأزمة المناخية وتتأثر حياتهم بها يوما بعد آخر.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-12 08:12:03
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي