مصطفى البرغوثی لـ تسنیم: الرد الإیرانی أثبت أن الأسطورة الإسرائیلیة هی کذب.. لدینا خیبة أمل من الدول العربیة والإسلامیة التی عجزت عن کسر حصار غزة- الأخبار الشرق الأوسط

وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، في مقابلة خاصة مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان أطماع الكيان الصهيوني في التوسع الجغرافي ليس فقط تشمل “ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، بل بالاستيلاء على أجزاء كبيرة من سوريا ولبنان”، وهو يطمح أيضا الى “ضم أجزاء من الأردن وربما كل الأردن”.

ملخــــــــــــــــــــــــــــــص المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقابلة:

ونوه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، انه ومن أجل فهم عميق لحقيقة صراعنا مع الجانب الإسرائيلي يجب ان نفهم ان المعركة تدور على نقطة واحدة وهي “ان يبقى الفلسطينيون في فلسطين او لا يبقون”.

وحول فتح جبهة الشمال قال البرغوثي: ان لهذا سببان، الأول يعود لقرار حزب الله والشعب اللبناني في اسناد غزة، واسنادهم للنضال الوطني الفلسطيني، والسبب الثاني، يعود الى ان نتانياهو والفاشيين في حكومته لهم شهية مفتوحة يتم تعزيزها ببعض الاتجاهات الخطيرة في الولايات المتحدة، مثل ترامب، والذي يعتقدون ان مساحة إسرائيل صغيرة ويجب توسيعها على حساب دول المنطقة.

وحول اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله من قبل كيان الاحتلال الصهيوني، قال البرغوثي ان هذه الجريمة ورغم فداحتها، الا انها ليس فقط لم تؤدي الى اضعاف حزب الله فحسب، بل أنها زادته إصرارا وعزما وعزيمة على مواجهة الكيان الصهيوني.

وفيما يخص تأثيرات عملية طوفان الأقصى، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، انها الغت واسقطت وافشلت مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع المحيط العربي، وإنها أعادت شحن جيل بكامله، فلسطيني وعربي وعالمي بعدالة القضية الفلسطينية.

وأوضح ان الشهيد يحيى السنوار، قاتل وناضل بشرف، والان يراه جميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين وجزء كبير من العالم، على أنه يعتبر بطلا مقاتلا.

ووصف البرغوثي ادعاءات الكيان الصهيوني بأن حماس والسنوار هم من يعيقوا الوصول الى صفة لوقف إطلاق النار، بانها ادعاءات كاذبة وباطلة ومن كان ولايزال يعيق الصفقة هي إسرائيل ونتانياهو، وبايدن تستر على نتانياهو حتى عندما عرف بذلك، وغطى عليه وادعى ان حماس هي التي تعرقل الوصول الى هذه الصفقة.

كما انتقد البرغوثي عدم اتخاذ مواقف حازمة من قبل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية تجاه الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، موضحا ان تقاعس محكمة العدل الدولية وتأخرها، وتقاعس محكمة الجنايات الدولية في إقرار ما طالب به المدعي العام، أصبح جزء من المسؤولية عن استمرار الإبادة الجماعية.

وحول تقيمه لموقف الدول العربية والإسلامية مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني، قال البرغوثي: لا نستطيع ان نضع جميع الدول في سلة واحدة، هناك دول تفانت وعملت كثيرا وهناك دول قصرت، ولكن في الاجمال نحن لدينا خيبة أمل من 56 دولة عربية وإسلامية، عجزت عن ان تكسر الحصار الإنساني المفروض على غزة.

وعن الموقف الرسمي الفلسطيني، تجاه القضية الفلسطينية، خاصة ما بعد قضية طوفان الأقصى والابادة الجماعية، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية: انا لست من يجب ان يقيّم موقفهم، الناس تقيّم موقفهم، لكن بشكل عام اعتقد ان السلطة ارتكبت خطئ كبيرا وكانت سلبية للغاية طوال هذه الفترة، وكان يجب ان تقوم بدور مختلف عن الدور الذي قامت به.

ونوه البرغوثي الى ان إيران تعتبر قوة عسكرية موازية لإسرائيل، ووجودها يلعب دورا مهما في احداث توازن في المنطقة، وهدف إسرائيل كسر أي قوة بالمنطقة، لذلك نرى هذا العداء لإيران ومحاولات كسرها والهجوم عليها.

وأعرب عن اعتقاده ان هناك أجيال كاملة من الشباب الأمريكي، ترفض الدعم الأمريكي لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني وربما في يوم من الأيام ستحاسب هذه الأجيال، الأمريكيين الذين قاموا بتقديم كل هذا الدعم لإسرائيل.

 

 

.

 

 

********
********

وفيمايلي المقابلة التي أجرتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، بكامل تفاصيلها.

وحول سبب إصرار الحكومة الصهيونية على استمرار العدوان الصهيوني على غزة بعد أكثر من عام على الإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان الاحتلال بحق الأطفال والنساء في غزة، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

السبب انها حكومة فاشية، والسبب الثاني ان لديهم مشروع صهيوني لم يتغير، منذ ارتكبوا النكبة عام 1948، والان يحاولوا ان يرتكبوا نكبة ثانية، لان مخططهم الحقيقي هو تطهير عرقي كامل لكل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وكل فلسطين، يحتلون الأرض بالقوة العسكرية وهذا ما فعلوه وينشروا الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، واحلالي بحيث انهم يريدون استبدال الوجود الفلسطيني بوجود يهودي، لقد فعلوا هذا في أراضي الـ 48 والان يحاولوا يكرروه في غزة.

السابع من أكتوبر لم يكن بداية بل كان نتيجة لتطهير عرقي عمرة 76 عام، ونتيجة احتلال هو الأطول في التاريخ الحديث عمره 57 عام، ونتيجة لمنظومة تميز عنصري وابارتايد هي الأسوء في تاريخ البشرية.

مضيفا بالقول: هم استغلوا ما جرى كي ينفذوا الآن 3 جرائم حرب بالتوازي: جريمة التطهير العرقي، وجريمة الإبادة الجماعية، وجريمة العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك تجويع الناس.

ما تتعرض له اليوم غزة وشمال غزة هو حرب تجويع الهدف النهائي منه هو الإبادة وإزالة وجود الشعب الفلسطيني من فلسطين، وهم يظنون ان استطاعوا ان يطهروا قطاع غزة عرقيا، يمكن ان يكرروا ذلك في الضفة الغربية لاحقا.

 

 

وفيما يخص فتح جبهة الشمال من قبل كيان الاحتلال الصهيوني قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

ان فتح جبهة الشمال له سببان، السبب الأول ان حزب الله والشعب اللبناني الشقيق قرر ان يسند أهلنا في غزة، وان يسند النضال الوطني الفلسطيني من خلال الاشتباك مع الجانب الإسرائيلي، وهناك سبب آخر، نتانياهو له شهية مفتوحة، هو والفاشيين في حكومته وتعززها بعض الاتجاهات الخطيرة في الولايات المتحدة، مثل ترامب، الذين يقولون ان مساحة إسرائيل صغيرة ويجب توسيعها، لذلك هم لهم أطماع في توسع جغرافي ليس فقط في ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، بل بالاستيلاء على أجزاء كبيرة من لبنان، والواقع لهم أطماع في سوريا، هم أصلا ضموا الجولان المحتل وهذا غير قانوني وغير شرعي، ولكن يطمحوا لأكثر من هذا، ويطمحوا ليضموا أجزاء من الأردن وربما كل الأردن، ليس مصادفات ما يجري، ان يقف وزير المالية الفاشي الإسرائيلي سموتريتش، ان يقف خلف خريطة في باريس عندما تحدث هناك والخريطة تضم الأردن والضفة الغربية وغزة والجولان المحتل وأجزاء من لبنان وأجزاء من السعودية وأجزاء من مصر، اذن نحن نتحدث عن مخطط صهيوني يظن ان باستطاعته ان يفرض الهيمنة الإسرائيلية المطلقة على كل المحيط في الشرق الأوسط باسره.

وحول إصرار كيان الاحتلال الصهيوني على مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني واللبناني بعد سلسلة من الاغتيالات، من بينها اغتيال الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، وقبله الكثير من قادة محور المقاومة، وهل سيوقف كيان الاحتلال الحرب بعد هذه الاغتيالات ام ان هناك اسباب أخرى لاستمرار الحرب، أوضح الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

هو يغتال قادة المقاومة لأنهم يقاومون ويظن إذا اغتال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، انه بهذه الطريقة سيهزم حزب الله، هو لا يفهم العقلية العربية والإسلامية والفلسطينية، لا يفهم ان اقصى ما يتمناه القائد هو ان يستشهد.

ثانيا، هم يظنون إذا اغتلت القائد فذلك سيؤدي الى انهيار الجيش، هم يفكروا بعقلية القرون الوسطى، كلام فاضي، الاغتيالات لم تؤدي الا لزيادة قوة المقاومين. اعطيكم مثل، اغتالوا مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين، ثم اغتالوا الرنتيسي بعده مباشرة، وبعد ذلك اغتالوا العاروري، واغتالوا الشهيد إسماعيل هنية، والان يحيى السنوار، هل أوقف ذلك حركة حماس؟، اطلاقا لا.

هل أوقف اغتيال السيد حسن نصر الله، حزب الله؟، بالعكس، زادوا إصرارا وعزما وعزيمة، رغم فداحة الخسارة، لان هناك عدد من القادة قد استشهدوا، يجب ان نفهم أن هدف إسرائيل، هو الاستيلاء على فلسطين وتهويدها بالكامل، هدف إسرائيل على المدى البعيد الاستيلاء على الأردن وتهويدها بالكامل، هدف إسرائيل كسر أي قوة بالمنطقة، لذلك لماذا هذا العداء لإيران، هذا ليس جديدا.

أتذكر قد قرأت أطروحة مهمة أصدرها معهد الشرق الأدنى في واشنطن وهو معهد تابع للوبي الصهيوني “أيباك” (AIPAC)، أصدرها في أواخر الثمانينيات، وكان محتواها الاحتواء المزدوج للعراق وإيران، كانت العراق قوة وكانت إيران قوة ومازالت، بدأوا بالعراق ودمروه، الان يريدون ان يكسروا القوة العسكرية الباقية التي تشكل قوة في المنطقة، وهي إيران، لذلك هذا الهجوم على إيران، هم لايريدو ان تكون في المنطقة أي قوة تقف في وجه طموحاتهم، او تكون قوة مؤثرة في المنطقة.

عادوا كل من وقف الى جانب الشعب الفلسطيني، عادوا مصر من قبل، وعادوا سوريا، وعادوا لبنان، والآن يعادوا إيران. الاستعمار ينظر الى إسرائيل باعتبارها قاعدة لمصالحه في المنطقة، واقصد بذلك خصوصا أمريكا وبعض الدول الغربية.

 

 

وحول تأثير معركة طوفان الأقصى على الرأي العربي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه المقاومة الفلسطينية؟، اكد الدكتور مصطفى البرغوثي:هذه المعركة، معركة كبرى وتقاس نتائجها بسنوات طويلة، لكن اهم تأثيراتها ربما، أولا انها الغت واسقطت وافشلت مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع المحيط العربي، القضية الثانية، انها اعادت الاهتمام على الصعيد العربي والعالمي بالقضية الفلسطينية بعد ان عمل نتانياهو على تهميش القضية الفلسطينية بالكامل، عادت الى مركز الاحداث السياسية في العالم، ثالثا، إعادة شحن جيل بكامله، فلسطيني وعربي وعالمي بعدالة القضية الفلسطينية، فيه جيل كامل من الشباب الفلسطيني الذي كان الى حد ما غير متابع لقضيته بالشكل المطلوب، فجأة اعيد شحنه بمشاعر النضال الوطني والكفاح، واعيد شحنه اهم شيء بالإدراك والوعي، خصوصا انه جزء تم تضليله باتفاق “اسلو” وبوهمين كبيرين، وهم إمكانية الوصول الى حل وسط مع الحركة الصهيونية عبر المفاوضات، ووهم الاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط. هذه الأوهام زالت، وبالتالي هذا الجيل الذي تم تضليله، عاد واكتشف الحقيقة انه لا نواجه فقط احتلال، ولا نواجه فقط نظام أبارتايد عنصري، نحن نواجه مشروع استعماري استيطاني احلالي يريد ان يقتلعنا جميعا من ارض وطننا. كذلك التحول على الصعيد العالمي، لقد عاد التضامن مع فلسطين بزخم لم يسبق له مثيل.

وفي اجابته على سؤال أخر لـ تسنيم حول انه هل استطاعت عملية طوفان الأقصى ان تطوي ملف تطبيع بعض الدول العربية والإسلامية مع الاحتلال الصهيوني، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

عملية طوفان الأقصى لم تطوي ملف التطبيع بالكامل ولكن اضعفت تأثيره، وحاصرته، لو لم يحدث طوفان الأقصى، لكانت دول عربية أخرى ستنظم الى اتفاقية التطبيع، هذه الدول تراجعت، أيضا الدول التي طبعت، أصبحت في وضع حرج، لان شعوبها ترفض التطبيع وكل شعوب المنطقة بما في ذلك شعوب الدول التي طبعت، ترى حجم الجرائم الإسرائيلية وتطالب بمقاطعة إسرائيل، لذلك اعتقد ان المقاطعة التي تنجح الان على مستوى الشعوب وتتسع في كل يوم، في نهاية المطاف ستفرض نفسها على الحكومات.

لن نتوقف عن مطالبة هذه الدول عن الغاء التطبيع، لان من المعيب والمشين ان تواصل دول اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وهي تواصل ارتكاب كل هذه المجازر الوحشية، إسرائيل الان كيان مارق وخارج على القانون الدولي، رئيس وزرائها ورئيس جيشها مدعون الان للاعتقال من قبل المدعي العام لمحكمة الجنيات الدولية، محكمة العدل الدولية على وشك ان تصدر حكما، ان ما قامت به إسرائيل هي جريمة إبادة جماعية، ان تكون دول عربية مطبعة مع إسرائيل وهي ترتكب هذه الجرائم، هذا امر مشين.

أي الغاء للتطبيع، سيفيد القضية الفلسطينية، ويضعف الموقف الإسرائيلي، ولذلك يجب ان نضغط ونواصل الضغط في هذا الاتجاه، يجب عزل إسرائيل، إسرائيل لن تُردع الا بوسيلتين، الأولى هي، مقاومة وصمود وبطولة الشعب الفلسطيني أولا والشعوب الشقيقة الأخرى مثل الشعب اللبناني والشعب اليمني الذين يتصدون للعدوان الإسرائيلي وهذا العامل الأساسي، والعامل الثاني هو فرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل.

نتانياهو لن يرتدع بالأخلاق ولا بالقانون الدولي ولا بالإدانات ولا بالمناشدات، سيرتدع فقط عندما تصبح تكلفة الحرب العدوانية الإسرائيلية أكبر من المكاسب التي يحققها.

اليوم الاقتصاد الإسرائيلي يترنح، لديهم خسائر تقدر بـ 70 مليار دولار وهي تكلفة هذه الحرب، ولديهم انكماش اقتصادي وانهيار لقطاع الزراعة وانهيار لقطاع السياحة وهناك تراجع كبير للاستثمارات في إسرائيل، هناك 600 ألف إسرائيلي، هربوا من إسرائيل، اذن هم يواجهوا انهيار اقتصادي وخسائر بشرية لا يستطيعوا احتمالها وإذا تصاعدت المقاطعة فهذا سيكون عامل مؤثر اخر.

 

 

وفيما يخص هل ان هناك علاقة بين طوفان الأقصى والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية نظرا لارتفاع نسبة الاعتقالات والاغتيالات واستخدام طائرات الـ اف16 لاستهداف الفلسطينيين؟، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

طبعا، لكن التصعيد بالضفة الغربية سبق طوفان الأقصى، بالأحرى طوفان الأقصى كان رد فعل على ما يجري في الضفة الغربية، لان الاحتلال كان يبطش بالناس هناك واكثر من 400 شهيد في العام الذي سبق طوفان الأقصى والاعتداءات على المسجد الأقصى لم تتوقف، وكنت اسمع الذين يلومون اليوم قطاع غزة والمقاومة، كانوا نفس هؤلاء الأشخاص يطلعوا يغردو ويسألون اين غزة ولماذا لا تدعم الضفة الغربية، ولمّا بادرت غزة الى التدخل، أصبحوا يلوموا غزة على ما قامت به، هؤلاء ناس مهزومين من الداخل، والشيء الأساسي ان التصعيد بدأ في الضفة قبل طوفان الأقصى، والتوسع الاستيطاني كان مستمر بشكل غير مسبوق خاصة مع تشكيل حكومة نتانياهو الأخيرة، الان بعد طوفان الأقصى زاد التصعيد، حوالي 760 شهيد منهم 165 طفل، عدد كبير من النساء، 11 الف اسير جديد تم اسرهم خلال هذه الحرب، وهناك قمع كبير في جميع انحاء الضفة الغربية، فالواقع نحن امام حرب على الشعب الفلسطيني سواء في غزة او الضفة.

وفي رده على سؤال حول انه هل لاحظتم تطور على أداء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، من خلال نقل بعض التجارب من قطاع غزة، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

الضفة الغربية لها خصائصها وهي مختلفة تماما عن غزة ولذلك المقاومة فيها تجري بأشكال مختلفة، اعتقد ان المقاومة لا تجري فقط بالأعمال المسلحة والحقيقة ان كل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية هي مقاومة، وهناك مقاومة مسلحة ومقاومة شعبية ومقاومة بالتعليم ومقاومة بالعلاج ومقاومة بأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وتحدي الاحتلال ومجرد بقاء الفلسطيني في وطنة فلسطين هو مقاومة، وثباته في هذه الأرض هو مقاومة، واذا كان لدينا فهم عميق لحقيقة صراعنا مع الجانب الإسرائيلي يجب ان نفهم انه في اخر المطاف المعركة تدور على نقطة واحدة وهي “ان يبقى الفلسطينيون في فلسطين او لا يبقون”.

إذا لم يبقوا فلا تبقى قضية فلسطينية، وكون ان هذه تعتبر هي أكبر ازمة تواجه الحركة الصهيونية، لذلك تري هذه الإبادة الجماعية والحرب على الشعب الفلسطيني، أكبر ازمة ان عددنا في ارض فلسطين التاريخية كفلسطينيين رغم تهجير 7 ملايين لاجئ عام 1948 نحن اليوم عددنا 7 وثلاث اعشار مليون، أكثر من عدد اليهود الإسرائيليين الذي لا يتجاوز 7 وعشر المليون.

هذا ما يقلق الحركة الصهيونية، الديمغرافية، ولكن هناك فرق بين ان يكون الوجود الديمغرافي كوجود سلبي وبين ان يكون مقاوم، والواقع ان الوجود الديمغرافي الفلسطيني الان يحمي عروبة فلسطين، يحمي إسلامية المسجد الأقصى، يحمي المستقبل وذلك لأنه وجود ديمغرافي مقاوم وليس مستكين او خانع للاحتلال.

وحول، ماذا عن الصور التي تسربت حول استشهاد يحيى السنوار، وعن الكلام الذي كان يقوله الاحتلال انه كان مختبئ في الانفاق او انه يستخدم البشر كدروع بشرية، كيف شاهدت المشهد الأخير، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

أولا إسرائيل تلطم لأنه تسربت الصور، والان سيحاكموا الجنود الذين سربوا الصور، وهولاء لم يكونوا يعرفوا انهم يسربوا صور السنوار، لو كانوا يعرفون، لمنعوا نشر هذه الصور، السنوار في استشهاده ليس فقط بدد الأكاذيب الإسرائيلية، بل الصورة التي أرادها غالانت ونتانياهو وهاليفي، كانت صورة نصر، السنوار في استشهاده اعطاهم صورة فشل، السنوار اثبت أولا عدم صحة الأكاذيب الإسرائيلية، ادعوا انه يختبئ في الانفاق وهو يرسل أولاد الاخرين للقتال، فقاتل بنفسه واستشهد وهو يقاتل، قالوا انه يختبئ خلف المدنيين فاستشهد وهو يقاتل ولم يكن معه مدني واحد، وهذا يثبت بطلان ادعاءات إسرائيل ان المقاتلين الفلسطينيين يستعملوا المدنيين كدروع بشرية، هذه كذبة تستعملها إسرائيل لتبرير جرائمها ضد المدنيين.

الكذبة الثالثة كانت ان السنوار يحيط نفسه بالأسرى الإسرائيليين، وهذا أيضا ثبت كذبه، فهو في الواقع في استشهاده اظهر فشل الرواية الإسرائيلية، وبدل ان يحصل نتانياهو على صورة نصر، حصل على صورة فشل. أيضا اظهر فشل المخابرات الإسرائيلية ليس في 7 أكتوبر، بل كرر لهم الفشل، لأنه على مدار عام كامل، لا المخابرات الإسرائيلية ولا الأقمار الصناعية الامريكية ولا الاستخبارات البريطانية ولا الطائرات التي أرسلتها بريطانيا للتجسس على غزة، افلحت في ان تجد السنوار، هم بحثوا عنه وهو الذي وجدهم وقاتلهم.

لذلك هذه الصور كان لها تأثير هائل، حتى محاولات إسرائيل ترميم الامر ببعض الفيديوهات السخيفة التي نشروها لاحقا لم تستطع ان تبدد الأثر ان السنوار قاتل بشرف، وناضل بشرف والان يراه جميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين وجزء كبير من العالم، يراه بطلا مقاتلا وربما هذه الصورة لم نراها منذ استشهاد ” تشي جيفارا” في بوليفيا، عندما كان يقاتل من اجل حرية شعب بوليفيا.

والاهم ان السنوار قاتل وجُرح وأصيب، وعندما دخلت طائرة مسيرة تصوره كان متلثما، لماذا؟، لأنه لم يرد ان يعرفوه، لماذا لم يرد ان يعرفوه، لأنه لو انهم عرفوا ان هذا هو السنوار، لأوقفوا القصف وحشدوا ربما لواء كامل لمحاولة الحصول عليه وهو حي، وهو لم يقبل ان يعطيهم هذه الفرصة وقاتل حتى استشهد.

وحول غياب الشهيد يحيى السنوار وتاثيره على صفقة تبادل الاسرى ووقف إطلاق النار، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

كل الاعلام الغربي الذي انا واجهته حاول ان يصور ان استشهاد السنوار سيؤدي الى تسريع صفقة وقف الطلاق النار، طبعا هذا تحريض لأنه مبني على ادعاء كاذب، بان السنوار وحماس هم الذين يعيقوا الصفقة، هذا كذب، لا السنوار ولا حماس كانت تعيق الصفقة، من كان يعيق الصفقة هي إسرائيل ونتانياهو، وبايدن تستر على نتانياهو حتى عندما عرف نفسه وهذا ما سيظهر في كتاب ” بوب ودورد” (Bob Woodward) الجديد الذي سيوزع على دور الكتب، هو قابل العاملين مع بايدن ووصف بايدن نتانياهو باوصاف عيب اذكرها، لان بايدن كان يعرف ان نتانياهو هو الذي يعرقل الصفقة، ومع ذلك تستر بايدن على نتانياهو وغطى عليه وادعى ان حماس هي التي تعرقل، لا، السنوار لم يكن عقبة والمشكلة مازالت موجودة بسبب وجود نتانياهو، اذا اختفى نتانياهو من الصورة، ستزول العقبة التي تمنع الوصول الى وقف اطلاق النار، ولكن لم يكن السنوار هو المشكلة أصلا.

وحول موقف الدول العربية والموقف الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية، والجهود التي بذلتها جنوب افريقيا ودول أوروبية أخرى، تجاه تفنيد اقوال الاحتلال وتجاه محاكمة الاحتلال في القوانين الدولية، نوه الدكتور مصطفى البرغوثي:

مواقف محكمة العدل مهمة جدا، ولكن نحن نلوم محكمة العدل الدولية على تباطئها، تأخرت كثيرا، كان يجب ان تصدر قرارها بصورة اسرع من ذلك، خاصة والان الإبادة الجماعية تتصاعد، أيضا محكمة الجنايات الدولية، فالمدعي العام تباطأ سبع او ثمانية اشهر، ثم اصدر قراره باعتقال نتانياهو وغالانت، ولكن هيئة القضاء معطلة، لماذا معطلة؟، لان عليها ضغوط أمريكية وضغوط أوروبية ونحن نطالبها بان تتوقف عن المماطلة أيضا وتقر ما طالب به المدعي العام، لان الأدلة قاطعة على ارتكاب جرائم حرب، تقاعس محكمة العدل الدولية، وتأخرها وتقاعس محكمة الجنايات الدولية اصبح جزء من مسؤولية عن استمرار الإبادة الجماعية بل وتصعيدها وهذا ما يجب ان يقال.

وحول الحرب بين إيران وإسرائيل وسقوط العديد من الصواريخ والمسيرات الإيرانية في أكثر من مناسبة في مدن فلسطين المحتلة، وهل ان هذا سيؤثر على المنطقة وهل سيؤثر على تصرفات الاحتلال في هذه المنطقة، أوضح الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

طبعا يؤثر لان وجود ايران كقوة موازية لإسرائيل يلعب دورا في احداث توازن في المنطقة، هي لا توجد حرب حتى الان ولكن يوجد قصف متبادل وعمليات متبادلة، الرد الإيراني لجم إسرائيل، الا حد ماء، لان كل منظومتهم الدفاعية لم تستطع ان تصمد امام ذلك الهجوم، خلال مرتين وليس مرة واحدة، قضية ان إسرائيل استعانت بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وربما دول أخرى، كي تتصدى للرد الإيراني، ايران لم تهاجم إسرائيل، ايران ردت على الهجوم الذي قامت به إسرائيل باغتيال الشهيد إسماعيل هنية في قلب طهران، وردت على جرائم أخرى، كون إسرائيل عجزت عن ان تدافع عن نفسها لوحدها والان جابوا الأمريكان يدافعوا عنهم، وجابوا منظومة ثاد الامريكية، ومعهم جنرالات وجنود أمريكيين، هذا يدل عن ان الأسطورة الإسرائيلية هي كذب وما ظنته بعض الدول الاستعمارية ان إسرائيل هي حامية مصالحها، فقد صارت إسرائيل عبئ وعاجزة حتى عن تحمي نفسها، وباعتقادي الخطة التي يقودها نتانياهو لم تنجح بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني أولا، ومقاومة الشعوب العربية ثانيا، وصمود إيران ثالثا، وبسبب قوة حركة التضامن المتصاعدة مع الشعب الفلسطيني.

لا يجب ان يصاب احد باليأس او الإحباط مع ان الثمن غالي والخسارة باهظة وألمنا شديد على 150 الف شهيد وجريح في غزة، فهذا هو 6 ونصف من السكان وهذا لو جرى في الولايات المتحدة لكان الحديث عن 20 مليون بين قتيل وجريح، في اقل من عام، ولذلك الألم كبير لكن نحن شعب يناضل من اجل حريته وليس امامنا سوى ان نتحمل كل هذه المعاناة، لان البديل ليس فقط العبودية، البديل هو الترحيل وان نفقد كل ما بقي لنا وان نفقد وطننا.

وعن سؤال حول كيف تقيمون جهود الدول العربية لوقف إطلاق النار وانهاء الازمة الانسانية في قطاع غزة وأيضا في لبنان؟، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

لا نستطيع ان نضع جميع الدول في سلة واحدة وفيه تفاوت، في دول تفانت وعملت كثيرا وفيه دول قصرت، ولكن في الاجمال نحن لدينا خيبة أمل من 56 دولة عربية وإسلامية، عجزت عن ان تكسر الحصار الإنساني المفروض على غزة رغم انها أخذت قرارا بذلك في القمة العربية الإسلامية التي عقدت (في السعودية)، ونحن نقول لا ننتظر منكم ان ترسلوا جيوشا، ولكن على الأقل ارسلوا قوافل إنسانية تكسر الحصار الإنساني المفروض على غزة، هذا ما طالبت به انا منذ الشهر الثاني للحرب، واكرره اليوم وأقول ان الشعوب لن تنسى وستذكر لكل دولة موقفها وستذكر لكل زعيم موقفه خلال هذه الحرب.

وفيما يخص تبرير أمريكا لاستمرار دعمها بالأسلحة للاحتلال الإسرائيلي لقتل المدنيين في الضفة وفي قطاع غزة من قبل كيان الاحتلال، بالرغم من استشهاد وجرح 150 ألف فلسطيني بالأسلحة الأمريكية، قال الدكتور مصطفى البرغوثي:

لا يوجد مبرر ولكن يوجد تفسير، الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل شريكها الاستراتيجي في المنطقة وهي مستعدة ان تدعم إسرائيل مهما كان الثمن، وفي ذلك لا تختلف الإدارة الامريكية سواء كانت ديمقراطية او جمهورية، لكن هناك سبب ثاني وهي قوة اللوبي الإسرائيلي وتحكمه في من يفوز ومن لا يفوز في الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس الكونغرس الأمريكي، وان كان هناك الان تحول كبير، يعني لم تكن صدفة 128 عضو مجلس الشيوخ والكونغرس رفضوا حضور خطاب نتانياهو الشهير في الولايات المتحدة.

التفسير الأول، انهم يرو في إسرائيل الحامي لمصالحهم الاستعمارية، يرو فيها حلفيا وشريكا استراتيجي، وهم يفكروا طبعا في مواجهاتهم مع دول أخرى مثل الصين وروسيا وغيرها ولكن في الأساس في الحفاظ على مصالحهم في الشرق الأوسط، ولكن فيه أيضا اسباب أخرى منها هذا النمو للتيار الأنجليكي الصهيوني، الذي يتبنى إسرائيل من منطلق ديني ومنطلق صهيوني ديني، طبعا لا مبرر له، لأنه يمثل تحريف للدين، لكن هؤلاء يستخدموا ذلك كمبرر لدعمهم المطلق لإسرائيل، لا يوجد مبرر على الاطلاق لسكوت أمريكا على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وهذه وصمة عار ستبقى لفترة طويلة وأنا متأكد ان هناك أجيال كاملة من الشباب الأمريكي التي ترفض ذلك وربما في يوم من الأيام ستحاسب من قاموا بتقديم كل هذا الدعم لإسرائيل.

 

 

وحول تقيمه للموقف الفلسطيني الخارجي ومنها الخارجية الفلسطينية والسفارات الفلسطينية في دول العالم، تجاه القضية الفلسطينية، خاصة ما بعد قضية طوفان الأقصى والابادة الجماعية، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

انا لست من يجب ان يقيم موقفهم، الناس تقيم موقفهم، لكن بشكل عام اعتقد ان السلطة ارتكبت خطئ كبيرا وكانت سلبية للغاية طوال هذه الفترة، وكان يجب ان تقوم بدور مختلف عن الدور الذي قامت به.

وحول مشاركة حركة المبادرة الوطنية في اجتماع بكين، وهل من الممكن ان تكون هناك بوادر مصالحة بعد هذا الاجتماع، خاصة في ظل الوضع الذي تعيشه القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، أوضح الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي:

نحن شاركنا في موسكو أولا وبعد ذلك في بكين، ونحن نشكر الجهود الروسية والصينية، الصينيون بذلوا جهود كبيرة حتى نصل الى هذه النتيجة، والاجتماعات كانت إيجابية ووصلنا الى اتفاق، ونحن طبعا ليس فقط شاركنا في الاجتماع، بل انا من كتب ذلك الاتفاق بالاتفاق مع الاخرين، الاتفاق جيد وينص على تشكيل حكومة اتفاق وطني فورا لدرء ومنع فصل غزة عن الضفة، ولإفشال محاولات نتانياهو انشاء مجموعة عميلة لتدير غزة تحت احتلاله، ولدرء ومنع مخطط نتانياهو لإبقاء الاحتلال في قطاع غزة، مهم جدا تشكيل حكومة وفاق وطني بسرعة، وانا أصدرت تصريح بهذا الشأن، ان التقاعس بشأن تنفيذ ذلك يلحق ضرر فادح بالقضية الفلسطينية، أيضا نحن اتفقنا في بيان بكين على ضرورة ان يتم دعوة الاطار القيادي المؤقت للانعقاد، لكن للأسف حتى الان الرئيس لم يبدأ لا مشاورات تشكيل حكومة الوفاق ولا دعا الاطار القيادي للانعقاد، ولا دعا لاجتماع الأمناء العامين، وهذا تأخير مضر جدا، يجب ان يجري بسرعة، خاصة الان نسمع عن أفكار، عن هياكل ولجان إدارية وغيرها، هذا لن يحل المشكلة ولا يمكن ان يكون بديل لتشكيل حكومة وفاق وطني، لذلك نحن نضغط بكل طاقتنا من اجل ان يتم تشكيل حكومة وفاق وطني، هذا هو المدخل لإنهاء الانقسام الداخلي، وحماس قالت بصراحة هي لا تريد ان تكون حكومة غزة، ولا تريد حتى ان تكون في الحكومة، ولكن يجب ان تكون حكومة وفاق تقبلها حماس، وتقبلها فتح وتقبلها المبادرة الوطنية، وتقبلها كل القوى، حتى تستطيع ان تؤدي دورها وتحمي المصلحة الفلسطينية، كل من يعارض تطبيق اتفاق بكين يضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وكل من يدعوا الى تطبيق اتفاق بكين الان، يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، هذه هي الصورة، ولابد من ضغط شعبي لإحداث ذلك، كما انه لابد من ضغط شعبي في نهاية المطاف بعد انتهاء هذه الحرب، كي تحدث انتخابات حرة ديمقراطية فلسطينية، كي يتاح للشعب الفلسطيني سواء في الداخل او الخارج، حقهم الطبيعي في انتخاب قادتهم بشكل ديمقراطي.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-09 12:18:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version