غرفة العمليات القادمة لترامب التحضيرات لمستقبل الأمن القومي والتوجُّهات الخارجية
2024-11-08
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية 2024، وعودته مجدَّداً للبيت الأبيض، فإنه يُرتّب لفريق جديد ينسجم بشكل كامل مع سياساته وتوجُّهاته، آخِذاً في حسبانه عدم تكرار أخطاء تجربته في فترة رئاسته السابقة.
ينشر مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية ترجمة لمقال نشره موقع Axios الإخباري، يتوقع فيه كاتبه باراك رافيد (Barak Ravid) أسماء الفريق السياسي والأمني والعسكري الذي سيختاره الرئيس الأمريكي لولايته الجديدة، محلِّلاً أسباب هذه الاختيارات.
نصّ المادة المترجمة:
بدأ الرئيس الأمريكي المنتخَب حديثاً دونالد ترامب وضع إستراتيجيات تشكيل فريقه للأمن القومي؛ استعداداً لعودته للبيت الأبيض، مركّزاً على تعيين وجوه مألوفة وأعضاء موالين من دوائر قريبة، ضِمن خطة تهدف إلى تجنُّب الصراعات الداخلية التي شابت فترتَهُ الرئاسية السابقة.
تشير مصادر إلى أن ترامب يفضل رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين على الجنرالات العسكريين، متطلِّعاً إلى أشخاص يمكنهم تنفيذ سياساته دون معارضة، وليس كما حدث خلال ولايته الأولى مع أسماء مثل ريكس تيلرسون (Rex Tillerson) وجيمس ماتيس (James Mattis).
تعيينات مرتقَبة ومرشحون بارزون
أوضحت مصادر مقرَّبة أن ترامب يفكر في تعيين السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل (Richard Grenell) وزيراً للخارجية، حيث يُعَدّ غرينيل من المقربين لترامب، وقد استشاره في قضايا السياسة الخارجية خلال حملته الانتخابية، ويُتوقع أن يتمحور تركيز غرينيل -في حال تعيينه- حول تعزيز الدبلوماسية مع روسيا وأوكرانيا، لا سيما في ظل الحرب القائمة التي يسعى ترامب إلى إنهائها.
من بين الأسماء الأخرى المتداوَلة لتولي حقيبة الخارجية السفير السابق في اليابان السيناتور بيل هاغرتي (Bill Hagerty)، ومستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين (Robert O’Brien)، بالإضافة إلى المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس (Morgan Ortagus)، التي قد يتم تعيينها في منصب كبير داخل الوزارة أو في منصب سفيرة بارزة.
أيضاً يتم تداول اسم براين هوك (Brian Hook) الذي قادَ الجهود الأمريكية في الملفّ الإيراني خلال إدارة ترامب السابقة، ليعود مجدَّداً ضِمن فريق السياسة الخارجية، حيث يُنظر إليه على أنه مناسب لشغل دور بارز في وزارة الخارجية.
الأدوار في وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات
يبرز اسم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو (Mike Pompeo) مرشحاً محتملاً لمنصب وزير الدفاع، إلى جانب النائب مايكل والتز (Michael Waltz) الذي يُتوقع أيضاً أن يترأس وكالة المخابرات المركزية، وقد يعود مدير الاستخبارات الوطنية السابق جون راتكليف (John Ratcliffe) ليشغل موقعاً استخباراتياً رفيعاً.
السيناتور توم كوتون (Tom Cotton) الذي يتمتع بدعم قوي بين الجمهوريين، قد اعتذر عن شغل أيّ مناصب وزارية رغم تداول اسمه في بعض المناصب الدفاعية والاستخباراتية.
البيت الأبيض وملفّ الشرق الأوسط
يُرجَّح أن يتولى كل من ريتشارد غرينيل (Richard Grenell) ومايكل والتز (Michael Waltz) بجانب مرشحين آخرين مناصب مؤثرة في البيت الأبيض مثل مستشارين للأمن القومي، ويبدو أن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، إضافةً إلى احتمال إبرام صفقة سلام “سعودية-إسرائيلية”، قد تدفع شخصيات رئيسية مثل جاريد كوشنر (Jared Kushner) إلى إعادة النظر في مسألة العودة إلى الساحة السياسية، رغم تصريحاته السابقة بعدم رغبته في ذلك.
تضم قائمة الشخصيات الأخرى المحتملة آفي بيركويتز (Avi Berkowitz) الذي عمل سابقاً مع كوشنر في ملفّ اتفاقيات إبراهام، والسفير السابق في إسرائيل ديفيد فريدمان (David Friedman)، حيث قد يعودان لتولي أدوار مهمة في فريق ترامب للشرق الأوسط، كما يُتوقَّع أن ينضمّ إلى الإدارة الجديدة المحتملة كل من جيسون غرينبلات (Jason Greenblatt) وأرييه لايتستون (Aryeh Lightstone) اللذيْنِ عملا في فريق ترامب في ولايته السابقة ضِمن عمليات السلام بالشرق الأوسط.
إستراتيجية جديدة بروح تنفيذية
وفقاً لمصادر مطلعة فإن ترامب يهدف من خلال هذه التعيينات إلى خلق فريق يلتزم بتطبيق رؤيته السياسية دون محاولات للعرقلة كما حدث سابقاً، ويرى أن وجود مستشارين موالين سيُسهل تنفيذ سياساته، خاصة فيما يتعلق بالتوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمفاوضات المتعلقة بأوكرانيا وروسيا.
ترجمة: عبد الحميد فحام
المصدر: Axios