وأكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أنّ سيد شهداء الأمة السيد نصر الله، نموذج للسيد الجليل القائد الذي مضى في سبيل الله تعالى، وأعطى هذه العطاءات الكبيرة، هو قائد قدوة، مربٍّ مُلهم، شُجاع مقدام، علم في مدرسة الولاية، راية لتحرير فلسطين، كلماته نور هداية، مواقفه نهج الحياة العزيزة، سكن القلوب في أصقاع الأرض كرمز للمقاومة، عرّفه إمامنا القائد الإمام الخامنئي دام ظله بأن قال عنه: “هو لا مثيل له”، وهذا تعريف عظيم.
وقال الشيخ نعيم في ذكرى أربعينية ارتقاء شهيد الأمة السيد حسن نصر الله إنّ “سيدنا بنى حزباً مُقاوماً على ثوابت الإسلام المحمدي الأصيل، منهجه منهج الولاية كجزء من الإيمان وحياة الاستقامة، بنى حزباً يجمع شرائح المجتمع بأسرها، هو حزب الكبار والصغار والنساء والشيوخ والعجزة، هو حزب الأحرار والمقاومين والشرفاء، هو حزب المثقفين والعاملين وكل شخص يمكن أن يكون جزءاً لا يتجزّأ من هذا الحزب الذي بناه هذا القائد العظيم”.
وشرح أنّ “حزب الله هو حزبٌ يعمل لبناء الوطن، ويُقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، حزب له هيكلية منظمة وامتداده في كل الميادين، الثقافية والسياسية والجهادية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية وفي كل الميادين”.
وشدد على أنّ “المقاومة في هذا الحزب أساس متين عدداً وقوة وتخصّصاً وإيماناً وشجاعة وتحدّياً لأعتى الأعداء، لقد أحيانا في حياتنا، وأحيانا في مماته، سيبقى حيّاً في شهادته “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ”، سيستمر معنا ونستمر معه وستبقى المقاومة وتكبر وتكبر.
كما أرسل الشيخ قاسم التحايا إلى القادة في حزب الله والذين نالوا الشهادة، وقال: “يا قائدنا، أنا أعلم أنّك تأنس بأن نذكر أحبّتك المباشرين الذين كانوا معك، والذين استشهدوا معك وفي هذا الطريق، وعلى رأسهم السيد عباس الموسوي، أميننا العام السابق، وسماحة السيد هاشم صفي الدين القائد الكبير وهو رفيق دربك واليد اليمنى التي كانت إلى جانبك، والحاج عماد مغنية قائد الانتصارين، والسيد مصطفى بدرالدين، والسيد فؤاد شكر، والحاج إبراهيم عقيل، والحاج علي كركي، والحاج حسان اللقيس، والشيخ راغب، والشيخ نبيل، وكل القادة والمجاهدين والشهداء، هؤلاء جميعاً أخوتك وأبناؤك وأحبّتك”.
ورأى الشيخ قاسم أنّ رئيس الحكومة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يرفض تحديد موعد لنهاية الحرب، وهو أمام مشروع يتخطى قطاع غزّة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط.
وقال إنّ “نتنياهو يهدف من خلال عدوانه على لبنان إلى 3 خطوات وهي: إنهاء وجود حزب الله، احتلال لبنان ولو عن بعد، والخطوة الثالثة هي العمل على خارطة جديدة للشرق الأوسط”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ “نتنياهو لم يعرف أنّه يُواجه مقاومةً لديها عوامل قوّة أساسية بينها العقيدة الصلبة ومقاومون استشهاديون لا يهابون الموت”، مردفاً أنّه من “العوامل الأساسية لدى المقاومة الاستعدادات والإمكانات من أسلحة وقدرات وتدريب، ولدينا عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين للمواجهة عند الحدود ولدينا أيضاً الإمكانات اللازمة لفترة طويلة”.
كما لفت إلى أنّه “لدى الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة وقتل المدنيين، والظلم والتصرف بوحشية، وقدرة جوية استثنائية مرتبطة بمدد لا نهائي من أميركا”، مضيفاً أنّ “الاحتلال يعتمد أيضاً على جيشه البري وهذا لا ينفعه ويخشى الالتحام، كما أنّه يواجه مقاومة صلبة عند الحدود”.
الميدان وحده يوقف العدوان
وشدد الشيخ قاسم على أنّ “الميدان وحده هو من يوقف العدوان عبر الحدود بالإضافة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، مردفاً أنّ “إسرائيل” ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع عليها، والأيام آتية.
كما صرّح الأمين العام لحزب الله أنّ المقاومة ستجعل العدو يسعى بنفسه لوقف العدوان الإسرائيلي، “ونحن نبني على الميدان وليس على الحراك السياسي”.
وبشأن نتائج الانتخابات الأميركية، قال الشيخ قاسم إنّ “حزب الله لا يبني على الانتخابات الأميركية وهي لا قيمة لها بالنسبة إلينا”، مؤكداً أن تعويل المقاومة هو على الميدان، والاحتلال خاسر في هذا المجال، وسنمنعه من تحقيق أهدافه.
وأوضح أنّ “قوّة المقاومة هي باستمرارها على الرغم من الفوراق العسكرية”، متابعاً أنّ “خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهداف عدوانه، وليس في قاموسنا إلا استمرار المقاومة، والتحمل والصبر والبقاء في الميدان حتى النصر ولا يمكن أن نُهزم”.
وأكّد الشيخ قاسم بأنّه “لا يمكن أن يفوز نتنياهو وهو سينهزم”، مبيناً أنّه “عندما يُقرر العدو وقف العدوان فإنّ ذلك يتم عبر التفاوض غير المباشر، ورئيس البرلمان اللبناني، الأستاذ نبيه بري يحمل راية المقاومة السياسية”.
وعن أساس التفاوض شدد الشيخ قاسم على أنّ أساس أيّ تفاوض مبني على أمرين هما “وقف العدوان وأن يكون سقف التفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكلٍ كامل”.
وعلّق الشيخ قاسم على الخرق الإسرائيلي في البترون شمالي لبنان، قائلاً: “هذا الخرق إساءة كبيرة للبنان وانتهاكٌ لسيادته”، مطالباً الجيش اللبناني بحماية الحدود البحرية وإصدار موقف توضيحي لأسباب حصول هذا الخرق في البترون.
ودعا الجيش اللبناني بأن يسأل قوات “اليونيفيل” وخاصة ألمانيا عن هذا الخرق البحري في البترون، مردفاً أنّ “العدو يحاول أن يشنّ حرب استنزاف، ولكن نحن صامدون مهما طالت الحرب، ولبنان في موقع قوة بمقاومته وجيشه وشعبه، وهو يتألم ويؤلم العدو”.
وختم الشيخ قاسم خطابه بقوله إنّ شعباً ومقاومةً يقودهما السيد نصر الله ستصل إلى النصر مرفوعة الرأس، فأمة أنجبت السيد حسن لا يمكن إلا أن تكون منصورة، أمة قادها سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه ستصل إلى أهدافها مرفوعة الرأس، أمة بايعت الحسين ستهزم الأعداء، ولى زمن الهزائم وسننتصر ولو بعد حين، والسلام ورحمة الله وبركاته”.
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-06 15:09:24
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي