خبیر سیاسی سوري: ردع الكيان الصهيوني بات ضرورة قصوى بالرد على اعتداءاته

شفقنا- اشار الخبير السياسي السوري الدكتور “أحمد الدرزي” الى اعتداءات الكيان الصهيوني المتواصلة على غزة ولبنان وعدوانه الاخير على ايران وقال: ردع الكيان الصهيوني بات ضرورة قصوى بالرد على اعتدائه على ايران.

وفي مقابلة خاصة مع شفقنا العربي، استعرض أحمد الدرزي الاوضاع الراهنة في المنطقة واعتداءات الكيان الصهيوني وتجاوزه الخطوط الحمراء والوصول للحد الأقصى من العنف والتدمير والقتل، واغتيال القيادات الرمزية المؤثرة للمقاومة.

واوضح: منذ أن انفجر مسار تاريخ منطقة غرب آسيا بعد طوفان الأقصى في السابع من أوكتوبر/ تشرين الأول، بدأت معالم جديدة في التحولات الجيوسياسية لهذه المنطقة الأهم في العالم، التي تعتبر بوابة الدخول إلى نظام دولي جديد، وهذا الانفجار غير المكتمل بعد لم يأتِ من فراغ بل هو في سياق صراع قديم متجدد بعد أن ظنّ العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الوريثة لبريطانيا بالاعتقاد بأن المنطقة ستسقط بشكل كامل في العصر “الإسرائيلي” إثر تخلي مصر التي كانت تقود حركات التحرر العربية والإفريقية عن دورها الأساسي كمركز ثقل للمنطقة العربية والإسلامية  في مواجهة المشروع الغربي المتكثف بنجاح الكيان الصهيوني في السيطرة والإدارة لكامل منطقة غرب آسيا.

مع انهيار الأمن القومي المصري ومعه العربي اعتقد الجميع بأن العصر الإسرائيلي سيعم في المنطقة، ولم تبقَ سوى سوريا الوحيدة، وحركات المقاومة الفلسطينية المنقسمة على نفسها، إلى أن تغير الدور الإيراني من قوة إقليمية كبرى تشكل حزام أمان للكيان وتهديد لما تبقى بالتآزر مع تركيا وإثيوبيا، إلى فعل تحرر بديلاً عن مصر بعد نجاح الثورة الإسلامية فيها.

وبالرغم من الظروف الدولية المعقدة بالصراع القطبي والحرب العراقية على إيران، فإن ملامح جديدة انبثقت عن فعل التحرر والاستقلال عن الغرب، وبدأت معالم قوى مقاومة جديدة موحدة في لبنان ومن بعدها في فلسطين والعراق واليمن، بالإضافة لقرار سوريا الذي اكتشف من اللحظة الأولى بأن حمايتها من العصر الإسرائيلي قد تحقق بالرهان على الاستمرار بدعم قوى المقاومة وضرورة التحالف مع إيران لمنع استمرار النجاح الإسرائيلي بالتغول على كامل المنطقة.

هذا التحالف بين البلدين تعرض لمزيد من الضغوط واستطاع أن ينجز الكثير من عمليات التحرير وتهشيم القوة الغربية المتمثلة بإسرائيل، ما جعل من الغرب أن يلجأ لتفكيك الدول بالثورات الملونة وبالحروب الأهلية في العراق وسوريا واليمن، في إطار جديد للسيطرة على المنطقة بشكل واسع خشية تواصلها مع روسيا والصين، وعلى الرغم من نجاحهم في تدمير العراق وسوريا واليمن، فإن حركات المقاومة استطاعت أن تشكل تهديداً كبيراً للنظام الغربي، بل توسعت بالسيطرة على الممرات البرية والبحرية بشكل كبير في شرق المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب بالإضافة إلى منطقة الخليج. وهنا كان النجاح التكاملي بين كل الأطراف إلى حد كبير يعود بالفضل بشكل أساسي إلى ما يمكن اعتباره قاعدة الدعم الأساسية المتمثلة بإيران، وخاصةً بعد أن ضعفت سوريا والعراق إثر الحرب الدولية عليهما.

مثَّل تاريخ السابع من أكتوبر نقطة مفصلية في الصراع على منطقة غرب آسيا بين استمرار المشروع الغربي ونجاحه، وبين نجاح محور المقاومة في تغيير الخرائط الجيوسياسية لكامل المنطقة، من خلال المواجهة مع الكيان الصهيوني، والدفع بالقوى الإقليمية لإعادة حساباته  ورهاناتها على الغرب من بوابة التطبيع مع الكيان، الأمر الذي دفع بالغرب لأن يخوض مواجهة مركبة متعددة المستويات، وخاصةً الكيان الصهيوني الذي أدرك من اللحظة الأولى لعملية”طوفان الأقصى بأنه أمام حروب وجود لا يمكن أن يخسرها، ومشكلته الأساس هي مع محور  يمتد من حدود حأفغانستان إلى شرق المتوسط ولديه نقطة ارتكاز أساسية في اليمن، وهو يحتاج لأن يربح حروبه للقضاء على حركات المقاومة في فلسطين ممثلةً بحركة حماس والجهاد الإسلامي بشكل أساسي، وعلى حزب الله في لبنان والاستمرار بإضعاف سوريا.

العجز عن القضاء على حركة المقاومة واستمرار سوريا في دعمها لحركات المقاومة دفع بالكيان لتجاوز الخطوط الحمراء والعمل على مستويين متشابكين، الأول بالوصول للحد الأقصى من العنف والتدمير والقتل، واغتيال القيادات الرمزية المؤثرة برسم مسار المقاومة ممثلة بالسيد حسن نصر الله  ويحي السنوار، بالإضافة إلى قيادات الصف الأول والثاني، مما يدفع بانهيار هذه الحركات بفقدانها لقيادات السيطرة، والثاني هو ردع إيران ودفعها للانكفاء من شرق المتوسط إلى داخل حدودها، والعمل على تفكيكها استناداً للتنوع الإثني والمذهبي، وهو بهذين المستويين يمكنه إعادة رسم خرائط المنطقة لمصلحته ولمصلحة النظام الغربي الذي يقف معه وخلفه.

ضمن هذا السياق تم التنسيق بين المستويين السابقين تم الاعتداء على إيران من جديد، في رسالة واضحة بضرورة انكفائها بدون حساب الإرث التاريخي لبلد اعتاد على مواجهة الغرب منذ ثورة التنباك عام 1891، ومازال مستمراً حتى الآن، وهي لا يمكنها أن تهدم كل ما بنته وساعدت عليه من إطار جديد لمنطقة غرب آسيا نواته الأساس محور المقاومة، الذي يخوض حرباً وجودية لا يمكنه أن يخسرها، وأن ردع الكيان ضرورة قصوى بالرد على اعتدائه الجديد، والذي ينبغي أن يكون فيصلاً أمام الطموحات الإسرائيلية الغربية المدمرة لشعوب المنطقة.

*الحوار من: ليلى.م.ف

– ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-05 05:54:40
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version