(مرآة الأخبار) السياسات الأمريكية في بؤرة الاهتمام قبيل الانتخابات الرئاسية
وستأتي المواجهة الانتخابية يوم الثلاثاء بين نائبة الرئيس الأمريكي “كامالا هاريس” والرئيس السابق “دونالد ترامب” في الوقت الذي تسعى فيه سيئول إلى الحفاظ على تعاون أوثق مع الولايات المتحدة، لضمان وضع أمني قوي ضد التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية المتطورة.
وكما ظهر في خطابات حملتيهما الانتخابية، تتصور “هاريس” و”ترامب” مناهج سياسية مختلفة تجاه المأزق الأمني لكوريا الشمالية.
ومن المتوقع أن تستفيد “هاريس” من شبكة من حلفاء أمريكا وشركائها لمعالجة قضية كوريا الشمالية التي اكتسبت دلالات جيوسياسية أكبر، بسبب إرسال بيونغ يانغ قواتها إلى روسيا مؤخرا، وذلك من خلال تسليط الضوء على قيادة أمريكا على الساحة العالمية.
وخلال خطاب ترشيحها في أغسطس، قالت نائبة الرئيس إنها لن «تتقرب من الطغاة والديكتاتوريين مثل “كيم جونغ-أون” الذين يتوددون إلى “ترامب”»، وهي تصريحات تشير إلى أنها في حال انتخابها ستعتمد نهجا دبلوماسيا تقليديا، بدلا من السعي إلى دبلوماسية مباشرة مع حاكم كوريا الشمالية.
وقال مراقبون إنه في حال انتخابها، ستضاعف “هاريس” من التعاون الأمني الثنائي والثلاثي مع سيئول وطوكيو، وستعزز الردع ضد التهديدات الكورية الشمالية، مع ترك الباب مفتوحا للدبلوماسية مع النظام.
وفي حال إعادة انتخابه، قد يسعى “ترامب” إلى إحياء دبلوماسيته الشخصية مع الزعيم الكوري الشمالي.
وخلال حملته الانتخابية، تباهى الرئيس السابق مرارا وتكرارا بـ «رسائل المحبة» وعلاقاته الشخصية مع “كيم”، حتى إنه توقع أن الزعيم الكوري الشمالي قد يرغب في رؤيته يعود إلى منصبه.
وقال “ترامب” خلال خطاب ألقاه لقبول ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في يوليو: «لقد انسجمت معه وأوقفنا إطلاق الصواريخ من كوريا الشمالية. والآن، عادت كوريا الشمالية إلى العمل مرة أخرى، ولكن عندما نعود إلى البيت الأبيض، فإنني سأتفاهم معه».
وأضاف: «لا بد أنه يود أن يراني أيضا. وأعتقد أنه يفتقدني»، مشيرا إلى أنه «من الجيد أن أكون على وفاق مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».
وخلال الفترة التي قضاها في منصبه، اتبع “ترامب” ما وصفه المحللون بنهج دبلوماسي غير تقليدي «من أعلى إلى أسفل» مع الشمال، حيث عقد 3 اجتماعات قمة مع “كيم”، بما في ذلك أول قمة ثنائية على الإطلاق في سنغافورة في عام 2018، على الرغم من توقف المحادثات النووية الجادة منذ قمة “هانوي” التي انتهت دون التوصل إلى اتفاق في فبراير 2019.
وفي قمة “هانوي”، عرض الزعيم الكوري الشمالي تفكيك مجمع “يونغبيون” النووي الأساسي. ولكن يبدو أن “ترامب” أراد المزيد من التنازلات؛ حيث رأت الولايات المتحدة أن المجمع ليس سوى جزء واحد من البرنامج النووي الواسع للشمال.
وبغض النظر عن النهج الذي سيتبعه الرئيس الجديد، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت بيونغ يانغ ستستجيب لجس النبض الدبلوماسي من واشنطن.
وقد قدمت إدارة “بايدن” مرارا وتكرارا مبادرات للحوار مع بيونغ يانغ، مؤكدة انفتاحها على التعامل مع النظام «دون شروط مسبقة». ولكن لم يستجب الشمال لهذه المبادرات إلا بالتجارب الصاروخية والأنشطة الاستفزازية الأخرى.
ويعتقد المراقبون أن رغبة بيونغ يانغ في الحوار مع واشنطن ربما تكون قد تضاءلت أكثر مع تعميق علاقاتها مع روسيا والحفاظ على شراكتها الودية طويلة الأمد مع الصين.
وإذا استؤنفت المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية، فقد تكون المساومة أصعب بكثير من ذي قبل؛ نظرا للاعتقاد بأن بيونغ يانغ أحرزت تقدما في جهودها لإنتاج وتحسين الرؤوس النووية ومركبات إيصالها، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وبالنسبة لـ “ترامب”، كانت التوقعات تشير إلى أنه إذا عاد إلى المكتب البيضاوي، فقد يرغب في الوصول إلى حل للمعضلة الكورية الشمالية يليق بـ «براعته في عقد الصفقات».
وقال محللون إنه في حال انتخابها، يمكن دعوة “هاريس” إلى استكشاف نهج أكثر إبداعا لإحراز تقدم في معالجة التحدي الأمني لكوريا الشمالية، حيث يمكن أن تختبر بيونغ يانغ صبر الولايات المتحدة بأنشطة عسكرية تصعيدية.
(انتهى)
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-11-04 13:38:53
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي