في السادس من شباط / فبراير عام 2016 هزت العالم صور نشرتها وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون تظهر التعذيب الوحشي الذي مورس ضد معتقلين عراقيين في سجن”أبو غريب”غربي العاصمة بغداد في عام 2004.
وفي وقتنا الحالي يعاد إنتاج صور أبو غريب على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد المعتقلين من قطاع غزة بالتزامن مع العدوان الوحشي الذي شنه جوا وبرا وبحرا منذ السابع من تشرين الاول اكتوبر عام 2023.
أحد جنود الإحتلال ويدعى “يوسي جاموس” نشر صورة له قبل ان يحذفها عن حسابه الشخصي في منصة انستغرام يقف فيها أمام معتقل في غزة وقد جرّد من ملابسه وقيدت يداه وراء ظهره في مشهد أعاد الى الأذهان بعد تلك الصور المروعة من سجن ابو غريب.
هذه الصورة لم تكن الأولى التي تنشرها قوات الإحتلال لمعتقلي قطاع غزة فمنذ إجتياحها البري للقطاع، عمدت الى نشر لقطات مصورة لعشرات المعتقلين وهم معصوبي الأعين ومكبل الأيدي وشبه عراة، وآخرون صوروا داخل حفرة كبيرة وغيرهم وهم ينقلون في آليات عسكرية إلى مناطق مجهولة.
غوانتانامو و “أبو غريب” الإسرائيلية
وشكل معسكر”سديه تيمان” بعد السابع من أكتوبر عنوانا بارزا لعمليات التعذيب غير المسبوقة بكثافتها خاصة أن معظم الجرائم التي كشفت عنها ارتبطت باسم هذا المعسكر، وكان آخرها ما كشف عنه الإعلام العبري عن تفاصيل مروعة وجرائم طبية يتعرض لها المعتقلون المرضى والجرحى في إحدى المنشآت التابعة للمعسكر.
وأشار مرصد حقوقي لأن معسكر”سديه تيمان” من الذي يديره الجيش الاسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة ويحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة، تحوّل الى سجن غوانتانامو جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
سجن أبو غريب وسدي تيمان
أوجه التشابه بين التعذيب الذي يمارس ضد الفلسطينيين الآن وبين سجن أبو غريب في العراق، عام 2004، ضدّ عراقيين لا يشكل مفاجأة. خرجت عمليات تعذيب العراقيين في أبو غريب إلى النور في كانون الثاني/يناير في صور تصور عمليات التعذيب، وأرسلت إلى قسم التحقيقات الجنائية في الجيش الأميركي.
وأدت “إسرائيل” وتقنيات التعذيب التي ابتكرتها أجهزة استخباراتها، على مدى عقود من الاحتلال، دوراً مهماً إلى حد كبير في فضيحة سجن أبو غريب في عام 2004، وخصوصاً من خلال استخدام الإذلال الجنسي والاغتصاب. وقال المحققون الأميركيون في العراق إنهم تعلموا من الجيش الإسرائيلي، عبر جهاز تعذيب يُعرف باسم “الكرسي الفلسطيني”، خلال تدريب مشترك.
وكان مسؤول كبير في الجيش الأميركي صرح بأن الإسرائيليين يتمتعون بخبرة كبيرة من الناحية العسكرية في التعامل مع “الإرهاب المحلي” و”الإرهاب الحضري”، وهم كانوا يستفيدون من قاعدة معارفهم لمعرفة ما يجب فعله في مثل هذه المواقف.
التشابه بين سجن سدي تيمان وخليج غوانتانامو
أوجه التشابه كبيرة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة. تعتقدان أنهما قادرتان على العمل خارج حدود القانون الدولي، وفعل ما يحلو لهما بالبشر الذين تَعُدّانهم تهديداً، باسم “الأمن القومي”.
هكذا فعلت القوات المسلحة الأميركية في غوانتانامو ورفضت محاولات الصحافيين الوصول إلى المعسكرات، تحت ستار المخاوف الأمنية الوطنية. وكانت، وما زالت تمارس الاحتجاز السري غير الشرعي، والقسوة المهينة والاحتجاز القسري. ولمدة أعوام، كان الاحتجاز سارياً من دون أي إثبات للتهمة. واجه الصحافيون حواجز كبيرة في جهودهم لإلقاء الضوء على حقائق الحياة داخل غوانتانامو. تم الكشف عن الانتهاكات والتجاوزات للقانون، ولم يواجَه أحد بالمساءلة عن انتهاك القانون الدولي هناك.
في إطار الممارسة نفسها، عملت “إسرائيل”جاهدة على إبعاد وسائل الإعلام والقانونيين المستقلين عن سجونها وعن مراكز الاحتجاز العسكرية، مثل سدي تيمان.
ولم تنجح مأساة السجناء الفلسطينيين في غزة في جذب الانتباه العالمي إلا بفضل بعض الإسرائيليين الذين أخذوا على عاتقهم كشف الانتهاكات الجارية هناك.
لقد سمح وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بتفاقم الظروف غير الإنسانية في مركز الاحتجاز في سدي تيمان للفلسطينيين الذين تم اعتقالهم، ووصف الجنود الذين قاموا بالاعتداء الجنسي على سجين وإصابته بجروح خطيرة وبالغة، في سدي تيمان، بأنهم ” أبطالنا الأفضل”.
التفاصيل في الفيديو المرفق …
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-30 20:10:54
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي