خبير سوري: محور المقاومة جعل الكيان الصهيوني عاجزا عن استكمال مخططاته في المنطقة

شفقنا- اكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة الفرات السوريه الدكتور خيام الزعبي ان ايران ومحور المقاومة جعلا امريكا والكيان الصهيوني في حالة من عدم القدرة على استكمال مخططاتهما في المنطقة.

وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، استعرض الدكتور الزعبي رد ايران على اعتداءات الكيان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان واوضح: اليوم باتت المواجهة بين الكيان الإسرائيلي وايران وحلفاؤها قاب قوسين أو أدنى، فالردود الأخيرة المتبادلة بين الطرفين كانت عبارة عن رسائل أولية محسوبة بينهما، قد تتدحرج الكرة وتنزلق إلى معركة كبيرة إذ إن إيران نفذت عمليتها الأخيرة بين حدي رفض القبول بأي إعتداء عليها وعلى المقاومة.

وأضاف انه من ضمن الأهداف الأساسية التي تريدها إسرائيل مما يحدث في لبنان، صرف الانتباه عن التأثيرات السلبية لفشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة، مع إطالة أمد الحرب، ومحاولة نتنياهو لإنقاذ مستقبله ومصيره السياسي، وانتظار الانتخابات الأمريكية ونتائجها.

وشدد بالقول: بالتأكيد إن تل أبيب تضغن خصومة خاصة لإيران وتريد الإنتقام منها فهي تمثل للإسرائيليين أكثر من تحدٍ، فهي الحليف الأهم والأقرب لحزب الله، كما أنها تشكل خطراً حقيقياً ووجودياً على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر وفي المستقبل، بالتالي أن الحرب على لبنان للانتقام من إيران التي أسقطت كل المشاريع الاستعمارية  ووضعت مع حلفائها في محور المقاومة امريكا والكيان الصهيوني في حالة من عدم القدرة على استكمال مخططاتهما في المنطقة عامة وإيران خاصة.

بالتالي إن تكثيف إسرائيل لهجماتها على الجنوب اللبناني تأتي بسبب عدة عوامل، منها محاولة تثبيت موقفها واستغلال فرصة المرحلة الحالية قبل تسلم الرئيس الأمريكي الجديد الرئاسة الأمريكية، ومحاولة إسرائيل تثبيت حالتها في المنطقة من خلال عدم السماح للجنوب اللبناني بالتعافي داخلياً، وخلق حالة من الوهن لدى الشارع اللبناني بأنه غير قادر على ردع أي عدوان من أجل التأثير على حالته النفسية، فالكيان الإسرائيلي يعتبر حزب الله الجسر الواصل بين إيران و سورية ، ويريد دائماً ضرب هذا الجسر لقطع وعدم السماح بالاتصال المباشر ما بين إيران والعراق واليمن وسورية ولبنان، ومن جهة أخرى تأتي الغارات الإسرائيلية الجديدة في إطار محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” صرف الأنظار عن التظاهرات المندلعة ضده.

ومضى يقول: لطالما دعمت إيران صمود ومقاومة الشعوب الإقليمية في مواجهة الكيان الصهيوني “اللاشرعي”، فإن نهج الدفاع عن المقاومة متجذّر في السياسات المبدئية لنظام طهران، بل إنها قد تصل إلى أبعد مما يتصور الكثيرون، لتطول خارطة التحالفات والخيارات في مرحلة جديدة عنوانها العريض التحالف الاستراتيجي اللبناني الإيراني.

وأوضح في نفس السياق إن الدعم الإيراني في الحرب على “إسرائيل” جاهز فطهران صنعت قاعدة إسناد إقليمية مؤثرة عبر دعم المقاومة ، كما أنها تراقب العدوان الإسرائيلي على لبنان إهتمام شديد وتراقب أدق تفاصيلها وهي مستعدة للتقدم في حال لزم الأمر، وفي الوقت نفسه ترسل صواريخها الى المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وبالتالي إن علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين حزب الله وإيران متينة، وخارج المساومات والصفقات، ولا يمكن أن يعكر صفوها إزدياد حجم التحديات.

من دون أدنى شك، الاسرائيلي يعرف ان من اهم مصادر القوة  لحركات المقاومة ضد اسرائيل في المنطقة هي إيران، فكل هذه المعطيات تشير إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الإقليم في المنطقة وعلى الأخص لبنان وغزة.

بالتالي ستنجلي الأيام القادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات تل أبيب، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على ثروات المنطقة، ولهذا فإن القوّة الصاروخية التي يمتلكها الجيش الإيراني وحزب الله والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراتهم الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع طهران، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع إيران سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

وإنطلاقاً من كل ذلك، هذا الرّد لم يُفاجئنا نحن الذين كتبنا في هذا السياق، لذلك نحن أمام انقلاب خطير في قواعد الاشتباك في المنطقة، عنوانه الأبرز انتقال الإيرانيين من ضبط النفس إلى الرّد الفوري على الاعتداءات الإسرائيلية، ومن هنا ليست السفن الإسرائيلية لم تَعد آمنة فقط، وإنما الموانئ والمطارات ومحطات الكهرباء في العمق الإسرائيلي أيضاً في المرحلة القادمة، ويتحمل نتنياهو المسؤولية الأكبر عن حالة التصعيد وسيدفع الإسرائيليون جميعاً ثمن هذا الاستفزاز من أمنهم واستقرارهم وراحتهم.

وختم بالقول: إن مجمل هذه التطورات يمكن الاستنتاج من خلالها بأن هناك رؤية استراتيجية موجودة في كل الأوساط الإيرانية وعلى أعلى المستويات مفادها أن طهران القوية يمكن ان تسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة، كما أن هناك رؤية استراتيجية ثابتة وهي دعم حزب الله في كل الأوقات،  والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنه واستقراره.

 

*الحوار من: ليلى.م.ف

– ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهی

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-17 07:19:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version