كيف كان أداء اقتصاد مصر وإسرائيل خلال عام من هجمات الحوثيين؟ | أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
وقد رحب خديوي مصر إسماعيل باشا بالفكرة، وافتتحت قناة السويس عام 1869. ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من أهم الطرق البحرية في العالم.
وكان ذلك حتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد حوالي ستة أسابيع من الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما بدأ الحوثيون في اليمن بمهاجمة السفن التي قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أثناء مرورها عبر البحر الأحمر إلى السويس.
وقال الحوثيون إن أفعالهم ستستمر حتى تنهي إسرائيل حربها على غزة.
واضطر مشغلوها وشركات التأمين مئات السفن إلى التوجه جنوبا، متجاوزة البحر الأحمر للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
البحار غير المؤكدة
ويمر نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية عبر قناة السويس، بما في ذلك نحو 40 بالمئة من التجارة بين آسيا وأوروبا.
وقال ممدوح سلامة، الخبير في اقتصاديات الطاقة والنقل، لقناة الجزيرة إن تحويل هذا القدر الكبير من حركة المرور إلى طريق أطول أثر سلبا على الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن “السفن التي تسلك طريق رأس الرجاء الصالح.. تضيف نحو 14 يوما إلى مدة الرحلة، ما يعني ارتفاع تكاليف نقل البضائع بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين بسبب زيادة المخاطر التي تتعرض لها السفن”.
وتضاعفت تكاليف الشحن ثلاث مرات، بحسب بعض التحليلات.
وقال زيان زوانة، الخبير الاقتصادي السياسي والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن عدم وجود تاريخ نهائي واضح لعمليات الحوثيين في البحر الأحمر يجعل الأمور أسوأ بالنسبة لشركات الشحن.
لا توجد بدائل مماثلة لقناة السويس على الرغم من التقارير التي تفيد بطرح حلول مختلفة.
وذكرت بعض التقارير أنه تم تفريغ السفن في دولة الإمارات العربية المتحدة ونقل البضائع براً إلى البحر الأبيض المتوسط.
وأكد سامي أبو شحادة، رئيس حزب الجمعية الوطنية في إسرائيل وعضو سابق في البرلمان الإسرائيلي، أن “هناك بالفعل بضائع وصلت من الإمارات إلى السوق الإسرائيلية، لكن تأثيرها محدود”، مضيفا أن ذلك لا يمكن تعويضه. لما تتحرك به السفن الضخمة عبر السويس.
علاوة على ذلك، فإن تكلفة طريق الإمارات العربية المتحدة أعلى بكثير.
“تظل قناة السويس أقصر وأسرع وأقل الطرق تكلفة بين آسيا وأوروبا. وقال سلامة: “هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها”.
كيف فعلت مصر
وكانت مصر تنظر إلى قناة السويس كمصدر للدخل يمكنها تعزيزه، واستثمرت 8 مليارات دولار لجعل جزء كبير منها مزدوج المسار للسماح لعدد أكبر وأكبر من السفن بالتحرك بشكل أسرع.
ولجمع رأس المال لهذا الغرض، أصدرت مصر سندات حكومية في عام 2014 بسعر فائدة يقارب 12%، وهو الأعلى في السوق في ذلك الوقت.
بدأ العمل في عام 2014 وتم الانتهاء منه في عام واحد فقط، حيث أرادت الحكومة الحصول على الإيرادات بسرعة ورفع الروح المعنوية من خلال استكمال مشروع ضخم.
وعندما تم افتتاح المشروع في أغسطس 2015، وعد رئيس هيئة قناة السويس آنذاك، مهاب مميش، برفع الإيرادات إلى 100 مليار دولار سنويًا.
لكن هذه التوقعات لم تتحقق قط لأن التجارة العالمية لم تنمو بالسرعة المأمول وعانت بشدة خلال جائحة كوفيد-19.
وفي 18 يوليو/تموز، قام رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، بزيارة إلى أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، لبحث الوضع.
وقال ربيع لكوريلا إن إيرادات القناة انخفضت بنحو 25 بالمئة من 9.4 مليار دولار في 2022-2023 إلى 7.2 مليار دولار في 2023-2024.
وقال ربيع إن مبلغ 9.4 مليار دولار هو أعلى مبلغ حققته القناة في تاريخها.
ويربط زوانة الخسائر التي تكبدتها مصر بحقيقة أنها وقعت شراكة بقيمة 35 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة لتطوير مدينة ضخمة متعددة الأغراض في رأس الحكمة على ساحلها الشمالي.
كيف فعلت إسرائيل
وكان تأثير هجمات الحوثيين على الاقتصاد الإسرائيلي شديدا، بحسب أبو شحادة.
وأضاف أن ذلك هو الحال خاصة وأن “إسرائيل لا تمتلك موارد طبيعية وتعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتها المختلفة”.
وأوضح أبو شحادة أنه مع توقف ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر عن العمل، ارتفعت تكلفة نقل البضائع إلى موانئ حيفا وأشدود على البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة التكاليف على المستهلكين.
أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن مؤشر أسعار المستهلكين في إسرائيل وصل في أغسطس إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2023.
وقال أبو شحادة إن إسرائيل حاولت إيجاد بدائل، مثل النقل الجوي أو النقل البري بالشاحنات عبر الأردن، لكن لم يكن أي منها “كافيا لاحتواء المشكلة”.
كما تخسر إسرائيل فرصة تحقيق حلمها في أن تصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال نظراً لصعوبة وتكلفة إيصال ناقلات كبيرة إلى موانئها.
وشهدت إسرائيل هذا العام ارتفاعا في عجز الميزانية الشهري عدة مرات فوق نسبة 6.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي التي تحاول الحكومة البقاء ضمنها.
وأضاف أبو شحادة أنه لاحظ تحولا في المجتمع الإسرائيلي مع إطالة أمد حربها وتوسيعها. وقال إن الضغط المتزايد على الناس أدى إلى “هجرة (آلاف) الإسرائيليين من الطبقة المتوسطة … بما في ذلك العمال المهرة، وهذه تكلفة أخرى لهذه الحرب”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-08 08:43:11
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل