كل ما تبقى هو المفتاح: الفلسطينيون الفارون من القنابل الإسرائيلية يحلمون بالوطن | الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

دير البلح، غزة – عام من الحرب والتهجير والرعب لم يجعل سكان غزة ينسون المنازل التي اضطروا إلى تركها وراءهم لإنقاذ عائلاتهم من القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتحدثت الجزيرة إلى ثلاث نساء يعشن الآن في مخيم للاجئين بالقرب من مستشفى الأقصى في دير البلح. لقد فروا مع عائلاتهم، لكنهم تمسكوا بالشيء الوحيد الذي يوحد جميع الفلسطينيين المحرومين من منازلهم وأراضيهم: مفاتيح منازلهم.

لم تعد المفاتيح الحديدية الكبيرة التي أخذها أسلافهم معهم عندما تعرضوا للتطهير العرقي في نكبة عام 1948، بل أصبحت هذه المفاتيح الصغيرة الحديثة مهمة للشعب المحروم كما كانت دائمًا.

عبير

تعيش عبير الصليبي، 37 عاماً، في مخيم دير البلح المزدحم للنازحين، ولا تزال تحمل مفتاح منزلها، على الرغم من أنه أصبح الآن في حالة خراب.

تعيش هي وزوجها وأطفالهما السبعة في خيمة، بعيدة كل البعد عن المنزل الذي بنوه على مدى 17 عامًا من الكدح.

تحلم بالوطن، منزل متواضع بحديقة صغيرة في منطقة الكرامة شمال مدينة غزة.

وتتذكر عبير قائلة: “لم نعيش فيها إلا ثلاث سنوات قبل أن يتم (قصفها) في أكتوبر الماضي”. “كل ما تبقى منه هو هذا المفتاح.”

منذ أن أُجبروا على ترك منزلهم، نزحت الأسرة خمس مرات: النصيرات إلى رفح، ثم خان يونس، وأخيراً الآن إلى دير البلح.

“المنزل هو الحياة. أفتقد حياتي. قالت عبير بابتسامة ناعمة: “أفتقد الروتين البسيط المتمثل في إيقاظ أطفالي للذهاب إلى المدرسة والترحيب بهم مرة أخرى”.

إنها تحلم بالعودة، حتى لو كان ذلك يعني العيش على أنقاض ما كان منزلهم في السابق.

“سأنصب خيمة على الأنقاض إذا اضطررت لذلك. سوف نعيد البناء. المهم هو العودة.”

وفاء

وفاء شرف، 20 عاماً، لم يكن قد مضى على زواجها سوى ستة أشهر عندما اندلعت الحرب، مما أدى إلى عرقلة أحلامها مع زوجها إسلام، البالغ من العمر 20 عاماً.

وقد اضطرت، وهي حامل بطفلها الأول، في نوفمبر/تشرين الثاني إلى الفرار من منزلها في الصفطاوي، شمال مدينة غزة.

لقد أعد إسلام بكل حب شقة صغيرة في الطابق العلوي من منزل والده ليعيش فيها الزوجان.

قالت وفاء: “لم تكن مساحتها تزيد عن 60 مترًا مربعًا (646 قدمًا مربعًا)، لكنها كانت بالنسبة لي الجنة”.

“كنا نخطط لغرفة الطفل، وكانت والدتي قد أعدت الملابس للمولود الجديد. لقد تركنا كل شيء وراءنا عندما هربنا.

“لم أكن أرغب في مغادرة المنزل. قالت وفاء: “كانت روحي لا تزال مرتبطة به”. “ولكن عندما بدأت القذائف تتساقط… لم يكن لدينا خيار آخر.”

وقد أنجبت ابنتها لين في المخيم المكتظ في شهر يناير/كانون الثاني، خلال أحد أبرد فصول الشتاء في غزة.

ولا يعرف الزوجان ما حدث لمنزلهما، ويعتمدان على روايات أشخاص آخرين رأوه.

وبغض النظر عن ذلك، فإن لدى وفاء أمنية واحدة فقط: “أن أعود إلى منزلي. لا أريد أي شيء آخر.”

هبة

وتقول هبة الهنداوي، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 29 عاماً، إنها لو تمكنت من القيام بذلك مرة أخرى، لما غادرت منزلها أبداً.

“لقد غادرت خوفاً على أطفالي وعلى نفسي. وكان القصف بلا هوادة”.

تتمنى لو أنها أخذت من المنزل المزيد من الأشياء الثمينة مثل صور زفافها وصور أطفالها عندما كانوا صغارًا.

قالت بهدوء: “لقد انتهى كل شيء الآن”.

إذا نظرنا إلى الوراء، فإنها تتعرف على الكماليات اليومية المتمثلة في وجود ثلاجة وغسالة وأسرة.

“أتمنى فقط أن أتمكن من غسل يدي من الصنبور أو استخدام الحمام كالمعتاد. يبدو الأمر وكأننا قد رجعنا إلى العصر الحجري.”

أكثر من أي شيء آخر، إنها تريد فقط أن تنتهي الحرب.

قالت يائسة: “أريد أن تتوقف هذه النكبة”.

وقالت إنها ستخبر أحفادها في المستقبل عن أهوال الحرب التي تعيشها هي وأطفالها.

وقالت: “إذا نجونا، فسأخبرهم بما رأيناه”.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-07 18:02:56
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

Exit mobile version