ٍَالرئيسية

مغلق: الفلسطينيون في الأردن ما زالوا ينتظرون العودة إلى منازلهم المسروقة | الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

عمان، الأردن – يعتقد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أن ذكرى النكبةإن “الكارثة” ستتلاشى في نهاية المطاف بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردتهم الميليشيات الصهيونية بعنف من وطنهم في عام 1948.

في عام 1949، بعد عام من دولة إسرائيل وقد روي أنه قال: “يموت الكبير وينسى الصغير”.

إنه تنبؤ يسلي عمر إحسان ياسين، طبيب العيون واسع المعرفة البالغ من العمر 20 عامًا واللاجئ الفلسطيني من الجيل الثالث الذي يعيش في العاصمة الأردنية عمان.

“سنعود، أنا متأكد من ذلك”، يقول بحزم وهو يشير إلى مفتاح حديدي سميك كان يفتح ذات يوم الأبواب الثقيلة لمنزل أجداده الحجري في سلمة، على بعد خمسة كيلومترات شرق يافا، التي أصبحت الآن جزءا من تل. أبيب في إسرائيل.

ويحتل المفتاح مكانة مرموقة في عرض يشبه الضريح محلي الصنع مخصص للهوية الفلسطينية، وهو معلق على جدار متجر النظارات الذي تديره عائلته، بجانب عرض النظارات الشمسية والنظارات الطبية.

إحسان محمد ياسين، والد عمر، يعرض مفتاح منزل العائلة في يافا في محل النظارات الذي يديره في عمان بالأردن (نيلز أدلر/الجزيرة)

ويحتوي على مجموعة من التذكارات، بما في ذلك كتل من الرمال والتراب التي تم تهريبها من قطاع غزة ويافا من قبل أصدقاء العائلة على مر السنين.

يلتقط والد عمر، إحسان محمد ياسين، بعضًا من تربة يافا بإجلال لطيف، ويسمح لها بالمرور من بين أصابعه إلى وعاء صغير.

احترق منزل العائلة خلال القصف الأول عربي إسرائيلي “خلال الحرب (مايو 1948 – يناير 1949)، يوضح الرجل البالغ من العمر 58 عامًا، لكن المفتاح يظل إرثًا ويقف كرمز للمقاومة وحق العودة”.

عاش إحسان طوال حياته في الوحدات، وهو مخيم فوضوي وصاخب للاجئين الفلسطينيين يقع في ضاحية حي العودة جنوب شرق عمان.

كان هذا المخيم واحدًا من أربعة مخيمات تم إنشاؤها في الأردن بعد النكبة لإيواء عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، لكنه تجاوز حجمه منذ فترة طويلة ويذوب الآن بسلاسة في المناطق المحيطة بجنوب شرق عمان.

ومثل العديد من الفلسطينيين الذين عاشوا حياتهم كلها في هذه المخيمات، لا يزال إحسان يرى في ذلك حلاً مؤقتًا قبل أن تتمكن عائلته من العودة إلى وطنهم.

مفتاح فلسطين
إحسان محمد ياسين يحمل عصا والدته (نيلز أدلر/الجزيرة)

يأخذ أنفاسًا طويلة وهو يتذكر الذكريات التي نقلها والديه. وخلفه، تصطف على الجدران صور المثقفين الفلسطينيين، ومن بينهم الشاعر والكاتبان محمود درويش وغسان كنفاني.

ترسم أوصاف إحسان الحية صورة لعائلة تعيش في مجتمع متماسك تقضي الأمسيات في الفناء الداخلي التقليدي لمنزلهم، تغني وترقص وتحيط بها الفواكه، بما في ذلك برتقال يافا المشهور عالميًا، والذي ازدهر في المناخ المعتدل. مناخ البحر الأبيض المتوسط.

الذكريات السعيدة تتلاشى وتتحول إلى ذكريات عنف بعد الهاغاناهقامت قوة صهيونية شبه عسكرية بمداهمة القرية.

يسحب عصا للمشي تخص والدته، منقوش عليها كلمات أغنية بعنوان أومي (أمي).

تنضم أسيل ياسين، ابنة إحسان اللطيفة البالغة من العمر 28 عامًا، إلى والدها وشقيقها وهم يمسكون بالعصا ويغنون أغنية مرتجلة طويلة.

يستمر إحسان، لكن كلماته تتعثر، وتكشف عيناه عن صدمة جيل عميقة.

ويقول وهو يمسك المفتاح بقوة في قبضته، إن السلطات المحلية أبلغت والديه أنه بإمكانهما العودة في غضون أسبوع، بمجرد انتهاء أعمال العنف، فأخذا مفتاحهما، وحزما بعض الحقائب وغادرا إلى قطاع غزة.

“لا أعرف من باع وطننا. ولكنني رأيت من دفع الثمن”

بواسطة “ستنتهي الحرب” لمحمود درويش

لقد مر أسبوع على 19 عامًا قبل اقتلاع العائلة مرة أخرى عندما استولت إسرائيل على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في حرب عام 1967، وهو الحدث الذي يشار إليه أيضًا باسم “النكسة”، ويعني النكسة أو الهزيمة.

أُجبرت والدة إحسان، التي كانت حامل في شهرها السادس، على السير معه من غزة إلى عمان، وهي رحلة مرهقة استمرت لمدة شهر أخذتها عبر الحرارة الشديدة في صحراء النقب.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-06 08:08:01
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى