وأشارت الصحيفة، وفقًا لتقييمات استخبارية أمريكية، إلى أنه لطالما اعتقد السنوار أنه لن ينجو من هذه الحرب، زاعمة أن هذا الاعتقاد هو ما أعاق حتى الآن، المفاوضات الرامية لإطلاق سراح الأسرى الذين احتجزتهم حماس خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المسؤولون الأمريكيون، بحسب الصحيفة، إن موقف السنوار أصبح “أكثر تشددًا” في الأسابيع الأخيرة، وإن المفاوضين الأمريكيين أصبحوا يعتقدون الآن أن حماس لم يعد لديها أي نيّة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وفق زعمهم.
لماذا يريد السنوار اتساع نطاق الحرب؟
ومن جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المقترحات المطروحة في المفاوضات، وأضاف مواقف عقّدت المحادثات.
ويقيّم المسؤولون الأمريكيون أن نتنياهو يهتم بشكل أساسي ببقائه السياسي، ويرى أن وقف إطلاق النار في غزة قد لا يصبّ في مصلحته.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن حماس “لم تُظهر أي رغبة للدخول في محادثات خلال الأسابيع الأخيرة”، مشيرين إلى أن السنوار يعتقد أنه إذا اتسع نطاق الحرب، فسوف تضغط على إسرائيل وجيشها وستجبرهما على تقليص العمليات العسكرية في غزة.
ومنذ 8 أكتوبر 2023، بدأ حزب الله تنفيذ ضربات في شمال إسرائيل تضامنًا مع حماس.
وبينما تسببت الهجمات في دفع الإسرائيليين إلى مغادرة منازلهم، لم تُحدث ضغطًا على الجيش الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، حيث قدّر المسؤولون الأمريكيون أن قادة حزب الله، في ذلك الوقت، لم يكونوا يرغبون في بدء حرب جديدة مع إسرائيل.
منذ أن بدأت الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله الشهر الماضي، لم تقم الجماعة بشن هجوم مضاد كبير على إسرائيل، فضلا عن فتح جبهة هجومية، بينما يقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إسرائيل دمرت نصف ترسانة الحزب وقتلت العديد من قادته.
وتحركت القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان هذا الأسبوع بعد حملة قصف وتخريب استمرت قرابة شهر، وشملت ضربة قتلت حسن نصر الله، زعيم حزب الله.
أما إيران، فقد أطلقت بدورها، وابلًا من الصواريخ على إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، ردًّا على اغتيال نصر الله، لكن معظم الصواريخ “تم اعتراضها أو فشلت في إلحاق أي ضرر حقيقي”، بحسب الصحيفة.
وتباطأت وتيرة العمليات الإسرائيلية في غزة، بعدما حوّل الجيش الإسرائيلي تركيزه نحو الشمال، إذ أصبح الآن يتمركز في مواقع محدودة فقط داخل غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا بين القطاع ومصر.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تشن غارة كبيرة على المناطق المدنية في غزة منذ أسابيع، فإنها لا تزال تنفذ ضربات جوية يومية بزعم أنها تستهدف حماس.
ونتيجة لذلك، يستمر التأثير في المدنيين بغزة، حيث أفادت مصادر صحية محلية أن الجيش الإسرائيلي قتل 99 فلسطينيًّا في القطاع خلال 24 ساعة فقط يومي الأربعاء والخميس، وهو أحد أعلى أعداد الضحايا خلال الأشهر الماضية.
وانهارت المحادثات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في أعقاب إضافة نتنياهو مطالب جديدة وإعادة بعض المطالب التي كانت قد أُسقطت سابقًا؛ مما أدى إلى إحباط المفاوضين الدوليين. وفي المقابل قال المسؤولون الأمريكيون لنيويورك تايمز، إن السنوار أصبح كذلك “أكثر تشددًا عن ذي قبل”.
ويشكك بعض المسؤولين الإسرائيليين في ما إذا كان السنوار لا يزال على قيد الحياة.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون، الذين تحدّثوا للصحيفة، بأنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك، إذ لم تصدر أي تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو له منذ شهور.
لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنه ليس لديهم دليل على وفاته، وفي الواقع، قال كبار المسؤولين الأمريكيين إنهم يعتقدون أنه لا يزال على قيد الحياة ويتخذ قرارات حاسمة لحماس.
هل يمكن أن تنجح استراتيجية السنوار؟
وأومأت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن استراتيجية السنوار لا تزال غير ناجحة، فإنها من الممكن أن تنجح في نهاية المطاف.
فالجيش الإسرائيلي يخوض معركة ضد حزب الله على أراضيه في جنوب لبنان. وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تعد بتوغل محدود في لبنان، فإن العمليات العسكرية حتى الآن كانت على نطاق واسع.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن أفعال إيران خلال الأشهر الماضية أرسلت رسالة واضحة إلى السنوار، مفادها باختصار أن “الفرسان لن يأتوا”.
انتهى.
المصدر
الكاتب:Alireza Moradi
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-10-05 13:54:57
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي