أمهات شهداء فلسطینیین یتحدثن لـ “تسنیم” عن فلذات اکبادهن- الأخبار الشرق الأوسط

ففي كلِّ بيتٍ من بيوتِ الشهداءُ الفلسطينيين.. زاويةٌ أو ركنٌ تحفظُ فيه الأمهاتُ ذكرياتِ شهيدِها ومقتنياتِه.. والدةُ الشهيد محمد العزيزي مؤسسِ كتيبةِ عرين الأسود في نابلس ما زالت تحتفظُ بقنينةِ ماءٍ شرب منها ابنُها قبلَ استشهادِه..

 

.

 

في إستضافةٍ خاصة لنا بمنزلها تقول أم الشهيد محمد العزيزي مؤسس كتيبة عرين الأسود لوكالة تسنيم: “إن أهم المقتنيات التي تركها لي بعد استشهاده هو ارث عظيم إنه (عرين الأسود) الذي جاء في وقت كان به الجميع بعيداً كل البعد عن التفكير بالنضال ومقاومة المحتل، فكر في ذلك عند رؤيته للحروب التي حصلت في غزة ودنس مقدساتنا في القدس وضرب النساء والأطفال ما ولد في داخله هو ومجموعته الغضب والثأر”.

وتضيف أم العزيزي: “من الطبيعي على أي أم تفقد إبنها أن تشعر بمأساة لكن الله تعالى يعطي الصبر والطمأنينة لنا بأن أبنائنا لم يقبلوا في الذل والحقد والتدنيس بل جاهدو في سبيل الله وبكرامة وبالدفاع على أرضهم… محمد وحد الصفوف الوطنية من جميع الصفوف وكانوا وحدة وحدة خاصة بأنهم كانو يجتمعوا في منزله، والجميع يشهد لأبني بنضاله وجهاده، قال لأصحابه أن أمي ستبكي علي لكن ستفرح عندما أمسك بيدها ويذهب بها على جنة الله ستنسى الحزن والتعب”.

وتجولنا داخل غرفة مؤسس كتيبة العرين وسألنا والدته.. ما سر إحتفاظك في جميع هذه المقتنيات البسيطة لحتى هذه اللحظة وماذا يعني لكِ؟: “أحتفظ في آخر قنيةِ ماءِ شرب منها بأوراق النفايات الخاصة به بعطره بمشطه بكل شيء.. لأنني أشعر وكأنه معي ومن حولي في كل لحظة، أحلم به بالليل نتحدث سوياً وكأنه حاضر أمامي.. الأم لا تنسى”!

ولا يتوقفُ الأمرُ عند الاحتفاظِ بمقتنيات الشهداء.. بل تبقى سِيَرُهم العطرة سيدةَ مجالسِ الأمهاتِ والآباءِ والأقرباءِ والأصدقاء.. وتظلُ صورُهم تزينُ أركانَ البيوتِ وزواياها.. فالخلودُ من سماتِهم…

وفي زيارة خاصة لطاقمِ وكالة تسنيم عند أم الشهيد سائد الكيلاني الذي أطلق عليه الإحتلال الرصاص الحي ومن ثم قصفه بقذيفة الإينيرجا واللتي فجرت جسده وحرقته تريني ما تبقى من أثره المحترق، جزء من بنطاله وهويته وبعض الأموال والأوراق المحترقة لا تزال تحتفظ بهم داخل صندوق.

تقول: “كان خبر استشهاده خبر مفجع جدا بالنسبة لي لكن بفضل الله تعالى بتنزيله الصبر والثبات في قلوبنا، من وقتٍ لآخر تأتيني رائحة مسك جميلة كرائحة سائد وأشعر أنه معي، هذه السترة اتذكر تفاصيل حبه لها عندما اشتراها، عطره أحب أن أشمها تذكرني به.. هذه المقتنيات هي التي تصبر كل أم فلسطينية بروح إبنها وكأنه موجود بجانبها كلما أرادت التكلم معه تذهب إلى مقتنياته”.

غادر الشهداء لكنَّ أثرَهم باقٍ كأثرِ الفراشةِ لا يزول.. فهم أحياءٌ بوعدٍ إلهي وبصبرِ أمهاتِهم وهُنَّ ويرسمنَ لوحاتٍ من الإقدامِ والشجاعةِ كفعلِ فلذاتِ أكبادِهن معالمَ للعزةٍ وتيجانًا على رؤوسِ الأحرار.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-24 13:58:11
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version