وعلى الرغم من أن المسافة بين غزة والضفة الغربية لا تتعدى 33 كيلومترا (21 ميلا) في أقرب نقطة لهما، فإن القيود الإسرائيلية منعت منذ فترة طويلة السفر والتفاعل بين المنطقتين الفلسطينيتين، حتى قبل الصراع الأخير.
ولكي نفهم بشكل أفضل تأثير هذه القيود والوضع على الأرض، نقدم هنا لمحة بصرية عن الجغرافيا والتاريخ وظروف المعيشة لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
1- ما هي مساحة الضفة الغربية المحتلة؟
وتغطي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، مساحة من الأرض قدرها 5,655 كيلومترًا مربعًا (2,183 ميلًا مربعًا)، مما يجعلها أكبر بحوالي 15 مرة من قطاع غزة، الذي يمتد على مساحة 365 كيلومترًا مربعًا (141 ميلًا مربعًا).
وبالمقارنة بأماكن أخرى حول العالم، فإن الضفة الغربية التي تشبه شكل حبة الفاصولياء تعادل تقريباً حجم ولاية ديلاوير في الولايات المتحدة أو بالي في إندونيسيا. وهي تبلغ نحو نصف حجم أيرلندا الشمالية في المملكة المتحدة ونحو ثلث حجم مقاطعة جوتنج في جنوب أفريقيا.
2- كيف حصلت الضفة الغربية على اسمها؟
تقع الضفة الغربية، والتي تسمى باللغة العربية الدفة، على الجانب الغربي من نهر الأردن، والذي اشتق اسمه منه.
يبلغ طول نهر الأردن 251 كيلومترًا (156 ميلًا)، ويتدفق من الجبال اللبنانية إلى البحر الميت، مما يضيف تربة خصبة إلى الوادي المحيط به. ويشكل وادي الأردن 30% من مساحة الضفة الغربية ويشكل نصف أراضيها الزراعية.
وبسبب الضوابط والقيود الإسرائيلية الصارمة، لا يملك الفلسطينيون مطاراً خاصاً بهم. وبدلاً من ذلك، يتعين على الفلسطينيين الذين يحملون التصاريح اللازمة للسفر إلى الضفة الغربية والخروج منها استخدام جسر الملك حسين (اللنبي) فوق نهر الأردن للوصول إلى الأردن والوجهات التالية.
3- كم عدد السكان الذين يعيشون في الضفة الغربية؟
ويبلغ عدد سكان الضفة الغربية نحو 3.3 مليون نسمة، أي أكثر من عدد سكان قطاع غزة بنحو مليون نسمة.
تنقسم الضفة الغربية إلى 11 محافظة. وتعتبر محافظة الخليل هي المحافظة الأكثر سكاناً حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 842 ألف نسمة، تليها محافظة القدس (500 ألف نسمة)، ثم نابلس (440 ألف نسمة)، ثم رام الله والبيرة (337 ألف نسمة)، ثم جنين (360 ألف نسمة).
بالإضافة إلى ذلك، يعيش نحو 700 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية على الأراضي الفلسطينية. وسنتناول المزيد عن المستوطنين الإسرائيليين لاحقًا.
4- الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية
منذ عام 1967، حافظت إسرائيل على احتلال عسكري للضفة الغربية، بما في ذلك: الاعتقالات, نقاط التفتيش, اقتحامات المنازل, الهدم و متكررة غارات والاعتداءات.
لفهم الصراعات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي بشكل أفضل، ألق نظرة على هذا دليل مصور.
خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، هدمت إسرائيل ما لا يقل عن 1697 مبنى فلسطينيًا، معظمها منازل، مما أدى إلى نزوح 4233 شخصًا، وفقًا للأمم المتحدة. ارقامويعادل هذا متوسط تدمير خمسة مبان يوميا.
وتمثل الأرقام الخاصة بعام 2024 أكبر عدد من الهياكل المدمرة في عام واحد منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تتبع هذه الهياكل في عام 2009.
على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، هدمت إسرائيل ما لا يقل عن 11,500 مبنى مملوك للفلسطينيين، وثلاثة أرباع هذه المباني تقع في المنطقة (ج).
5-الاختلافات بين المناطق أ، ب، ج
كجزء من عام 1993 اتفاقيات أوسلوبموجب الاتفاق الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تم تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى ثلاث مناطق – أ، ب، ج.
كانت اتفاقيات أوسلو بمثابة أول اتفاق سلام مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد أدى ذلك إلى تشكيل السلطة الفلسطينية ـ وهي هيئة إدارية تتولى إدارة الأمن الداخلي الفلسطيني والإدارة والشؤون المدنية في مناطق الحكم الذاتي، لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات.
المنطقة أ كانت مساحة الضفة الغربية في البداية 3%، ثم ارتفعت إلى 18% بحلول عام 1999. وفي المنطقة (أ)، تسيطر السلطة الفلسطينية على معظم الشؤون.
المنطقة ب تمثل الضفة الغربية نحو 22% من مساحة الضفة الغربية. وفي كلتا المنطقتين، بينما تتولى السلطة الفلسطينية مسؤولية التعليم والصحة والاقتصاد، يتمتع الإسرائيليون بالسيطرة الكاملة على الأمن الخارجي، مما يعني أنهم يحتفظون بحق الدخول في أي وقت.
المنطقة ج تمثل المنطقة 60% من مساحة الضفة الغربية. وبموجب اتفاقات أوسلو، كان من المفترض أن يتم تسليم السيطرة على هذه المنطقة إلى السلطة الفلسطينية. ولكن إسرائيل احتفظت بالسيطرة الكاملة على كل الأمور، بما في ذلك الأمن والتخطيط والبناء. ولم يتم نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية قط.
6- التوسع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني
المستوطنات الإسرائيلية هي مجتمعات يهودية تم بناؤها على الأراضي الفلسطينية. حوالي 700 ألف إسرائيلي المستوطنون هم معيشة في ما لا يقل عن 250 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
إن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي لأنها تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى المنطقة التي تحتلها.
إن عدد المستوطنين ينمو بوتيرة أسرع من النمو السكاني الإجمالي في إسرائيل، حيث يعيش نحو 10% من مواطني إسرائيل اليهود البالغ عددهم 6.8 مليون نسمة في هذه المناطق. ويحصل المستوطنون على الجنسية الإسرائيلية والإعانات الحكومية التي تخفض من تكاليف معيشتهم.
7- جدار الفصل الإسرائيلي ونقاط التفتيش
منذ عام 2002، تقوم إسرائيل ببناء جدار يمتد على مسافة تزيد عن 700 كيلومتر (435 ميلاً)، ويتوغل في عمق الأراضي الفلسطينية.
كما قامت إسرائيل ببناء مئات من الحواجز ونقاط التفتيش على الطرق، مما أدى إلى تقييد حرية الفلسطينيين في التنقل بشكل كبير. حركة.
وبينما قد يضطر الفلسطينيون إلى الانتظار لساعات عند نقاط التفتيش هذه والسفر عبر شبكات الطرق المنفصلة، يمكن للإسرائيليين السفر بحرية على “الطرق الالتفافية” الخاصة بهم والتي تم بناؤها على الأراضي الفلسطينية لربط المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بالمناطق الحضرية الكبرى داخل إسرائيل.
8- القدس الشرقية المحتلة والبلدة القديمة
القدسالقدس الغربية، المدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود، تخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ عام 1948، مع أغلبية يهودية. القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة، تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وهي في معظمها فلسطينية.
منذ ذلك الحين الضم في عام 1980، اعتبرت إسرائيل مدينة القدس بأكملها جزءًا من أراضيها. وهذا غير معترف به دوليًا. ولهذا السبب، لا تظهر الخرائط الإسرائيلية القدس الشرقية كجزء من الضفة الغربية المحتلة.
تقع البلدة القديمة في القدس الشرقية، وتضم بعضًا من أقدس الأماكن في الإسلام واليهودية والمسيحية. وتبلغ مساحة المنطقة التي تقل عن كيلومتر مربع واحد (0.39 ميل مربع)، وتضم المسجد الأقصى وحائط البراق وكاتدرائية القديس يعقوب وكنيسة القيامة، وغيرها.
9- مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
ويعيش في الضفة الغربية ما لا يقل عن 870 ألف لاجئ مسجل، يعيش حوالي 25% منهم في 19 مخيماً أنشئت بعد حرب عام 1948. النكبة.
في 14 مايو/أيار 1948، انتهى الانتداب البريطاني وأعلن القادة الصهاينة أنهم سيعلنون دولة، مما أشعل فتيل الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.
طردت العصابات الصهيونية نحو 750 ألف فلسطيني واستولت على 78% من الأرض، وقسمت النسبة المتبقية (22%) إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
يعيش نحو 1.5 مليون لاجئ فلسطيني في 58 مخيماً رسمياً تابعاً للأمم المتحدة في مختلف أنحاء فلسطين والدول المجاورة. وفي المجمل، هناك ما لا يقل عن 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل يعيش معظمهم خارج هذه المخيمات.
إن محنة اللاجئين الفلسطينيين هي أطول مشكلة لاجئين دون حل في العالم.
10-الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية
منذ شنها أشد غاراتها منذ عقدين من الزمن في 28 أغسطسقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 50 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية.
وشارك في الهجمات مئات الجنود على الأرض تقدموا بالجرافات والمركبات المدرعة، بدعم من الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار التي أسقطت القنابل.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-16 12:44:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل