المصالح فوق الأمن؛ لماذا تسحب دول اسيا الوسطى، طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية؟

شفقنا – مع مضي أكثر من ثلاث سنوات على إعادة مجموعة طالبان هيمنتها على أفغانستان، لم تعترف أي دول في العالم لحد الان، بسيادة هذه المجموعة على أفغانستان، غير أن دولا مختلفة من المنطقة وخارج المنطقة دخلت في تعامل سياسي واقتصادي معها.

وفي هذا الخضم، فان عددا من دول اسيا الوسطى، ذهبت إلى أبعد من ذلك، وسحبت اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية لديها.

وفي أحدث حالة، أعلنت وزارة خارجية طالبان أن قرقيزيا بادرت إلى سحب هذه المجموعة من قائمة “المجموعات المحظورة” لديها.

وجاء في بيان وزارة خارجية مجموعة طالبان أن هذه المجموعة، تعتبر االقرار القرقيزي خطوة تستحق الإشادة ورحبت بها.

وأضافت وزارة خارجية طالبان أن هذه الخطوة تعد مؤشرا على الفهم السياسي للمنطقة والعالم لطالبان وتعني تذليل العقبات التي تعترض تعزيز العلاقات بين طالبان والبلدان الأخرى.

وقرقيزيا هي الدولة الثانية في اسيا الوسطى، التي سحبت اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية لديها.

وكانت كازاخستان بوصفها أول دولة في اسيا الوسطى، قد سبقت قرقيزيا في هذا الإطار، وكانت الرائدة في سحب طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية.

 

لماذا تتخذ دول اسيا الوسطى هكذا قرار؟

وقالت وزارة خارجية قرقيزيا أنه بعد إجراء أجهزتها المعنية، دراسات دقيقة وتقييما شاملا، قررت شطب اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية التي تعتمدها هي.

وأضافت أنها اتخذت هذا الإجراء بهدف “تعزيز الاستقرار الإقليمي” و “مواصلة الحوار”.

ولم تشر قرقيزيا إلى الدوافع الإقتصادية في اتخاذها هذا القرار، لكن كازاخستان تحدثت قبلها، بشكل رسمي عن الدوافع الاقتصادية لاتخاذها هكذا قرار.

وكان رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف قد قال خلال لقائه رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجامعي أن بلاده حذفت طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية بهدف توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية.

كما قال أن كازاخستان تظن أن طالبان ستبقى لفترة طويلة من الزمن في أفغانستان.

وفي وقت سحبت قرقيزيا، طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية، بينما كانت قد عبرت سابقا عن قلقها من انتشار المجموعات الإرهابية على الأراضي الأفغانية.

وقبل نحو ثلاثة أشهر، كان رئيس اللجنة الحكومية للأمن القومي القرقيزي قمجي بيك تاشيف قد قال أن انتشار “الإرهابيين” في الولايات الشمالية لأفغانستان قد تصاعد، وهذا الأمر يشكل تهديدا للحدود الجنوبية لأعضاء “كومنولث الدول المستقلة”.

وقال في كلمة له أمام اجتماع أمني للدول الأعضاء في كومنولث الدول المستقلة في العاصمة القرقيزية بيشكك، أن المنظمات الإرهابية وحماتها، يسعون لاستغلال التصعيد الاجتماعي والسياسي في أرجاء العالم بما في ذلك في أفغانستان، لنيل مآربهم الاستراتيجية.

 

هل لروسيا ضلع في القضية؟

وبعد شطب قرقيزيا، مجموعة طالبان من قائمتها للمجموعات الإرهابية، دافعت روسيا بطريقة ما عن هذا القرار واعتبرته ضروري.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيشكوف أن موسكو تتفهم أسباب هذا القرار.

وأضاف ان قرقيزيا قريبة جدا جغرافيا من أفغانستان، وأن الحفاظ على علاقات مع طالبان، يكتسي أهمية بالنسبة للدول المجاورة لأفغانستان.

وتابع بيسكوف بقوله أنه “من غير الممكن” إقامة علاقات مع طالبان، من دون إزالتها عن قائمة المجموعات الإرهابية.

وتأتي هذه التصريحات فيما  كانت روسيا قد أبدت في وقت سابق، رغبتها في سحب طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية التي تعتمدها موسكو.

وكان المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان ضمير كابولوف قد قال في وقت سابق ان اقتراح سحب طالبان من قائمة الإرهاب في روسيا، موضوع على طاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتابع أن وزارة الخارجية الروسية، أعطت موافقتها على حذف طالبان من قائمة المجموعات الإارهابية وذلك بهدف تطوير العلاقات الثنائية.

وعلى الرغم من مرور بضعة أشهر على هذه التصريحات، فان روسيا لم تسحب لحد الان اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية لديها.

ويتساءل المراقبون: هل أن إجراءات دول اسيا الوسطى في هذا الخصوص، ستكون مقدمة لسحب موسكو اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية التي تتبناها روسيا؟ وهل أن الخطوة التالية في هذا المجال، ستتخذها موسكو؟ وهل أن هذه الدول، اتخذت هذا القرار بتحفيز وتشجيع من موسكو نفسها؟

ويقول هؤلاء المراقبون أن الإجابة على هذه التساؤلات، ليست واضحة المعالم بعد، لكن الواضح والجلي هو أن روسيا وإلى جانب الصين، تريد الحصول على المزيد من المنافع من غياب أمريكا عن أفغانستان، وستوظف في هذا المضمار، علاقاتها التاريخية والواسعة مع بلدان اسيا الوسطى.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-13 09:50:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version