وفي الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، أدى القصف الإسرائيلي على المواصي إلى مقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة العديد الآخرين.
وأفادت التقارير بأن 22 شخصا على الأقل في عداد المفقودين، ويفترض أنهم تبخروا بسبب شدة الانفجار.
وزعمت إسرائيل أن الغارات استهدفت مسلحين من حركة حماس، في حين أدان الفلسطينيون ومنظمات الإغاثة الهجوم باعتباره جريمة حرب.
ماذا حدث؟
كانت الروايات الأولية حول الضربة الإسرائيلية متضاربة، لكن سرعان ما اتضح أن إسرائيل ضربت المخيم بثلاثة قذائف كبيرة.
ووصفت تالا حرزالله البالغة من العمر 22 عاماً للجزيرة كيف كانت هي وعائلتها نائمين على بعد حوالي 200 متر (220 ياردة): “فجأة، انقلب كل شيء رأساً على عقب.
“إن الأضرار الهائلة التي أحدثتها القنابل جعلتنا ندرك أن هذه القنابل كانت مخصصة للمباني الأكبر حجماً وليس للخيام المصنوعة من أضعف المواد في العالم.”
وقال أبو محمد البيوك، وهو نازح يسكن بالقرب من المخيم، للجزيرة: “سمعنا دوي الانفجارات.. كانت أكثر من صاروخ. وجدنا العديد من الجرحى والشهداء وأشلاء متناثرة في كل مكان، بينهم نساء وأطفال”.
ماذا استخدمت إسرائيل ضد خيام المواصي؟
وخلصت وكالة التحقق التابعة للجزيرة “سند” إلى أن قنابل من طراز MK-84 أميركية الصنع ربما استخدمتها إسرائيل ضد مخيمات العائلات النازحة.
واستندت في ذلك إلى تحليل حجم الحفر وصور شظايا القنابل في المخيم.
تُعد قنبلة MK-84 من الذخائر التي يبلغ وزنها 2000 رطل، وهي واحدة من أثقل القطع التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل.
أوقفت الولايات المتحدة إمدادات MK-84 لفترة وجيزة بشهر مايوأعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن قلقها من احتمال استخدامها في شن هجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وشرعت إسرائيل في غزو رفح في مايو/أيار الماضي.
تميل الجيوش إلى استخدام MK-84 بشكل مقتصد، ولكن ويقال إن إسرائيل استخدمته بشكل مكثف على غزة.
يسبب MK-84 موجة ضغط شديدة لدرجة أنه بالإضافة إلى تدمير المباني فإنه يقضي على الحياة في دائرة نصف قطرها 365 مترًا (400 ياردة).
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الانفجار قد يؤدي إلى تمزق الرئتين والأطراف وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية على مسافة مئات الأمتار من موقع الانفجار.
وتبلغ الحفرة التي تخلفها الصواريخ MK-84 نحو 15.5 متراً عرضاً وعمقاً 11 متراً (50 قدماً عرضاً و36 قدماً عمقاً)، وهو ما يتفق مع الحفر التي وجدت في المواصي.
كم عدد الأشخاص الذين كانوا في المكان الذي ضربته إسرائيل؟
ولم تتوفر إحصاءات دقيقة عن عدد الأشخاص الموجودين في خيام النازحين، لكن سند من الجزيرة يقدر أن هناك نحو 60 خيمة في المنطقة التي ضربتها إسرائيل.
وتتحدث روايات سابقة عن اكتظاظ هائل، حيث كان هناك ما يقرب من عشرين شخصاً أو أكثر محشورين في خيمة واحدة لمحاولة الاحتماء من الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع المحاصر.
وبحسب هذا الإحصاء، فإن التقديرات تشير إلى أن ما لا يقل عن 120 شخصاً كانوا نائمين في المكان الذي سقطت فيه القنابل الثلاث الكبيرة.
لماذا كان هناك هذا العدد الكبير من الناس في المواصي؟
وكانت إسرائيل قد أعلنت المواصي “منطقة آمنة” إنسانية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، فرّ آلاف النازحين من هناك أو تلقوا تعليمات من الجيش الإسرائيلي بالذهاب إلى هناك.
هناك، وعلى الرغم من الظروف التي يصفها كثيرون بالمروعة، كان كثيرون يأملون في العثور على فرصة الأمان لعائلاتهم والتي لا يمكن أن تتوفر في أي مكان آخر في غزة.
بالنسبة للكثيرين، فإن تطمينات الجيش الإسرائيلي، وغياب أي مبانٍ شاهقة بالقرب، والرمال الناعمة تحتها تجعل فرص شن غارات جوية إسرائيلية على الأنفاق المشتبه بها غير محتملة، كانت تؤمل أن يكون المخيم آمنًا على الأقل.
ولكن سرعان ما تبددت تلك الآمال. فقبل هجوم الثلاثاء، تعرضت منطقة المواصي للقصف أربع مرات، لكن الناس ظلوا فيها لأنهم لم يجدوا مكاناً آخر يذهبون إليه.
وقع الهجوم الأكبر في 13 يوليو/تموز، وأسفر عن مقتل 90 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 300 آخرين.
وقالت إسرائيل حينها إن الهجوم كان يستهدف اثنين من كبار القادة في حركة حماس، وهو ادعاء نفته حماس.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-12 20:39:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل