ما هي أبرز كتائب المقاومة المنتشرة في شمال الضفة الغربية التي تواجه جيش الاحتلال؟
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية٬ فإن عملية الاحتلال هي الأوسع منذ اجتياح الضفة خلال عملية “السور الواقي” في عام 2002، حيث تتم بـ”مشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات المستعربين، كما يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع”. ووفقاً لما ذكره مسؤولون عسكريون للاحتلال، فإن العملية أُطلقت لأن “الوضع في الضفة الغربية بات مصدر قلق جدي لإسرائيل”.
وفي ظل الحديث عن مخططات للتهجير في الضفة الغربية التي يلتهمها كل يوم الاستيطان ويتم تدمير البنى التحتية في مدنها الشمالية، شبّه مسؤولون إسرائيليون على رأسهم وزير الخارجية كاتس٬ عملية الجيش في مدن شمال الضفة بالحرب على غزة، قائلاً إنه “يجب على إسرائيل أن تفكر في إخلاءات مؤقتة للفلسطينيين في الضفة الغربية”.
ومع قلق الاحتلال من تصاعد العمل المقاوم في الضفة كماً ونوعاً واستمرار انتقال الكتائب المسلحة من مخيم لآخر ومن مدينة لأخرى، على وقع معركة “طوفان الأقصى” التي تستنزف “إسرائيل” على عدة جبهات، نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على أبرز مجموعات وخلايا المقاومة الفلسطينية التي تنشط في عدة مدن ومناطق شمال الضفة الغربية وتواجه اقتحامات الاحتلال.
1- جنين
كتيبة جنين – سرايا القدس:
هي كتيبة تابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ترافق ظهورها مع العدوان على قطاع غزة في مايو/أيار 2021. وظهرت بشكل أوضح في سبتمبر/أيلول من عام 2021، خلال حادثة “نفق الحرية”، كاستعداد منها للدفاع عن الأسرى الفارين من سجن جلبوع، واحتضانهم في مخيم جنين، لتنفذ في تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية، والتي عرفت بعمليات “الإرباك”.
من مؤسسي هذه الكتيبة الشهيد جميل العموري الذي اغتاله جيش الاحتلال في يونيو/حزيران 2021، وارتبطت لاحقاً بسبب ذلك اسم كتيبة جنين باسمه، وهو صاحب لقب “مجدد الاشتباك” وقد أعلنت سرايا القدس فيما بعد أنه المؤسس لهذه الكتيبة. ومن أبرز المؤسسين أيضاً الشهداء داوود الزبيدي وعبدالله الحصري وسيف أبو لبدة.
في منتصف سبتمبر 2021، أُعلن كذلك ما سماه الشبان المقاومون في مخيم جنين “غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة” كاستعارة أيضاً من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، وصار في حينه يجوب مقاتلون أزقة المخيم معلنين الاستنفار والاستعداد لصد أي اقتحام أو هجوم إسرائيلي، بالتوازي مع التفاعل العام مع أسرى “نفق الحرية”.
شمال الضفة الغربية
كتائب القسام في مخيم جنين:
ظهر مسلحون من كتائب القسام بعرض عسكري في أرض زراعية قرب جنين في بداية شهر سبتمبر من عام 2021 وخاضت العديد من الاشتباكات مع الاحتلال ونفذت عمليات ضد أهداف ومواقع إسرائيلية.
في يونيو/تموز الماضي قالت كتائب القسام في مخيم جنين إنها أدخلت إلى وسائلها القتالية في منطقة جنين عبوة ناسفة مضادة للدروع من نوع “شواظ 1”. وعرضت وحدة الهندسة التابعة لكتائب القسام في مقطع فيديو صوراً لعبوة ناسفة قالت إنها استخدمتها في تفجير آلية عسكرية إسرائيلية خلال العملية الأخيرة بمخيم جنين. وأضافت الكتائب أنها تواصل العمل لإنتاج أكبر عدد من العبوات الناسفة، وتطوير نماذج جديدة منها.
شمال الضفة الغربية القسام
كتائب شهداء الأقصى:
ارتبطت كتيبة جنين وكذلك كتيبة القسام بالإعلان سويا عن عمليات ضد الاحتلال، بالإضافة إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لـ(حركة فتح)، ولاحقاً ظهر اسم “لواء الشهداء” في مخيم جنين الذي انبثق عن كتائب شهداء الأقصى.
كتيبة قباطية:
مجموعة ظهرت في بلدة قباطية جنوب غرب جنين منذ نهاية عام 2022 مقاتلوها من مختلف الانتماءات معظمهم من سرايا القدس٬ وتقوم بالتنسيق خلال الاقتحامات مع المجموعات المسلحة الأخرى في جنين.
مؤتمر “عين على الأقصى”.. خالد مشعل: ندعو لعودة العمليات الاستشهادية، وخروج الشعوب العربية للميادين نصرة لغزة
مؤتمر “عين على الأقصى”.. خالد مشعل: ندعو لعودة العمليات الاستشهادية، وخروج الشعوب العربية للميادين نصرة لغزة
2- طولكرم
كتيبة طولكرم:
تنشر في طولكرم “كتيبة طولكرم” وهي مجموعة مسلحة تأسست في مارس/آذار 2022، وتمركز في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس المجاور لها، ويضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة، إلا إنها تتبع رسمياً لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
نفذت كتيبة طولكرم العديد من العمليات العسكرية النوعية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، وتصدت للاقتحامات التي تعرضت لها المدينة والمخيم، كما طورت أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات.
أبرز قادة المجموعة هم من الشباب كان يتقدمهم الشهيدان سيف أبو لبدة ومحمد جابر أبو شجاع.
الشهيد محمد جابر أبو شجاع أحد مؤسسي كتيبة طولكرم/ تليغرام
اتخذت الكتيبة من مخيم نور شمس بطولكرم مركزاً لها، وتوسعت لتضم إلى صفوفها مزيدا من الشباب المقاوم، وقُدر عدد عناصرها في سبتمبر/أيلول 2022 بحوالي 40 فردا مجهزين.
في 4 يوليو 2023 شاركت كتيبة طولكرم بمختلف مجموعاتها بالقتال في مدينة جنين خلال معركة “بأس جنين”، حيث شارك عناصر كتيبة طولكرم بشكل مباشر في المعركة منذ الساعات الأولى لإعلانها، وفق ما جاء في بيانين الأول لكتيبة طولكرم بتاريخ 3 يوليو 2023 مع بداية المعركة والثاني لكتيبة جنين بتاريخ 5 يوليو 2023 عقب انتهاء المعركة.
كتيبة “الرد السريع”:
هو فصيل أسسه الشهيد أمير أبو خديجة في فبراير/شباط 2023 ويحمل شعار كتائب شهداء الأقصى ويطلق عليه “مجموعة الرد السريع”، إلا أن أبو خديجة ظهر في مقاطع فيديو وصور بمناسبات مختلفة وخلفه شعار كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
جاء تأسيس الكتيبة ضمن سياق فلسطيني اتسم بظهور كتائب أخرى في جنين ونابلس وغيرها، مع التنسيق على مستوى عال بين هذه الكتائب التي تجمع منتمين لفصائل سياسية متعددة.
ولأن قوانين السلطة الوطنية الفلسطينية تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية، فإن عناصر كتيبة طولكرم تعرضوا للملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية، واستشهد بعضهم برصاصها إثر عمليات الملاحقة.
نفذت الكتيبة عملية إطلاق نار بتاريخ 30 مايو 2023 عند مدخل مستوطنة حرميش شمال طولكرم، وقد أسفرت العملية عن مقتل مواطن إسرائيلي من سُكان المستوطنة.
شمال الضفة الغربية
مقاتلون من كتيبة الرد السريع (شهداء الأقصى) في طولكرم/ أرشيفية
كتيبة القسام في طولكرم
نفذت الكتيبة منذ تشكيلها في مطلع عام 2023 وحتى اليوم سلسلة عمليات مسلحة ضد الحواجز والمستوطنات والمركبات الإسرائيلية، أبرزها عملية إطلاق نار بتاريخ 2 مايو 2023 قرب مستوطنة أفني حيفتس شرق طولكرم، نفذتها مجموعة القسام مع كتيبة طولكرم، وقد أسفرت عن إصابة ثلاثة مستوطنين إسرائيليين.
في 22 تموز 2024 كشفت كتائب القسام في طولكرم عن تفاصيل عمليات نفذتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة طولكرم، حيث أظهر فيديو سلسلة من العمليات التي أسفرت عن 7 إصابات في صفوف جنود جيش الاحتلال، وقال أحد المقاتلين إن العملية الأولى كانت عملية تفجير في مستوطنة حرميش، والتي اعترف الاحتلال بعدها بإصابة 4 جنود. وأضاف أن العملية الثانية كانت إطلاق نار من قبل عناصر الكتائب على قرية رامين، والتي أصيب فيها 3 مستوطنين، وأشار المتحدث إلى أن العملية الثالثة كانت عملية تفجير في عناب لم يعلن عنها الاحتلال، وتستر على تفاصيلها.
3- طوباس
كتيبة طوباس
كتيبة طوباس هي مجموعة مسلحة ينتمي لها مقاتلون من سرايا القدس وكتائب القسام، ظهرت في يوليو من عام 2022 في مدينة طوباس خلال الاشتباكات في مخيم جنين، وتتخذ الكتيبة من مدينة طوباس في شمال الضفة الغربية مقراً لها. وهي أول كتيبة تظهر من داخل المدن على غرار باقي الكتائب التي تتخذ من المخيمات والبلدات القديمة مقراً لها مما شكل تحدياً كبيراً لأعضاء الكتيبة.
امتازت الكتيبة بصناعة العبوات وتفخيخ المركبات وخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال. لكن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية شنت عمليات اعتقال عديدة ومطاردات ومحاولات الاغتيال لأفراد هذه المجموعة.
كتيبتا “طمون” ومخيم الفارعة
كتيبتان ظهرتا في عام 2023 الأولى في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، والثانية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، ومعظم مقاتلي الكتيبتين ينتمون لفكر حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وقد خاضت الكتيبتين عمليات اشتباك عديدة مع جيش الاحتلال وقامتا بتفجير عبوات ضد الآليات خلال الاقتحامات المتكررة لمدينة طوباس.
4- قلقيلية
كتيبة القسام – قلقيلية
مجموعة مسلحة تشكلت خلال معركة طوفان الأقصى ونفذت عدة عمليات نوعية٬ أبرزها كمين قلقيلية الذي جرى تنفيذه عبر عملية مركّبة في 7 أبريل/نيسان 2024 قرب قرية النبي إلياس شرقي قلقيلية٬ وأسفر عن إصابتين.
وقام عناصر القسام بتجهيز خطة التنفيذ والاستدراج لجنود الاحتلال في مقطع فيديو نشر حينها٬ ظهرت فيه لقطات من 3 كاميرات، كانت الأولى من داخل المركبة المفخخة، والثانية خارجها، فيما كانت الثالثة مع منفذ الكمين، وأظهرت استهداف الحافلة ثم توقفها ومواصلة استهدافها مرة أخرى، ورافق ذلك نطق المنفذ الشهادتين.
وأظهرت المشاهد بعدها وصول 4 مجموعات من جنود الاحتلال إلى مكان الكمين، آخرها رافقها طاقم إسعاف، قبل انسحابهم بعد كشف الكمين. وكان الإسعاف الإسرائيلي أعلن في هذا اليوم إصابة إسرائيليين اثنين في إطلاق نار استهدف حافلة في شارع 55 قرب قرية النبي إلياس شرقي مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
مجموعة من المقاومين التابعين لكتائب شهداء الأقصى تشكلت مع بداية معركة طوفان الأقصى وقام الاحتلال باغتيال عدد من مؤسسيها في بداية الحرب٬ وشاركت في التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال٬ واستشهد عدد من مقاومي قلقيلية خلال معركة مخيم نور شمس في نيسان الماضي.
5- نابلس
مجموعة مقاومين فلسطينيين ظهرت بعد معركة “سيف القدس” في مدينة نابلس، وهم مسلحون ينتمون كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس، وكانت تتخذ من البلدة القديمة في مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) مقراً لها. اغتال الاحتلال أبرز مؤسسيها: محمد العزيزي٬ عبد الرحمن صبح٬ تامر الكيلاني٬ وديع الحوح٬ إبراهيم النابلسي٬ محمد الدخيل٬ أدهم مبروكة (الشيشاني)٬ أشرف مبسلط ٬ فيما اعتقلت السلطة الفلسطينية المطارد مصعب اشتية وما زال قيد الاعتقال منذ نحو عامين.
تتبنى المجموعة أسلوب المقاومة الذي يقوم على المبادرة والمباغتة، بحيث لا ينتظرون جيش الاحتلال ليقتحم البلدة القديمة ويحاصرهم، بل هم الذين يلاحقونه وفي كل مكان يتواجد فيه، على الحواجز العسكرية وبقية تجمعاته٬ فيما شنت المجموعة عمليات إطلاق نار على مجموعات من الجيش والمستوطنين خلال اقتحامهم لقبر يوسف شرق نابلس.
خلال الآونة الأخيرة حاولت مجموعة عرين الأسود النهوض من جديد على يد أحد مؤسسيها الأسير المحرر عبود شاهين٬ فيما تحاول الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة إجهاض ذلك بشكل مستمر.
كتيبتا مخيم بلاطة ومخيم عسكر
تنتشر مجموعات مسلحة من كتائب شهداء الأقصى وكتيبة “الثأر والتحرير” في مخيمي بلاطة وعسكر٬ وقد نفذت عدة عمليات إطلاق نار على أهداف إسرائيلية نسبت إلى مقاومين في بلاطة وعسكر.
ينتشر في المخيمين أيضاً خلايا مسلحة تنتمي لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وشاركت في صد اقتحامات الاحتلال واستخدمت العبوات المتفجرة و”الأكواع” محلية الصنع.
مجموعات شمال الضفة
كتيبة مخيم العين
كتيبة تشكلت قبيل معركة طوفان الأقصى وتضم مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس ومن أبرز مؤسسيها الشهيد أمير خليفة الذي تم اغتياله في أغسطس/آب 2023٬ حيث شاركت الكتيبة في عمليات تصد عديدة لاقتحامات الاحتلال مستخدمة العبوات المتفجرة محلية الصنع.
عربی بوست
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-02 05:14:18
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي