ٍَالرئيسية

آراء كبار الصحفيين والخبراء حول أزمة السودان

شفقنا- تشكل أزمة السودان إحدى أهم الأزمات التي يتناولها الخبراء والأكاديميين وتتصدرعناوين الصحافة العربية، حيث نشرت صحيفة القدس العربي، مقال للكاتب الصحفي “عبد الحليم قنديل”، بعنوان “حرب تحطيم السودان”، أكد خلاله أن لا طرف بعينه انتصر بالكامل في الحرب التي وصفها بالملعونة حتى الآن، مشيرا أن الهزيمة وهوانها كانت من نصيب السودان كله، الذي لم يشهد في عمره الطويل بعد استقلاله عام 1956، سوى سنوات معدودة من استقرار صوري، وتناوبت عليه صور الحكم العسكري فالمدني، ومن دون نجاح لأي منها في وضع السودان على مسار استقرار وتنمية متصلة، فالبلد شاسع المساحة حتى بعد انفصال ثلثه الجنوبي رسميا عام 2011، وموارده الطبيعية هائلة ومتنوعة، وتركيبه السكاني مختلط بين قبائل وإثنيات عرقية عربية وافريقية وغيرها، وحدوده سائبة مع أغلب دول جواره المأزومة الهشة هي الأخرى، وهو ما يزيد ويضاعف مصادر الخطر من حوله وفي داخله، ويجعله مطمعا للمتصارعين في البيئة الإقليمية والدولية، خصوصا في هذه المرحلة من عمر العالم والمنطقة في قلبه، مرحلة الانفجارات والحروب الطاحنة انتقالا من عالم إلى آخر، بينما لا يملك السودان حصانة داخلية تحميه وتحفظ تماسكه.

ويضيف القنديل، في الوضع السوداني الراهن، ما من قيمة لكلام هازل أو جاد عن الديمقراطية ونوع الحكم، فالخطر الآن يجتاح السودان نفسه، وينذر بخلع ما تبقى من جذور وركائز الدولة السودانية، ويهدد بقاء الجيش كحجر زاوية وحيد في الصرح السوداني الافتراضي، ويفتح أبواب الجحيم لحروب فناء أهلي تبدأ فلا تنتهي.

ونشرت صحيفة إندبندنت العربية مقال تحت عنوان “ماذا ينتظر السودان بعد فشل “جنيف؟” بقلم الباحثة “أماني الطويل”، حيث تناولت السيناريوهات المتوقعة بعد فشل جنيف، فعلى صعيد الدولي اشتعال حرب بين الأطراف المتنافسة على الأراضي السودانية، وذلك على النمط الارتدادي الجاري حاليا بين روسيا وأوكرانيا في منطقة الساحل الأفريقي.

وتتابع أماني الطويل، أن المشهد السوداني في أعقاب منصة جنيف ليس كقبله، إذ وضح للفاعلين الإقليميين والدوليين مدى تمسك البرهان بحلفائه السياسيين من النظام السابق وبحلفائه العسكريين من الفصائل المسلحة، ولا يوجد سيناريو يطرحه الجيش لمسار سياسي محدد يمكن أن يكون منصة تفاعلية مع المدنيين، سواء أكانوا قوى سياسية أو إدارات أهلية أو غيرهما.

وأكملت أماني الطويل قائلا، من المتوقع ارتفاع معدلات اللجوء السوداني إلى دول الجوار، وهو ما يعني ضرورة انتباه لأوضاع هؤلاء في ما يتعلق بحاجاتهم المرتبطة بأوضاعهم القانونية في هذه الدول ومدى تأمينها، وكذلك توفير خدمات كالصحة والتعليم، وأيضاً تلبية حاجات الشباب للعمل والوظائف، وكلها ملفات تعاني تضخمها وتأزمها في كل دول جوار السودان، بما يجعل أدوار منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها، خصوصاً مفوضية اللاجئين يبدو مطلوبا وبإلحاح.

 

أما صحیفة العربي الجديد، فتصدرها مقال الصحفي السوداني  “حمورزيادة” بعنوان “خطاب الكراهية في حرب السودان”، علق فيه أن الحرب الأهلية السودانية الحالية لن تختلف عن مثيلاتها في تغيراتها وجذبها أطرافاجددا إلى محرقة الاقتتال، كما لم تختلف في تبني خطاب الكراهية ضد المجموعات المختلفة. وككل خطاب ممهد للجرائم الجماعية، اعتمد خطاب الكراهية على المعلومات المضللة والكذب.

وتابع حمورزيادة بالقول، فعبر سنوات سبقت الحرب استمر خطاب تحميل ذنب نكبات البلاد لأعراق ولأقاليم مختلفة، حتى أصبح الوصم خطابا معتادا في سياسة اعتمدت على التوازن القبلي. ومع مرور السنوات، أصبحت فكرة فصل بعض أجزاء البلاد للتخلص من سكانها أمرا مطروحا للنقاش العلني. وجاءت حرب 15 إبريل/ نيسان (2023) لتضع المتهمين بعضهم قبالة بعض، بعد أن اشتعلت بصراع سلطوي بين جنرالين لم يدم ربيع تحالفهما طويلا. حرب السلطة في تحولها حربا أهلية تخلت عن أهمية صراع الجنرالين لتستلف خطابات عرقية تتهم قبائل بالإجرام، وأقاليم بسرقة السلطة والثروة. وفي خضم هذا الصراع يسقط الضحايا المدنيون، ويستغل موتهم وقودا لاستمرار الحرب، التي يظن أطرافها أن نهايتها ممكنة بالقضاء على الأطراف الأخرى فقط، أو إخضاعها إلى الأبد.

وأوضح حمورزيادة، حتى هذه اللحظة، رغم تطابق ما تمر به الدولة السودانية من حال مع نماذج الحروب الأهلية في القارة الأفريقية، إلا أن أطراف حرب السودان يمنون أنفسهم بنهاية مختلفة لا تمر عبر الإبادة الجماعية. وهي أمنية لا يبدو أنها قابلة للتحقق. فما بدأته قوات الدعم السريع من تطهير عرقي في مدينة الجنينة لن يجعل توقف خطاب الكراهية أمرا محتملا.

وإعتبرالكاتب “عيد إسطفانوس” في صحيفة إيلاف، في مقاله “السودان… مأساة الزول الحائر”، أن ما يحدث هو أحد نواتج ثالوث الشر الذي دمر السودان: نميري، والترابي، والبشير. فخلايا الترابي التي رعاها نميري والبشير، والتي تقبض على مفاصل الجيش السوداني، والذين نحوا البشير تحت ضغط ثورة شعبية هائلة، عادوا وسووا صفوفهم باستراتيجية جديدة هي مهادنة تيارات الدولة المدنية الحديثة وإجهاض وتعويق أي مخطط قد يفضي إلى أن تؤول السلطة إلى الشعب. وهذا ما حدث طيلة السنوات الماضية، فقد كان السودان قاب قوسين من ترسيخ نظام ديمقراطي مدني إلى أن وقعت الواقعة واصطدم البرهان ودقلو. الأول، وتحت ضغط تيارات الإسلام السياسي التي تقبض على مفاصل الجيش، حقق هدفه بتأجيل أي نقلة في اتجاه ترسيخ حكم ديمقراطي ودولة مدنية حديثة. والثاني، وإن رفع لواء معاداة الإسلاميين لحشد التأييد له، إلا أن أهدافه الحقيقية غير معلنة.

وفي صحيفة نون بوست وتحت عنوان “حرب السودان: سؤال وجواب” أشارالكاتب السوداني “محمد مصطفى جامع”، أن المطلوب الآن لإنهاء معاناة السودانيين الضغط على الحكومات والهيئات الدولية للاهتمام بقضية السودان، والأهم من ذلك الضغط على الأطراف التي تؤجج الصراع وتقدم السلاح لمرتكبي الفظائع مثل دولة الإمارات لحثها على إيقاف دعمها لقوات الدعم السريع.

كما راى محمد مصطفى جامع، يجب لفت نظر الدول العربية الشقيقة والمنظمات الإقليمية والدولية إلى خطورة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فأكثر من نصف السكان باتوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ما يستدعي تكثيف الدعم الإنساني وإقامة شراكات مع جهات موثوقة على الأرض للتحقق من وصول الدعم لمستحقيه.

النهایة

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-09-02 03:01:26
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى