خبیر سیاسی أفغاني:طالبان، تعتبر الشيعة يفتقدون إلى الأهلية اللازمة للتمتع بالحقوق الانسانية والاسلامية
وتحدثت وزارة عدل طالبان خلال الأيام الأخيرة عن صياغة قانون جديد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقا للفقه الحنفي. وقد بثت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لطالبان تسجيلا صوتيا لتصريحات وزير العدل بالانابة لدى طالبان محمد خالد حنفي، أوضح فيه مسألة التصديق على قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي صاغته مجموعته. وقال حنفي في التسجيل الصوتي أن هذا القانون، متطابق مع الحديث والفقه الحنفي.
ويأتي هذا بينما طالب علماء الدين الشيعة في وقت سابق طالبان مرارا وتكرار بالاعتراف رسميا بالمذهب الشيعي،وهو المذهب الذي كان معترفا به سابقا.
وأجرت شفقنا، في هذا الخصوص مقابلة مع المختص بالشأن السياسي أحمد موسوي مبلغ الذي قال ان أوامر طالبان في تطبيق الفقه الحنفي في المؤسسات، ليست بجديدة، بل أن هذا حدث فعلا خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد وضعت طالبان هذا الشيء موضع التنفيذ.
ويقول هذا الخبير السياسي أنه على الرغم من أن التشيع كان في بلادنا وفي الحكومة السابقة، مذهبا رسميا في البلاد، بيد أنه فقد رسميته خلال السنوات الأخيرة من حكم طالبان التي فرضت قيودا كثيرة على الشيعة خلال هذه الفترة. ومن بين هذه القيود يمكن الإشارة إلى منع تدريس الفقه الجعفري في الجامعات والمدارس التي يدرس فيها طلاب وتلامذة كلهم من الشيعة. وفضلا عن ذلك، تم ازالة كتب الكلام وكتب الفقه الشيعي من المكتبات خلال هذه المدة.
وتابع موسوي مبلغ أن هذا كله يؤشر إلى أن طالبان عازمة على اتباع توجه متشدد تجاه الشيعة. والدليل على هذا التوجه المتشدد، هو أن طالبان تعتبر الشيعة يفتقدون أصلا إلى الأهلية اللازمة للتمتع بالحقوق الانسانية والاسلامية.
ويستند إلى كتابين نشرا من قبل أعلى شخصيات قضائية لطالبان حول رؤية طالبان تجاه المذهب الشيعي ويقول: ان الكتابين اللذين ألفهما مسؤولان مهمان في طالبان كبيان (مانيفستو) طالبان، بعنوان “الإمارة الإسلامية والأنظمة” لمؤلفه عبد الحكيم حقاني وكتاب “معتمد ما تريد من معتمد ما تريد” تأليف مولوي اسلام جار والي هرات، ينطويان على نظرة متشددة للغاية تجاه الشيعة، ويعتبر الكتابان أن الشيعة هم أصحاب البدعة، وإن لا نبالغ، فانهم يعتبرون الشيعة أقلية دينية، لا أقلية مذهبية. ولهذا السبب، فان طالبان ترى أن الشيعة لا يستحقون التمتع بالحقوق الاسلامية والانسانية، وقد حاولت على مدى السنوات الثلاث الماضية، لوضع قيود كبيرة على الشيعة في أفغانستان خطوة فخطوة.
طالبان لا تعترف بالشيعة
وتابع موسوي مبلغ أن طالبان وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، لم تلب البتة مطالب مجلس علماء الشيعة والشخصيات الشيعية، لا بل وجهت الإهانات إليهم. لذلك فان المتوقع أن تعلن طالبان رسميا أنها لا تعترف بالمذهب الشيعي فحسب، بل لا تعترف بالشيعة أصلا.
وردا على سؤال حول سبب عدم اعتراف طالبان رسميا بالمذهب الشيعي قال أن أهم نقطة هي أنهم يعتبرون في أسسهم الفكرية، بان الشيعة هم من أصحاب البدع. لديهم مشاكل أساسية وفكرية وايديولوجية مع الشيعة. وعلى النقيض من أن طالبان تعتبر من الحنفيين المعتدلين، لكنهم يمثلون جهاز استخباراتي ذات رؤية تكفيرية وكذلك أم التيارات التكفيرية في المنطقة. لذلك فان نوعية رؤية طالبان تجاه الشيعة، هي رؤية متشددة وتكفيرية، ولن يتم في نظام حكم طالبان الاعتراف رسميا بالمذهب الشيعي إطلاقا، ولن يتمتع الشيعة بالحقوق الانسانية والاسلامية في حكم طالبان.
القانون الجديد، يتسبب بمشاكل جديدة لطالبان
ومع ذلك فان أحمد موسوي مبلغ يذهب إلى أن صياغة القانون الجديد، سيثير مشاكل طالبان نفسها أكثر من الشيعة. وقال أنه لا يعتقد أن الظروف ستكون بسبب القانون الجديد، أكثر صعوبة للشيعة من الوضع الحالي، لان هذا القانون كان يطبق فعليا على الشيعة خلال السنوات الثلاث الماضية، ووُضعت قيود كبيرة عليهم. لذلك فان تطورا جديدا لن يطرأ للشيعة. لكن هذا القانون سيثير مشاكل لطالبان ذاتها.
وتابع أن بعض الشخصيات الشيعية كانت لحد الان تأمل في أن يتم في ظل الحوار وكذلك ممارسة الضغوط على طالبان، توفير جزء من حقوق الشيعة، لكن طالبان باتت الان ليست بصدد الاستجابة لأي من حقوق الشيعة، ولهذا السبب، فان التذمر من طالبان سيزداد بين الشيعة وباقي الناس.
وأعرب عن اعتقاده بان طالبان قد تزيد من تشددها ضد الشيعة وأن تضفي طابعا دينيا ومذهبيا على هذا التشدد، ولذلك تتسبب بمشاكل كثيرة للشيعة. لكن هذه المشاكل، هي نفسها التي كانت في السابق، بما فيها الدعاوى الحقوقية المطروحة في المحاكم. لكن استيفاء الشيعة، لحقوقهم لن يكون يسيرا. ومن ناحية أخرى، يبدو أن معارضة الشيعة وبعض العرقيات، لطالبان، تزداد وتيرتها يوما بعد يوم. ولهذا السبب فان طالبان قد تعاني أكثر مما يعاني منه الشيعة.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-28 07:43:41
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي