ٍَالرئيسية

خاص- زيارة الإمام الحسين “ع” لا حد لها من البركة والعطاء

خاص شفقنا-بيروت-
الأربعين موعدٌ لتجديد البيعة لسيد الشهداء “ع”، وحجٌ من كل حدبٍ وصوب، إلى قبلة العزة والإباء. هذه الزيارة العظيمة المفعمة بالنور والعشق، وما تكتنز في كل تفصيلٍ من تفاصيلها، وعملٍ من أعمالها، فيضًا إلهيًا وافر، ينهل من معينه المؤمنون عذب حلاوة الوصال بمن ضحى من أجل بقائهم وإسلامهم، وفي الأربعينية مسيرٌ وحشدٌ إيماني، تظهر فيه الصفات الإسلامية، ويسير فيه على الأقدام الرجال والنساء، صغار وكبار وعُجّز، ويتحملون مشقات وعناء التعب والإرهاق طمعًا بالوصول إلى تلك الحضرة الملكوتية، للتعبير عن عقيدتهم وولائهم وثباتهم على النهج الحسيني المحمدي الأصيل، وللتأكّيد على صدق استعدادهم للتضحية في سبيل هذه الثورة التي حفظت الإسلام، وشعارها الصادح يوم عاشوراء كان “هيهات منا الذّلة”.
والزيارة الأربعينية لم تعد مرتبطة فقط بأداء مناسك الزيارة للأضرحة المشرفة، بل حولتها العصور، عامًا بعد عام، لتكون محطةً منتظرة بلهفةٍ وشوق، وتُستقبل بدموعٍ وخدمة، ودليلنا على ذلك طرق المشاية التي تنتهي بكربلاء، فهناك العاشقون جمعوا زاد العام كله، ونذروه لخدمة زائري المولى أبي عبد الله الحسين “ع”، يتنافسون حبًا، للتشرف بخدمتهم، وتأمين سبل راحتهم، وإكرامهم. هذه الشعائر كرست كربلاء وأحداثها في النفوس، وساهمت بتأكيد المؤكّد، إن لقتل الحسين “ع” حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ولن تبرد أبدًا.

وفي هذا السياق لفت رئيس الجمعية العاملية لإحياء التراث الشيخ قاسم المصري في حديثٍ خاص لوكالة “شفقنا” إلى أنّ “زيارة الإمام الحسين “ع” في الأربعين أو في غيرها من المناسبات لها فضلٌ عظيم، وفيها من البركة والرحمة ما لا يمكن لإنسان أن يحصيه عدد، فالإمام “ع” حفظ بدمه بقاء الدين واستمراره إلى الأجيال جيلًا بعد جيل إلى يوم القيامة”، مؤكّدًا أنّه لولا ثورة الإمام “ع” لم يكن ليبقى الدين ولم يكن ليستمر، فيكون بذلك ارتباطنا بالإمام الحسين “ع” وما فيه من بركات، استمرارٌ لتلك العطاءات التي لا حدود لها”.
وأردف: “الإمام الصادق “ع” يقول: “نحن أهل بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة”، لذلك فإن الرحمة والنعمة والبركة منهم وإليها، وكل ما نتحدث عنه خاضعٌ لهذه العناوين الثلاثة”، مشيرًا إلى أنّ “أعرابيًا جاء ذات يوم ودخل على الإمام الصادق “ع” قادمًا من اليمن لزيارة الإمام الحسين “ع”، فقال له الإمام ما ترون في زيارته؟ فقال إنّنا نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا”، لذلك فإن هذا الإنسان الأعرابي اليمني، وجد في زيارة الإمام الحسين “ع” حسًا ماديًا ومعنويًا ونفسيًا وفي جميع حوائجهم، فقال الإمام الصادق “ع”، أفلا أزيدك من فضله فضلًا، وهذا يعني أنّ الإمام الصادق أقر ذالك الفضل الذي اعتقده وشاهده وأحس به اليماني، وقال: “أزيدك من فضله فضلًا يا أخ اليمن، قال زدني يابن رسول الله”ص”، قال (ع) “إن زيارة أبا عبد الله الحسين “ع” تعدل حِجَّة مقبولة متقبلة زاكية مع رسول الله”ص”، فلم يزل الإمام الصادق “ع” يزيد حتى قال ثلاثين حِجَّة مبرورة متقبلة ذاكية مع رسول “ص””.

ولأنّ كربلاء فيها من الفيض الحسيني ما لا يعد ولا يحصى، تترتب على هذه الزيارة الكثير من الآثار المعنوية والمادية، ومن هنا قال الشيخ المصري إنّ “زيارة الإمام الحسين “ع”، وخاصة المشي في زيارته، لها آثار كبيرة، سواء في الأربعينية أو غيرها، ولكن قد تتأكد في زيارة الأربعين لأنّها أصبحت شعيرةً من شعائر الإنسان المؤمن منذ الأزمنة الخالية، تلك الأزمنة التي حوسب الناس فيها كثيرًا بسبب إصرارهم على الزيارة بقطع الأيدي وبالتفجيرات وبكثير من المسائل الأخرى”، مشيرًا إلى أنّ “آثار هذه الزيارة المادية والمعنوية بقيت في قلوب المؤمنين إلى يومنا هذا وتتعاظم يومًا بعد يوم، حتى ورد في كامل الزيارات عن أثر المشي لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه عن الإمام الصادق “ع” قوله لعلي بن مأمون الصائغ، حيث قال “يا علي زر الحسين ولا تدعه، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب، قال:من أتاه ماشيًا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة، فإذا أتاه وكّل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفورًا لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبدًا، ولا تراك ولا تطعمك أبدًا”.

وتابع: “أما الآثار المادية لزيارة الإمام الحسين فيراها كل إنسان منّا، فملايين البشر يأتون وتسأل كل أصحاب المضائف على الطرق المؤدية إلى كربلاء، من أين لكم هذا وكيف لكم هذا العطاء؟ فيقولون بركة الإمام الحسين”ع””، لافتًا إلى أنّه واجه العديد من أصحاب هذه المضائف الذين قالوا بأنّهم لا يعرفون كيف يرزقون من بركة زيارة الإمام الحسين، وأحدهم قال إن كل هذه المائدة وزيادة الرزق أتت بفضل أنّنا كنا نأتي لزوار الإمام الحسين “ع” فنأخذ غبارهم، من ثم نضعه في الماء ونسقي به أشجارنا، فبارك الله في ثمارها، فصرنا من أثر تلك البركة نقتطع شيئًا لأربعينية الإمام الحسين”ع” وكل عام تزداد البركة وتزداد الأمور المادية”.
وأضاف: “ومن النواحي المعنوية، فإني….

لمتابعة القراءة اضغط هنا

مهدي سعاديشفقنا

المصدر
الكاتب:منیر کابالان
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-24 03:10:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى