ٍَالرئيسية

هؤلاء جواسيس إسرائيليون بأعلى مناصب في شركات عالمية!

العالم- فلسطين المحتلة

ولا يقتصر دور هذه الشركات وغيرها على إداراتها والصفقات المشتركة والدعم الذي يتلقاه الجيش بموجبها، إلا أنه يمتد إلى العديد من الموظفين والمديرين البارزين في هذه الشركات، وهم من الذين خدموا سابقا في وحدة 8200 الإسرائيلية البارزة.

ماذا نعرف عنها؟

الوحدة 8200 من أهم مكونات مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتأسست في منتصف القرن العشرين، وتهدف إلى التنصت وفك التشفير بهدف إيصال المعلومات والتحذيرات للقيادة المركزية وهيئة الأركان.

وتعود أولى خطوات عملها إلى فترة الثلاثينيات خلال فترة الانتداب البريطاني، إذ وجدت آنذاك عدة كيانات تسعى لجمع المعلومات وفك التشفير، وحاولت مجموعات شبابية كثيرة الاهتمام بالأمر، وفي هذه الظروف نشأت هذه الوحدة وعُرفت حينها في وسائل الإعلام باسم “وحدة التحصيل المركزية”.

وفي نهاية عام 1948 اندمجت هذه المجموعات وأُسست الوحدة 8200، وانتقلت إلى يافا، وتكونت فيها فرق استماع استراتيجية ووحدات متنقلة وبدأت عملياتها بإشراف كل من مردخاي ألموغ وأبراهام إيلوني.

وتأخذ الوحدة مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

وخلال العقد الأخير، شغلت الوحدة العديد من الأقسام في عمليات ينفذها جيش الاحتلال، تطلبت موارد مادية وبشرية؛ لكنّ عمل الوحدة الأساسي هو جمع الإشارات الإلكترونيّة، ما يُعرف علميّا بـ “سيغنت”، فيمكننا القول إنه بإمكان الوحدة الاستخباراتية 8200 الاستماع إلى أيّ محادثة، وقراءة أيّ رسالة إلكترونيّة أو حتى اعتراضها.

ويستطيع جنود الوحدة الحصول على معلومات مختلفة، كمكان وجود “المحاربين الأعداء” من خلال التنصت، وخلال تصاعد العدوان على قطاع غزة عام 2914، اتصل ممثلو الجيش بالعديد من المدنيين لإخبارهم بترك أماكن وجودهم لأنها على وشك الانفجار؛ وفي الغالب وصلت المعلومات حول المكان، وأيضًا أرقام الهواتف من وحدة 8200، بحسب ما ذكرت “القناة 12” الإسرائيلية.

وتُساهم هذه الوحدة أيضا في أوقات الحرب، وتُشارك في جميع عمليّات الجيش تقريبا، بما في ذلك الاغتيالات المُستهدفة، وتحديد مواقع “العدوّ” أثناء الحرب من خلال المعلومات التي تصل عبر سمّاعاتهم.

كيف يتم الانضمام للوحدة؟

لا تُعَد الوحدة 8200 فوجا عاديا، وتُوصَف الوحدة بأنها “وكالة الأمن القومي الإسرائيلية” وتقع حاليا في قاعدة عملاقة بالقرب من بئر السبع في صحراء النقب، وهي أكبر وحدة في جيش الاحتلال، وواحدة من أكثر وحداته تميزًا.

وبحسب تحقيق لموقع “مينت بريس نيوز” يتنافس ألمع العقول الشابة في “إسرائيل من أجل الخدمة فيما وُصبت بـ “جامعة هارفارد الإسرائيلية”، ويتم وضع أعضائها في اختبارات يومية تُوصف بأنها “مسألة حياة أو موت”، ويتم تدريبهم على التعلّم المستمر من خلال التجربة والخطأ.

ويأتي التدريب على استخدام أحدث وسائل التقنية في مجالات التجسس الدولي، والاختراق الإلكتروني، بمنزلة مهام يومية يمارسها آلاف المجندين بالوحدة، وهو ما يمنحهم المهارات والخبرات اللازمة لبناء شركاتهم الخاصة فيما بعد، ويجعل الشركات العالمية تتنافس عليهم بعد إنهاء خدمتهم.

عن هذا، يقول الباحث والمحلل بمركز “غارتنر”، واسمه أفيفا ليتان، إن “هذه الطفرة في صناعة الأمن السيبراني في “إسرائيل” تُنسب لرواد الأعمال ذوي الخلفيات العسكرية، الذين قضوا خدمتهم في وحدات النخبة الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني”، ثم جلبوا خبراتهم العسكرية إلى القطاع الخاص.

وفلا توجد قوانين تضع لأعضاء الوحدة حدودا لما يمكن استخدامه، تقنيا أو مهاريا، وذلك في سبيل “حماية الأمن السيبراني الإسرائيلي”، كما أن احتلال للضفة الغربية والسيطرة على قطاع غزة يُوفِّر ما يشبه “ساحات تجارب واسعة ومجانية وآمنة لاختبار التقنيات التي تستخدمها أو تطورها تل أبيب، وهو ما يجعلها جاهزة بصورة شبه مثلى للاستخدام الداخلي أو لتصديرها للعالم”.

إلى الشركات العاملية

ووصل مئات العملاء السابقين لوحدة 8200 إلى مناصب نفوذ في العديد من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك: غوغل وميتا ومايكروسوفت وأمازون وغيرهم، بحسب تحقيق “مينت بريس”.

وبحسب منصة التوظيف الشهيرة ” لينكد إن”، يوجد حاليا ما لا يقل عن 99 من قدامى الأعضاء في الوحدة 8200 يعملون حاليا في غوغل، رغم أن هذا الرقم يقلل بالتأكيد من حجم التعاون بين المنظمتين، نظرا لأنه لا يشمل الموظفين السابقين في الشركة، ولا يشمل أيضا أولئك الذين ليس لديهم حساب عام على منصة التوظيف الشهيرة.

ولا يشمل هذا الرقم أيضا أولئك الذين لديهم حساب، لكنهم لم يكشفوا عن انتماءاتهم السابقة لوحدة المراقبة الإسرائيلية عالية التقنية، لذلك من المرجح أن يكون هذا العدد أكبر بكثير، لأنه بحسب التحقيق يُحظر على العملاء صراحة الكشف عن انتمائهم إلى الوحدة 8200.

غافرييل جويدل

بين عامي 2010 و2016، خدم جويدل في الوحدة 8200، وترقى ليصبح رئيس التعلم فيها، وقاد فريقا كبيرا من العملاء الذين قاموا بفحص بيانات الاستخبارات “لفهم أنماط النشطاء المعادين”، على حد تعبيره، ونقل هذه المعلومات إلى رؤسائهم.

ومن غير المعروف ما إذا كان هذا يشمل أيا من أكثر من 1000 مدني من غزة قتلتهم “إسرائيل” أثناء قصفها لغزة عام 2014.

تم تعيين جويدل مؤخرًا رئيسًا للاستراتيجية والعمليات في غوغل.

إيمي بالمور

واحدة من أكثر الأشخاص نفوذًا في شركة ميتا، وعضو مجلس الإشراف المكون من 23 شخصا، الذي يقرر المحتوى الذي يجب قبوله على المنصة، وما يجب مراقبته وإيقافه.

وتعد بالمور إحدى قدامى الاعضاء بوحدة 8200، وشغلت منصب مدير عام وزارة القضاء، عملت على إنشاء “وحدة الإحالة على الإنترنت”، التي تأسست لإجبار فيسبوك لمحاربة المحتوى الفلسطيني.

إيال كلاين

شغل منصب رئيس علم البيانات في فيسبوك ماسنجر من أيار/ مايو 2020 حتى أيلول/ سبتمبر 2022، وقاد سابقا فريقا مكونا من 20 عالما ومديرا للبيانات، وتم تكليفه بحل مشكلات الخصوصية لمستخدمي منصات ميتا.

وعمل كلاين أيضا في وحدة 8200 سيئة السمعة لمدة ست سنوات برتبة ضابط.

جوناثان كوهين

كان قائد فريق أثناء عمله في وحدة 8200 في الفترة ما بين 2000 و2003، ومنذ ذلك الحين أمضى أكثر من 13 عامًا يعمل في شركة غوغل في مناصب عليا مختلفة، وهو يشغل حاليا منصب رئيس قسم الرؤى والبيانات والقياس.

جوناثان كوهين: كان كوهين قائد فريق أثناء فترة عمله في الوحدة 8200 (2000- 2003). ومنذ ذلك الحين أمضى أكثر من 13 عامًا يعمل في جوجل في مناصب عليا مختلفة، وهو حاليًا رئيس قسم الرؤى والبيانات والقياس.

تجنيد نشط

يذكر شركة مايكروسوف العملاقة التي يقع مقرها في سياتل تعتمد أيضا بشكل كبير على أعضاء سابقين في الوحدة 8200 لتصميم وصيانة جهازها الأمني العالمي.

ومن الأمثلة على هذه الظاهرة باحثو الأمن: ليا يشوع، ويوغيف شطريت، وجوني ميروم، وميتار بينتو، ويانيف كارمل… إضافة إلى مهندس برامج حماية التهديدات جيلرون تسابكيفيتش، وعالمة البيانات دانييل بوليج.

وشمل هذا التوظيف مسؤول استخبارات التهديدات إيتاي جرادي، ومدير منتجات الأمن ليات ليشا، وفي حالات ميروم وكارمل وبينتو، فلقد انتقلوا مباشرة من الوحدة 8200 إلى فريق مايكروسوفت، ما يشير مرة أخرى إلى أن مايكروسوفت تقوم بتجنيد نشط من الفوج.

كما أنه تم تصميم وصيانة منتجات أمان أخرى من مايكروسوفت مثل برنامجها لمكافحة الفيروسات، وبرامجها السحابية بواسطة أفراد سابقين في الوحدة 8200، ومن بينهم المهندس المعماري السابق مايكل بارغوري، ومدير هندسة البرمجيات الرئيسي شلومي هابا، ومديرو هندسة البرمجيات الكبار يانيف يهودا، وأساف إسرائيل، وميشال بن يعقوب، ومدير المنتجات الكبير تال روسلر، ومهندس البرمجيات آدي غريفير، ومدير المنتجات يائيل جينوت.

أخطاء سابقة

وعلى الرغم من كافة التقنيات التي تستخدمها الوحدة والأدوات الواسعة المتاحة لها دون قيود على الضفة وغزة، ومعاييرها العالية في اختيار الأعضاء، إلا أنها فشلت بالتنبؤ بعملية طوفان الأقصى التي بدأتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ووصفت علمية طوفان الأقصى بالفشل الاستخباراتي الكبير بالنسبة للاحتلال، كما أن جيش الاحتلال نفسه أقر أنه لاحظ تحركات غريبة في قطاع غزة ليلة انطلاق العملية، إلا أنه لم تكن هناك أي تحذيرات استخباراتية.

وجاء ذلك في حالة مشتبهة لما حصل في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، عندما سقط العديد من عناصرها في أيدي القوات السورية، ما تسبب في خسارة “إسرائيل” عيونها وآذانها في سوريا.

وتسبب ذلك بعملية تطوير شاملة في المهام نفسها، فأصبحت الوحدة “أكاديمية تعليمية تقنية” شاملة، ليس فقط للمهارات الفائقة التي يمتلكها أو يتعلمها أعضاؤها الممثلون بالأساس لنخبة المجتمع الإسرائيلي.

ومن تاريخ أخطاء الوحدة كان الكشف عن هوية قائدها السرية التي تخضع لتكتم كبير، نظرا لأنه يلعب أحد أكثر الأدوار حساسية في جيش الاحتلال، ويقود وحدة تعد من أقوى وكالات المراقبة في العالم.

وتسبب خطأ ساذج كما وصفه مختصون، إلى الكشف عن هوية رئيس الوحدة الإسرائيلية ومهندس إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، واسمه “يوسي ساريئيل”، بعدما كشف كتاب مكتوب باسم مستعار عن حسابه على “غوغل” حسب تحقيق نشر في صحيفة “الغارديان”.

وتتعلق الثغرة الأمنية المحرجة، كما وصفها التحقيق، بكتاب نشره ساريئيل على “أمازون”، وترك أثرا رقميا لحساب خاص بغوغل تم إنشاؤه باسمه إلى جانب معرفة هويته الفريدة وروابط خرائط الحساب وملفات تعريف التقويم.

وقالت الصحيفة إنها تأكدت من مصادر متعددة أن ساريئيل هو المؤلف السري لكتاب “ّذا هيومن ماشين تيم”، الذي يقدم رؤية جذرية لكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات.

ونشر الكتاب عام 2021، باستخدام اسم مستعار يتكون من الحرفين الأولين لاسمه، العميد “YS”، وهو يوفر مخططا للأنظمة المتقدمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-15 01:08:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى