ٍَالرئيسية

سياسة الانتقام.. بعد تصفية هنية، من هم أبرز قادة “حماس” الذين اغتالتهم إسرائيل؟

شفقنا- فجر الأربعاء 31 يوليو، أعلنت السلطات الإيرانية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قصف جوي عن بعد استهدف منزلاً في العاصمة الإيرانية طهران.

التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت بشكل كامل حيال عملية الاغتيال تلك وأعطت تعليمات بعدم التصريح حول مسؤولية إسرائيل عن العملية، لكن 3 من وزرائها سارعوا لمباركة اغتيال هنية والتفاخر بهذا “الإنجاز”.

الصحافي الإسرائيلي البارز بن كاسبيت، اعتبر العملية إشارة على “إعادة بعث إسرائيل القديمة للحياة” قاصداً أعمال الاغتيالات الخارجية “بقوة تكنولوجية دقيقة مهنية بدم بارد”، حسب ما ذكر في مقاله بصحيفة معاريف.

فما أبرز عمليات الاغتيال ضد قادة حماس؟ 

منذ ظهور حركة المقاومة الإسلامية حماس لاعباً بارزاً في النضال الفلسطيني، استهدفت إسرائيل شخصيات رئيسية داخل الحركة، في مسعاً منها لإضعاف قوتها. وفيما تزعم إسرائيل إن هذه الإجراءات ضرورية للأمن القومي، كانت أيضاً مصدراً للجدل والإدانة، حيث ترك اغتيال هؤلاء القادة أثراً دائماً في حماس، مما دفع الحركة للتكيف والتطور في مواجهة التحديات المستمرة والتغلب عليها.

وفي استكمال لمسلسل سياسة الانتقام الذي تمارسه منذ عقود عبر استهداف قادة المقاومة الفلسطينية، اغتالت إسرائيل مساء الثلاثاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري واثنَين من قادة كتائب القسام في قصف استهدف مكتب الحركة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

اغتيال العاروري يسلط الضوء على أبرز عمليات الاغتيال التي طالت قادة وكوادر حركة حماس منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، التي لم تفرق بين الكوادر السياسية والعسكرية في الحركة. وفيما يلي قائمة بأبرز قادة الحركة الذين اغتالتهم إسرائيل على الترتيب بحسب تاريخ الاغتيال:

عماد عقل (1993)

يعتبر عماد عقل من أبرز القادة العسكريين لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وأحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية. ذاع صيته في العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلية لدرجة أن رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين لقبه بـ”الأسطورة”.

وُلد عماد حسن إبراهيم عقل في يونيو/حزيران 1971، لعائلة متدينة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وكان والده يعمل مؤذناً في مسجد الشهداء في المخيم.

وبتهمة الانتماء إلى حركة حماس، اعتقلته إسرائيل لمدة سنة ونصف في عام 1988. وفور خروجه من المعتقل، عاد إلى نشاطه السابق وأعيد اعتقاله عام 1990 لمدة شهر ونصف وبعدها اتجه إلى العمل المسلح في صفوف كتائب القسام.

وبعد أن نفذ عقل عشرات العمليات العسكرية، وبات المطلوب رقم واحد لدى إسرائيل التي كثفت جهودها للوصول إليه، تمكنت اسرائيل من الوصول إليه في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993، إذ حاصرت قوة عسكرية منزلاً بحي الشجاعية في مدينة غزة واغتالته مع أحد مساعديه.

وتكريماً لبطولاته، أنتجت حماس فيلماً عن حياة عماد عقل عام 2009 حمل عنوان “عماد عقل.. أسطورة المقاومة”.

يحيى عياش (1996)

أطلق عليه الفلسطينيون لقب “المهندس”، فيما وصفته إسرائيل بعديد من الأوصاف التي ترعبها، فهو الثعلب والرجل ذو الألف وجه والعبقري والمطلوب رقم واحد. ويعد عياش المهندس الذي زلزل أمن إسرائيل، وأدخل على قاموس المقاومة مفهوم السيارات المفخخة، والعمليات الاستشهادية.

ولد يحيى عبد اللطيف عياش في 6 مارس/آذار 1966 في بلدة رافات، التابعة لمحافظة سلفيت في الضفة الغربية. وبفضل تفوقه الدراسي تأهل يحيى عياش لدراسة الهندسة، إذ انضم إلى جامعة بيرزيت قرب مدينة رام الله لدراسة الهندسة الكهربائية. وانضم إلى حركة حماس في سن مبكرة، وبدأ يظهر نشاطه السياسي في أثناء فترة دراسته في الجامعة من خلال الانخراط في الكتلة الإسلامية.

وبرز عياش خلال فترة الانتفاضة الأولى في صفوف كتائب عز الدين القسام، وركز جهوده على مجال تصنيع المتفجرات والسيارات المفخخة. ونجح في نقل المعركة إلى قلب المناطق الآمنة داخل إسرائيل، حيث زعم كثيرون أن أجهزتها الأمنية تسيطر تماماً على هذه المناطق.

وبعد أن أصبح كابوساً يهدد أمن إسرائيل، وصفه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في ذلك الوقت بأنه “معجزة”. فيما تمكنت المخابرات الإسرائيلية من اغتيال عياش في الخامس من يناير/كانون الثاني عام 1996. إذ جرى استخدام مادة متفجرة وُضعت في بطارية هاتفه النقال لتفجيرها، مما أدى إلى استشهاده.

جمال منصور (2001)

جمال منصور من مواليد عام 1960 في مخيم بلاطة للاجئين القريب من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. ويعد منصور، الحاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والعلوم الإدارية، من المؤسسين الأوائل لحركة حماس.

 

وشغل منصب المتحدث الرسمي باسم حركة حماس في الضفة الغربية، وكان واحداً من كبار القادة لسنين طويلة، الأمر الذي عرضه لملاحقة القوات الإسرائيلية. وفي يوليو/تموز من عام 2001، اغتالته إسرائيل داخل مكتب الإعلام والدراسات التابع لحماس في نابلس بقصف طائرة إسرائيلية.

صلاح شحادة (2002)

يعتبر صلاح شحادة المؤسس الفعلي للذراع العسكرية لحركة حماس. فأسس في عام 1984 – قبل ثلاث سنوات من تأسيس حماس- جهازاً عسكريا حمل اسم “المجاهدون الفلسطينيون” كان عبارة عن مجموعة من الخلايا السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد إسرائيل. وظل صلاح شحادة على رأس قيادة التنظيم إلى أن تحول إلى كتائب عز الدين القسام في عام 1991.

ولد شحادة في فبراير/شباط 1952 في مخيم الشاطئ في قطاع غزة. وفي شبابه، سافر إلى مصر ليدرس في معهد الخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، وبعد أن تحصل على درجة البكالوريوس، عاد إلى غزة وعمل في منصب مفتش الشؤون الاجتماعية للقطاع.

اعتقلته إسرائيل من عام 1988 إلى عام 2000. وبعد عامين من إطلاق سراحه، اغتيل بغارة إسرائيلية استهدفت منزله في حي الدرج شرقي مدينة غزة في يوليو/تموز 2002، مما أدى إلى مقتل صلاح شحادة و18 شخصاً بينهم زوجته ومرافقه القيادي في كتائب القسام زاهر نصار.

إسماعيل أبو شنب (2003)

اغتيل إسماعيل أبو شنب القيادي البارز في حماس والمشارك في الأنشطة السياسية والاجتماعية، في 21 أغسطس/آب 2003 في مدينة غزة. واستهدفته القوات الإسرائيلية بضربة صاروخية، معتبرة إياه لاعباً رئيسياً في الهيكل القيادي لحماس.

الشيخ أحمد ياسين (2004)

يعد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين أحد أبرز المؤسسين والزعيم الروحي لحركة حماس. وُلد في 28 يونيو/حزيران 1936 في قرية تاريخية تُدعى جورة عسقلان عام 1936. كان داعياً إسلامياً بارزاً في فلسطين، وهو أحد أعلام الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة، وأسّس وترأس أكبر جامعة إسلامية في غزة، المجمع الإسلامي.

في عام 1952، عندما كان في سن السادسة عشرة، تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثُرت في حياته بشكل دائم، أُصيب بكسر في فقرات العنق خلال لعبه مع بعض أصدقائه، ليتبين لاحقاً أنه سيضطر لقضاء بقية حياته وهو رهين الشلل الذي أصابه في تلك الفترة. وعانى كذلك من فقدان البصر في العين اليمنى بعد أن تعرض للضرب في أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية خلال فترة سجنه.

وأثار نشاط الشيخ ياسين في المجال الديني استياء السلطات الإسرائيلية، وفي عام 1982 اعتُقل واتُّهم بتشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً، لكنه أُطلق سراحه مرة أخرى عام 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

وفي عام 1987، توصل الشيخ أحمد ياسين إلى اتفاق مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة الذين كانوا ينتمون إلى تيار أفكار الإخوان المسلمين، وقرروا تشكيل حركة حماس الاسلامية بهدف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تحرير فلسطين.

وللمرة الثانية، ومع تصاعد حوادث قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين، أقدمت السلطات الإسرائيلية في مايو/أيار 1989 على اعتقال الشيخ أحمد ياسين، وأصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكماً بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 15 عاماً إضافياً على الشيخ ياسين. لكن أفرج عنه في أكتوبر/تشرين الأول 1997 بعد محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمّان.

وفي 22 مارس 2004، استشهد الشيخ أحمد ياسين إثر إطلاق مروحيات الأباتشي الإسرائيلية 3 صواريخ عليه وهو جالس على كرسيه المتحرك خارج مسجد المجمّع الإسلامي في حي الصبرة بقطاع غزة، وفي هذه العملية استشهد 7 من مرافقي الشيخ وأُصيب اثنان من أبنائه.

عبد العزيز الرنتيسي (2004)

بعد أسابيع فقط من اغتيال الشيخ أحمد ياسين، استهدفت إسرائيل عبد العزيز الرنتيسي، وهو طبيب وسياسي فلسطيني، من مؤسسي حركة حماس ومن أبرز القيادات السياسية فيها. ففي 17 أبريل/نيسان 2004، استشهد الرنتيسي في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة. وكان قد تولى للتو قيادة الحركة في أعقاب اغتيال الشيخ أحمد ياسين.

ولد الرنتيسي في أكتوبر/تشرين الأول 1947 في قرية يبنا – تقع بين عسقلان ويافا. تفوق الرنتيسي في دراسته، الأمر الذي أهله للحصول على منحة لدراسة الطب في مصر، حيث حصل على بكالوريوس طب عام في سنة 1971 ثم على ماجستير في طب الأطفال في 1975.

وخلال عمله طبيباً في مستشفى خان يونس الرئيسي، اصطدم الرنتيسي مراراً مع قوات الاحتلال، وأمضى خلال الفترة من 1983 إلى 1997 نحو عشر سنوات متفرقة داخل معتقلات الاحتلال.

 

في يونيو/حزيران 2003، نجا الرنتيسي من محاولة اغتيال بعد أن أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً على السيارة التي كان يستقلها في قطاع غزة، لكنه أصيب بجروح فقط.

نزار ريان (2009)

نزار ريان، أحد كبار القادة السياسيين والعسكريين في حماس، استهدفته إسرائيل خلال عملية الرصاص المصبوب في مطلع يناير/كانون الثاني 2009، ضربت غارة جوية إسرائيلية منزل ريان في جباليا، مما أدى إلى استشهاده وعدد من أفراد عائلته.

سعيد صيام (2009)

كان سعيد صيام قيادي في حركة حماس، وتولى منصب وزارة الداخلية الفلسطينية في حكومة حماس التي شكلتها بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006. واغتالته إسرائيل عام 2009 في غارة جوية نفذتها في أثناء الحرب على القطاع.

أحمد الجعبري (2012)

انضم أحمد الجعبري في بداية نشاطه السياسي إلى حركة فتح، لكن خلال وجوده في السجن تعرّف أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي فتوطدت علاقته بقادة حركة حماس التي انضم إليها بعد خروجه من السجن عام 1995.

وُلد أحمد الجعبري في قطاع غزة في عام 1960، وكان له دور كبير في النشاطات العسكرية والتكتيكات ضد إسرائيل. كما لعب دوراً مهماً في تنظيم وتنسيق الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل، وأشرف على عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، استُهدف أحمد الجعبري واغتيل في غارة جوية إسرائيلية في مدينة

 غزة.

المصادرة الجزیرة+ار تی+وکالات

النهایة

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-06 05:47:53
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى