داو جونز يتراجع بأكثر من 1200 نقطة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي
في بداية التداول، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 199 نقطة، أو 3.7%، إلى 5147.88، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا بنسبة 4.6%. ويبتعد المستثمرون عن أسماء شركات التكنولوجيا الكبرى التي كانت حتى وقت قريب تدفع السوق الأميركية إلى الارتفاع: فقد انخفضت أسهم أبل وميتا بنحو 5% في التعاملات المبكرة، بينما هبطت أسهم شركة إنفيديا لصناعة الرقائق الإلكترونية بنسبة 10%.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي قليلا إلى ما دون 1000 نقطة، أو 2.4%، إلى 38796 بحلول الساعة 10:15 صباحا بالتوقيت الشرقي، بعد انخفاضه بما يصل إلى 1238 نقطة.
بدأت الأسهم خسارة الأرض يوم الخميس بعد التقارير الضعيفة عن التصنيع والبناء، والتي أثارت المخاوف من أن الاقتصاد الأميركي قد ينهار أخيراً تحت ضغط أسعار الفائدة المرتفعة. ثم أظهرت بيانات حكومية يوم الجمعة أن التوظيف في الشهر الماضي كان أقل من المتوقع. أضعف بكثير من المتوقعوهذا يزيد من مخاوف وول ستريت من أن ما يسمى “الهبوط الناعم” للاقتصاد، والذي قد يتجنب فيه الاقتصاد الأميركي الركود على الرغم من أعلى أسعار الفائدة في 23 عاما، قد يتحول بدلا من ذلك إلى هبوط حاد.
وكتب بول كريستوفر رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية في ويلز فارجو في مذكرة بحثية يوم الاثنين “العامل الرئيسي الذي يتمتع بقوة البقاء هو تباطؤ الاقتصاد. كان المستثمرون يراقبون تزايد الضغوط المالية للأسر على مدى العامين الماضيين، ولكن خلال تلك الفترة، ظل نمو الوظائف أعلى من متوسطه في الفترة من ديسمبر 2009 إلى ديسمبر 2019 والذي بلغ 180 ألف وظيفة جديدة شهريًا”.
لكن تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة أظهر أن أصحاب العمل أضافوا 114 ألف وظيفة جديدة فقط الشهر الماضي، وهو عدد أقل بكثير من 175 ألف وظيفة توقعها خبراء الاقتصاد، كما أشار.
وامتدت موجة التراجع في الأسواق إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية، حيث هبط مؤشر الأسهم القياسي في اليابان بنسبة 12.4% يوم الاثنين. وكان مؤشر نيكاي قد انخفض بنسبة 5.8% يوم الجمعة، مما يجعل هذا أسوأ انخفاض له على الإطلاق في يومين.
وانخفضت الأسهم في كوريا وتايوان بشكل حاد، حيث تضررت الأسواق الآسيوية الثلاثة مع انسحاب المستثمرين من الشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي بسبب القلق من المبالغة في تقدير القطاع.
كما افتتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 2.3% إلى 17267.00 نقطة. وخسر مؤشر كاك 40 في باريس 1.9% إلى 7114.33 نقطة، وانخفض مؤشر فوتسي 100 في لندن بنسبة 2.1% إلى 8004.19 نقطة.
ولكن حتى مع التراجع الذي شهدته أسواق الأسهم الأميركية يوم الاثنين، لا تزال مؤشرات الأسهم الأميركية في منطقة إيجابية هذا العام. على سبيل المثال، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بلغت 9% حتى الآن هذا العام، حتى بعد احتساب هبوط سوق الأسهم في الأيام الثلاثة السابقة، في حين ظل مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا بنسبة 3%.
متى سيقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة؟
في ظل البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، يشعر وول ستريت بالقلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما أبقى على أسعار الفائدة المرجعية مرتفعة للغاية لفترة طويلة، مما يزيد من خطر الركود. أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية لم يتغير عندما التقى في 31 يوليو/تموز، سيجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي لمناقشة الظروف الاقتصادية وما إذا كان ينبغي له أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة ومتى ينبغي ذلك.
إن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يجعل اقتراض الأسر والشركات الأميركية للأموال أقل تكلفة، ولكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تؤدي التأثيرات إلى تعزيز الاقتصاد. وفي يوم الاثنين، دعا بعض المستثمرين بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى البدء في خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن لتجنب التباطؤ الاقتصادي.
وقال نايجل جرين الرئيس التنفيذي لشركة دي فير جروب وهي شركة مستقلة للاستشارات المالية وإدارة الأصول في رسالة بالبريد الإلكتروني “يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبدأ في تخفيف السياسة النقدية بشكل أكثر قوة مما كان متوقعا من أجل تجنب الركود الوشيك في أكبر اقتصاد في العالم. كان بنك الاحتياطي الفيدرالي متخلفا عن المنحنى في بداية الدورة، ولا يمكنه أن يتحمل التخلف عن المنحنى هذه المرة أيضا”.
الركود في الولايات المتحدة بعيد عن أن يكون مؤكدا
على الرغم من أن المخاوف بشأن ضعف الاقتصاد الأميركي وتقلبات الأسواق قد انتشرت في جميع أنحاء العالم، فإن الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو، والركود لا يزال بعيدا عن اليقين.
من ناحية أخرى، يظل الاقتصاد قوياً، حيث أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني النمو بمعدل سنوي 2.8%وقد تجاوز هذا بكثير توقعات خبراء الاقتصاد التي كانت تشير إلى معدل نمو سنوي أضعف بنسبة 1.9%. وعادة ما يتسم الركود بربعين متتاليين من الناتج المحلي الإجمالي السالب.
ورغم أن تقرير الوظائف لشهر يوليو/تموز كان مخيبا للآمال، فإن المحللين يشيرون إلى أنه يعكس بيانات شهر واحد فقط، ويحذرون المستثمرين من أنه ينبغي لهم التريث في إصدار أحكامهم نظرا لأن التوظيف ربما تأثر أيضا بالإعصار بيريل.
وفي مذكرة بحثية صدرت يوم الاثنين، أشارت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأمريكتين في إدارة الثروات العالمية في يو بي إس، إلى أنه “قد يكون من الخطأ أن نقرأ الكثير من البيانات في بيان واحد. فقد بلغ عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن عدم قدرتهم على العمل بسبب الطقس 436 ألف شخص؛ وهذا يقارن بمتوسط 33 ألف شخص في يوليو/تموز منذ عام 2000”.
—بتقرير من وكالة اسوشيتد برس.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.cbsnews.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-05 16:15:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل