وأضاف في بيانه أن اغتيال “الشهيد السعيد إسماعيل هنية الرئيس المجاهد والشجاع للمكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومرافقه” تم بتخطيط وتنفيذ من “الكيان الصهيوني ودعم الحكومة الأمريكية المجرمة” له.
واكد الحرس الثوري في بيانه الجديد أن الثأر لـ “الشهيد إسماعيل هنية” حتمي وأن الكيان الصهيوني المغامر والإرهابي سيتلقى الرد على هذه الجريمة ألا وهو “العقاب القاسي” في الزمان والمكان والطريقة المناسبة والحاسمة.
ويأتي هذا البيان للحرس الثوري الايراني لينفي نفيا باتا السردية الغربية التي دأب الإعلام الغربي بعد عملية الاغتيال على الترويج لها من أن هنية اغتيل بواسطة قنبلة كانت مزروعة من قبل في غرفته.
وكانت وكالة “تسنيم” الايرانية للأنباء قد نقلت عن “مصدر مطلع” نفيه للتقرير الذي أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” حول تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية في طهران وقال أن هذا التقرير مليء بالأكاذيب واستمرار للحرب النفسية الاسرائيلية وليس له أي قيمة إعلامية أو معلوماتية.
ورأى هذا المصدر الايراني أن “الكيان الصهيوني قد تجاوز خطاً أحمر مهماً وارتكب جريمة اغتيال وحشية وجبانة، يجب التحقيق بتفاصيلها؛ لكنه سارع إلى استنفار عناصره الأمنية في وسائل الإعلام لإرباك الناس والخبراء عبر نشر تفاصيل كاذبة واستكمال عمله الإرهابي” وذلك في إشارة منه إلى كاتب المقال في نيويورك تايمز رونين بريجمان الذي اعتبره المصدر الايراني أنه عنصر استخباراتي تابع لاسرائيل.
وأكد المصدر الايراني الذي حاورته “تسنيم” الرواية التي أوردها الحرس الثوري في بيانه الاخير بقوله أن “فحص جثمان الشهيد ومكان الحادث، يبين بشكل واضح أن الاغتيال لم يكن ناجما عن انفجار قنبلة مزروعة في مكان إقامته. وتظهر آخر نتائج التحقيقات أن مقذوفاً من الخارج، اخترق المبنى بواسطة طائرة مسيرة أو حاملة أخرى وأحدث انفجارا. لذلك، في هذا الاغتيال، لم يتم استخدام العامل البشري وزرع قنبلة، بل تقنيات إرهابية جديدة.”
والرواية ذاتها أكدتها حركة حماس إذ تحدث ممثلها في ايران خالد القدومي عن اللحظات الأخيرة في حياة إسماعيل هنية، وقال “أنه في تمام الساعة 1:37 دقيقة حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، فرأيت دخانا كثيفا، وبعد ذلك عرفنا أن الحاج أبو العبد قد استشهد” مشيرا إلى أنه “كان هناك وميض”.
وأضاف في مقابلة مع موقع “العربي الجديد” الإلكتروني “من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى ظننت أنه حصل رعد أو زلزال، ففتحت النافذة لم أجد مطرا أو رعدا، فالجو كان حارا، وذهبنا إلى الطابق الرابع الذي كان فيه الشهيد فوجدنا أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقط وتدمر.”
وتابع القدومي “من الواضح من شكل المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد تم بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخا أو قذيفة.”
وأكد أن رواية “نيويورك تايمز” تنفيها شهادات وحقائق على الأرض، مؤكدا أن الهدف من هذه الروايات والتصريحات هو رفع المسؤولية المباشرة عن الاحتلال الإسرائيلي لاحتواء تبعات الجريمة والرد عليها.
كما تؤكد المصادر الايرانية أن هذا القبيل من السردية الإعلامية هو كذب وزيف وأن مؤسس هذا النوع من الإعلام في الغرب هو غوبلز، وزير إعلام هتلر، وبات الإعلام الغربي يتبع أباه الروحي هذا.
وأما ايران فقد أكدت على “الثأر” و “الرد الصارم والقاسي” على اسرائيل وتؤكد التصريحات الرسمية لكبار المسؤولين الإيرانيين بوضوح أن طهران “سترد حتماً”، وأنها “تستخدم في ذلك حقاً مشروعا وقانونياً.”
ودعت ايران على لسان وزير خارجيتها بالانابة علي باقري إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة اغتيال هنية والتنديد بالاغتيال. وأجرى باقري في هذا الخصوص اتصالات هاتفية مع العديد من وزراء الخارجية العرب والأمين العام للأمم المتحدة، إذ أعربت الدول العربية بما فيها العربية السعودية وقطر عن ترحيبها بانعقاد هذا الاجتماع باسرع ما يمكن.
وفيما أكد باقري أن ايران لن تتسامح تجاه إسرائيل، بعد اغتيال إسماعيل هنية، قال في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “لن نتخلى عن حقنا في الرد” على إسرائيل.
وبينما سيطرت عبارات الثأر والرد على اسرائيل على المشهد السياسي الايراني، دعا العديد من الأوساط الإعلامية في ايران إلى اتخاذ إجراءات داخلية ومراجعة للأجهزة الأمنية في ظل أحاديث عن وجود مندسين محتملين ومعالجة الثغرات الأمنية المحتملة.
لكن كيف سيحصل الرد الايراني على اسرائيل، وهو السؤال الذي يتداوله ويطرحه معظم المراقبين الذين يرون أن ثمة سيناريوهات متعددة للرد على اغتيال هنية، من بينها أن طهران قد ترد كما فعلت في نيسان/إبريل الماضي، حين أطلقت أكثر من 300 طائرة مُسيرة وصاروخ باتجاه إسرائيل.
وهذه الضربة الإيرانية على إسرائيل، سُميت بعملية الوعد الصادق وتمثلت في هجمات عسكرية جوية بطائرات مُسيرة وعدد من الصواريخ البالستية شنها الحرس الثوري الإيراني، في ليل 13 وحتى فجر 14 نيسان/إبريل 2024 على إسرائيل. وجاءت هذه الضربة كرد فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، والتي استشهد فيها 16 شخصا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.
بيد أن مصادر غربية تتحدث عن أن إيران قد تهاجم مع حلفائها في اليمن والعراق، إسرائيل على أن يتبعها “حزب الله” في لبنان بهجوم منفصل لاحق.
من جانب آخر، أكد محللون وخبراء سياسيون أن اسرائيل اثبتت من خلال اغتيالها إسماعيل هنية، أنها لا تريد وقف حربها العدوانية التي تشنها على غزة والإبادة الجماعية التي تجترحها هناك ضد الأهالي الأبرياء. لان هنية كان وجها بارزا في محادثات وقف إطلاق النار بوساطة قطرية، لذلك جاء اغتياله بمنزلة وقف تقدم هذه المفاوضات واستمرار آلة القتل الاسرائيلية في غزة.
وحتى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال أن “نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد بغزة يدفع لتساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه”.
ويؤكد المراقبون الغربيون أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقف الحرب إطلاقا حتى بثمن التضحية بأرواح الأسرى الاسرائيليين. إنه جاهز للتضحية بهم، لان إرضاء نزعته الإجرامية والتيار اليميني المتشدد الذي يلتف حوله في حكومته، أهم بالنسبة له من أي شيء آخر.
يبقى أن نقول أن الشهيد إسماعيل هنية هو واحد من 40 ألف شهيد في قطاع غزة ارتقوا في حرب إبادة شاملة، 70% منهم أطفال ونساء وأن دماءهم الطاهرة ستكون لعنة تطارد الصهاينة وطوفانا جديدا يستكمل مشروع طوفان الأقصى لإيصاله إلى محطته الأخيرة بتحرير القدس الشريف وفلسطين.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-08-04 11:08:02
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي