ٍَالرئيسية

المرجعية والاستفتاءات.. حدود طاعة الأب والأم

شفقنا ــ أجاب مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني “دام ظله الوارف” على استفتاءات بشأن  “حقوق الوالدين”.

السؤال الأول:

هل يجوز للولد تنبيه الوالد على أخطائه التي تسبّب له ولأبنائه الإحراج مع الناس؟

الجواب: يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما.

السؤال الثاني:

هل تجب إطاعة الوالدين أم هي مستحب مؤكّد؟

الجواب: تستحب إطاعتهما، ولكن إذا كانت المخالفة موجبة لإيذائهما الناشئ من الشفقة على الولد لم تجز.

السؤال الثالث:

ما مدى طاعة الولد لوالديه، فقد ينهى أحد الوالدين ولده عن بعض المستحبات أو المباحات خصوصاً فيما يتعلّق بشؤون الولد الخاصّة به، كالعمل والقيام ببعض الأمور العرفيّة والاجتماعيّة التي يراها العرف راجحة أو طبيعيّة ومن دون أن يلحق الولد ضرر منها، وبعبارة ثانية: ما هو الضابط لإطاعة الولد لوالديه؟

الجواب: تجب مصاحبتهما بالمعروف وعدم إيذائهما، فلو كانت مخالفة الأمر أو النهي الصادر من أحدهما يرتبط بالشؤون الخاصة للولد موجبة لتأذّيه الناشئ عن شفقته على ولده لم تجز المخالفة وإلّا فلا بأس بها، وإن كان الأولى ترك مخالفتهما مهما أمكن.

السؤال الرابع:

طلب العلم واجب أم مستحب؟ وهل يجوز للابن مخالفة والديه إذا منعوه من الذهاب لطلب العلم؟ وهل يعتبر عاقّاً لهما إذا ذهب إلى طلب العلم وهما رافضان؟

الجواب: طلب علم الفقه والاجتهاد فيه واجب كفائي، وإذا لم يقم به مَن به الكفاية وجب على المكلّف، وليس لوالديه حينئذٍ منعه، أمّا إذا قام به مَن به الكفاية سقط وجوبه عن الباقين وأصبح مستحبّاً، وحينئذٍ إذا منعه عنه والداه فإنّ مخالفتهما فيه منافية للمعاشرة معهما بالمعروف، فتحرم المخالفة وإلّا فلا تحرم، إذ لا يجب على الولد سوى معاشرتهما بالمعروف ولا تجب عليه إطاعتهما في كلّ شيء.

السؤال الخامس:

هل يجوز للوالد أن يسرق من ولده سواء من المال أو غيره؟

الجواب: لا تجوز له السرقة، نعم إذا كان الوالد فقيراً وكان ولده ممتنعاً عن الإنفاق عليه ولم يمكن إجباره جاز له أن يأخذ من مال ولده بمقدار نفقة كلّ يوم بإذن الحاكم الشرعي.

السؤال السادس:

لو أمر رجل ولده أن يطلّق زوجته، فهل يجب عليه أن يطيعه في ذلك من جهة أنّ رضا الله من رضا الوالدين؟

الجواب: لا تجب إطاعته في مثل ذلك، وإنّما تجب معاشرته بالإحسان والاجتناب عمّا يوجب تأذّيه الناشئ من شفقته على ولده.

السؤال السابع:

هل يجوز للفتاة غير المتزوجة أن تقصّ شعرها من دون رضا أحد الوالدين أو كليهما؟

الجواب: لا يجوز لها مخالفتهما إذا كانت موجبة لتأذّيهما الناشئ من شفقتهما عليها.

السؤال الثامن:

شخص يدور أمره بين إرضاء أهله وبين إرضاء زوجته، فهل يطلّق زوجته إرضاءً لأهله أو يعمل العكس؟

الجواب: يأخذ بما يراه أصلح لدينه ودنياه، ويراعي جانب العدل والإنصاف، ويجتنب الظلم وإضاعة الحقوق.

السؤال التاسع:

إذا اطمأنّ المسلم بعدم رضا والده قلباً عن سفره إلى الخارج من دون أن يسمع المنع من لسان أبيه، فهل يجوز له السفر إذا كان الابن يرى مصلحته في ذلك؟

الجواب: إذا كان الإحسان إلى الوالد ــ بالحدود المشار إليها في جواب السؤال المتقدّم ــ يقتضي أن يكون بالقرب منه، أو كان يتأذّى بسفره شفقةً عليه لزمه ترك السفر ما لم يتضرّر بسببه، وإلّا لم يلزمه ذلك.

السؤال العاشر:

ما هي حدود طاعة الأب والأم؟

الجواب: الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:

الأوّل: الإحسان إليهما، بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة ويعدُّ تركها تنكّراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعةً وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوّة والضعف.

الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص: (وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل غفر الله لكما). هذا فيما يرجع إلى شؤونهما.

وأمّا فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه ممّا يترتّب عليه تأذّي أحد أبويه فهو على قسمين:

١ـ أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرّف المؤدّي إليه، سواء نهاه عنه أم لا.

٢ـ أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتّصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبّه الخير لولده دنيويّاً كان أم اُخرويّاً.

ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبييل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. وبذلك يظهر أنّ إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصيّة غير واجبة في حدّ ذاتها.

السؤال الحادي عشر:

هل يجوز الإتيان بالعبادة كالصلاة والصوم والحج وقراءة القرآن وإهداء ثوابها إلى الوالدين وإن لم يكونا مسلمين؟

الجواب: لا يحرم إهداء ثوابها إليهما برجاء تخفيف العذاب عنهما.

السؤال الثاني عشر:

ما حكم والد يطلب من ابنته لبس البوشية مع العلم بأنّ البنت تقلّد مَن لا يرى إشكالاً في إظهار الوجه أمام الأجنبي؟

الجواب: لا يجوز لها مخالفة الأب إذا كانت موجبة لتأذّيه الناشئ من شفقته عليها.

السؤال الثالث عشر:

ما حكم إساءة الأب معاشرة أولاده؟

الجواب: للأولاد على الأب حقوقاً عامّة ثابتة لغيرهم أيضاً من قبيل عدم إيذائهم والإساءة إليهم، ولهم حقوق أخرى خاصّة بهم من جهة صلتهم به، كما أنّ للآباء حقوقاً مؤكّدة على الأولاد كما جاء في القرآن الكريم، وإذا أساء الأب معاشرة أولاده فعلى الأولاد أن لا يقابلوه بالمثل جهد المستطاع خاصّةً إذا كبر وضعف واحتاج إلى صلتهم واعانتهم، فتلك فتنة شاء الله تعالى أن يمتحنهم به ولمن صبر وغفر، إنّ ذلك من عزم الأمور، ونسأل الله الهداية والتسديد للجميع.

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-30 09:06:36
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى