التصفيق للقاتل ومجرم الحرب! | شفقنا العربي

شفقنا- مع كل تصفيقة من أعضاء الكونغرس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه تحت قبة مجلس النواب في واشنطن كان جيش الاحتلال يقتل ويفتك بنساء وأطفال وشيوخ غزة، وبدا أنه تلقف رسالة من الكونغرس مفادها “اقتل، دمر، أحرق فلن يحاسبك أحد”.

هكذا علق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصفيق المشرعين الامريكيين لنتياهو أثناء إلقائه كلمة في الكونغرس.

وققد صفق الكونغرس لنتنياهو كل 30 ثانية خلال كلمته التي استمرت 55 دقيقة ، إذ يرى ناشطون أن هذا التصفيق لم يكن تعبيرا عن الإعجاب به ولا بحديثه، ولا لأنه كان متحدثا بارعا، بل كان التصفيق مبالغا فيه لإظهار الدعم المطلق لإسرائيل، خاصة أن عددا كبيرا من النواب قاطعوا تلك المسرحية، وتم ملء أماكنهم بالكومبارس وتحت مسمى “ضيوف نتنياهو”.

لذلك شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي جو بايدن، على الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل على مدى نصف قرن.

وخلال الاجتماع الذي جمع نتنياهو وبايدن في البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “من يهودي صهيوني إلى إيرلندي أميركي صهيوني، شكرا على 50 عاما من الخدمة والدعم لدولة إسرائيل”.

ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي نتنياهو ب”مجرم الحرب” وقالوا أن الهدف من هذا التصفيق كان إظهار أن أميركا تدعم إسرائيل مهما فعلت ومهما ارتكبت من جرائم، ومهما كانت النتائج.

وعن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للكونغرس بهذا التوقيت، رأى محللون أن الهدف الأول منها رفع معنويات نتنياهو، وتحسين صورته أمام العالم والداخل الإسرائيلي بعد أن تشوهت صورته خلال عملية طوفان الأقصى.

والهدف الثاني تصوير نتنياهو وكأنه من أبرز سفراء السلام وليس من “محترفي الإجرام والقتل” على مستوى العالم.

والرسالة الثالثة فهي إلى محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية بأن أميركا لن تتخلى عن نتنياهو ولن تسمح بأي تدابير قضائية بحقه أو بحق إسرائيل.

ولقي هذا “التصفيق العار” ردود فعل منددة. فقد استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالطريقة التي احتفى بها الكونغرس الأميركي “بدون خجل” برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين”. وقال: “شاهدنا والعالم بأسره كيف جرى التصفيق في الكونغرس الأميركي لقاتل مرتكب إبادة جماعية”.

وأضاف: “تخيلوا أن الكونغرس الأميركي يصفّق لقتلة أزهقوا أرواح قرابة 40 ألف طفل وامرأة ومسن في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 10 شهور”.

وذكر أن “الذين دأبوا على تقديم دروس الديمقراطية وحقوق الإنسان للعالم لم يشعروا بذرة خجل أثناء احتفائهم بهتلر العصر”، في إشارة إلى نتنياهو.

وفي ايران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في تغريدة تعليقا على خطاب نتنياهو في الكونغرس: “بعد 9 أشهر من الإبادة وقتل الأطفال… رئيس الوزراء المجرم لكيان مزيف في أحضان داعميه… هكذا تتلاشي الجهود الخادعة للحضارة الغربية علي مدى عقود لإظهار وجه بريء وإنساني للعالم.. ليظهر الوجه العنيف للسياسات الأمريكية”.

وأضاف كنعاني، إن “أبسط حقوق الفلسطينيين بما في ذلك حق الحياة والأمن والغذاء والدواء يتم انتهاكها في غزة والضفة الغربية أمام أعين العالم، وأطفال فلسطين يذبحهم جزار تل أبيب وترحب به الإدارة الأمريكية والكونغرس بالتصفيق.”

وختم قائلا: “العار هي مفردة بسيطة جدا لوصف هذه الفضيحة”.

وخلال خطابه، أهان نتنياهو المتظاهرين الأمريكيين المحتجين على الابادة الجماعية في غزة. ونعت مئات الألوف من مواطني البلد المضيف الذين خرجوا خلال الأشهر الأخيرة في مظاهرات حاشدة للتنديد بـ “الإبادة الجماعية” التي يقترفها في قطاع غزة، بـ “الحمقى”.

وأثناء إلقائه خطابه وهو الرابع له طيلة حياته السياسية في الكونغرس الأمريكي، شهد محيط الكونغرس الأميركي تجمعًا رافضًا لخطاب رئيس الوزراء الصهيوني، ورفع المتظاهرون شعارات ضد زيارة نتنياهو وخطابه أمام الكونغرس، كما رفعوا شعارات تطالب باعتقاله مع المسؤولين “الإسرائيليين” المتورطين في العدوان على قطاع غزة وتقديمهم للعدالة.

أما الفصائل الفلسطينية فقد استنكرت خطاب نتنياهو في الكونغرس وقالت أنه مجرم حرب نطق أكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة.

واعتبرت استقبال مجرم الحرب نتنياهو في الكونغرس تأكيدا على تورط الإدارة الأميركية وانغماسها في حرب الإبادة، وإن حفلة الأكاذيب والروايات المفبركة التي شهدها الكونغرس الأميركي ، تشكل إدانةً فاضحة لكل الادعاءات الأميركية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

أما حركة حماس فقد أكدت في بيان أنّه كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلا من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة.

وأضافت أنّه في الوقت الذي يقود فيه رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي حرباً وحشية تستهدف إبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتُنتَهَك فيها كافة القوانين الدولية والأعراف والمعاهدات الإنسانية التي صمِّمت لحماية المدنيين، بما لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً؛ يستقبِل الكونغرس الأمريكي كلمةً من مجرم الحرب نتنياهو، يكرر فيها الدعاية الهابطة والأكاذيب التي ساقها قبل أكثر من تسعة أشهر، وثَبُتَ بطلانها، واتخذها ذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة.

وأكدت الحركة ان واشنطن، بمواصلتها تقديم كل سبل الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، ومنح حكومة الإرهابيين الصهاينة، الغطاء اللازم للإفلات من العقاب، وإتاحتها منبر الكونغرس لغسل أيدي مجرمي الحرب الفاشيين من دماء الأطفال الأبرياء، بدلاً من محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية؛ إنما تؤكّد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادةٍ وتجويعٍ وتدميرٍ لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال الاسرائيلي على غزة لحد الان إلى ارتقاء نحو 40 ألف شهيد وإصابة 90 ألفا، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة واضطر الكثيرون منهم للنزوج ثلاث أو أربع مرات.

وعلى الجانب الأمريكي هاجم نواب ديمقراطيون نتنياهو وقالوا أنه “كاذب قام بحملة ترويجية”

وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، أن عدد الديمقراطيين الذي قاطعوا خطاب نتنياهو الأربعاء أكبر كثيراً مما كان عليه في خطابه السابق أمام الكونغرس، عام 2015، والذي بلغ حينها 58 ديمقراطياً.

ومن بين الديمقراطيين الذي أعربوا عن امتعاضهم من الخطاب هو السيناتور بيرني ساندرز، الذي أكد في منشور في منصة “إكس” أن الإسرائيليين “يريدون نتنياهو خارج الحكومة، فجاء إلى الكونغرس ليقوم بحملة يروج فيها لنفسه”.

وأضاف ساندرز أن نتنياهو “ليس مجرم حرب فحسب، بل كاذب” أيضاً.

بدورها، شددت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، والنائبة الديمقراطية، نانسي بيلوسي، على أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس هو “أسوأ عرض يقدمه مسؤول أجنبي أمام الكونغرس على الإطلاق”.

أما النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، فحضرت خطاب نتنياهو، مبديةً في الوقت نفسه احتجاجها عليه، حيث رفعت لافتةً تتهم نتنياهو بارتكاب الإبادة الجماعية.

وفي منشور على “إكس”، أعربت طليب عن تضامنها مع المحتجين الذين تظاهروا خارج الكونغرس، تنديداً بإلقاء نتنياهو الخطاب.

بدورها، أوضحت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وهي نائبة ديمقراطية أخرى، أن نتنياهو “خسر عدداً كبيراً من الناس الذين سيتوجه إليهم في خطابه، حتى بات يخاطب جزءاً بسيطاً من الكونغرس”.ونظراً لذلك: تم ملء المقاعد بأشخاص هم ليسوا أعضاءً في الكونغرس، كما يتم في مراسم توزيع الجوائز، بهدف إظهار الحصول على حضور ودعم كاملين”.

وأضافت أن “نتنياهو يعلم أنه سيواجه تحقيقاتٍ قضائيةً فور انتهاء الحرب، ولهذا يريد استمرارها”.

وعلى اعتاب دخول العدوان الاسرائيلي على غزة، شهره العاشر، لم يمر يوم واحد دون أن يكون هناك دعم أميركي للاحتلال عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا.

لذلك يرى محللون أن تصفيق منطق القوة المعتدية والخداع يأتي استخفافا بقرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية والمواثيق والأعراف الدولية وحقوق الانسان التي يتغنى بها هؤلاء صباح مساء.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-27 08:38:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version