-لم يعد خافيا، حتى على البسطاء، خاصة بعد معركة “طوفان الاقصى”، ان امريكا هي التي تقود حملة الابادة الجماعية في غزة، وما نتنياهو وعصابته، الا ادوات تنفيذ ليس الا، وكل الضجيج الذي تثيره الادارة الامريكية، عن وجود خلاف مع شخص نتنياهو بشأن الابادة، ما هو الا ذر للرماد في العيون.
-تسابق بايدن وهاريس وترامب، للقاء نتنياهو، ليس سوى مكافأة له على تنفيذه المخطط الامريكي، الرامي للقضاء على حماس، وضرب المقاومة في فلسطين المحتلة، من اجل التمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، وتمدد الكيان الاسرائيلي في المنطقة، عبر التطبيع مع الانظمة العربية، وهو مخطط مازالت ادارة بايدن تعقد عليه امالا كبيرة.
-لو كان هناك خلاف حقا بين امريكا والكيان الاسرائيلي ازاء ما يجري في غزة، لكانت ادارة بايدن اتخذت من قرارات المحاكم والمحافل الدولية ضد “اسرائيل”، ذريعة للتنصل، من توجيه دعوة لنتنياهو ، فضلا عن استقباله، والسماح له بالقاء خطاب في الكونغرس، الا انها تعلم، ان اي تراخي في دعمها لنتنياهو، سيعرضها للخطر، وسيكشفها اكثر للراي العام العالمي بوصفها العامل الرئيسي وراء الفظائع والمآسي التي تشهدها غزة منذ 9 شهور.
-اي دولة اخرى في العالم، غير امريكا، تحترم نفسها، وتحترم القانون الدولي، وتحترم الراي العام فيها، لكانت رفضت استقبال ارهابي قاتل مثل نتنياهو، مطارد من المحكمة الجنائية الدولية، التي طالب المدعي العام فيها كريم خان في مايو/أيار الماضي، من القضاة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
-لو كانت امريكا صادقة في شعاراتها حول حقوق الانسان والعدالة، لما كانت تستقبل، قاتل الاطفال نتنياهو، الذي تجاهل قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورا في غزة، وتجاهل أوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، ورفض اتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في غزة، وتحسين الوضع الإنساني المزري فيها.
-لو كانت امريكا، صادقة في مزاعمها من انها تحترم القانون الدولي، لما استقبلت نتنياهو، ودافعت عن كيانه المحتل وتجاهلت، قرار محكمة العدل الدولية، الذي صدر يوم الجمعة الماضية، وطالب “إسرائيل” بوضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية، ودعت المجتمع الدولي للتعاون من أجل تطبيق ذلك والامتناع عن تقديم أي دعم لـ”إسرائيل” كقوة احتلال.
-رفض امريكا الاعتراف بالقانون الدولي، هو تهرب صارخ من مسؤوليتها في الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فقرار محكمة العدل الدولية، باعتبار الاراضي الفلسطينية ، اراض محتلة، يعطي الحق لاهلها وفقا للقانون الدولي ان يقاوموا المحتل باي وسيلة وطريقة كانت، وعندها ستسقط ذريعة امريكا، “بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
-لو كانت امريكا صادقة في مزاعمها بانها مع حل الدولتين، لما استقبلت نتنياهو اصلا، بعد ان تبنى حزبه وباقي الاحزاب الصهيونية الاخرى في الكنيست قبل ايام، قرارا بالأغلبية الساحقة برفض قيام دولة فلسطينية مستقلة.
-لو كانت امريكا صادقة في مزاعمها بشأن احترامها للقانون الدولي، وتنصيب نفسها كشرطي على العام للسهر على تطبيق القانون الدولي!!، لما استقبلت المجرم نتنياهو، الذي يدرس حزبه، الليكود، كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مشروع قانون، لمواجهة أي قرارات ستصدر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق “اسرائيل ومسؤوليها”، ويتضمن القرار فقرة تقول : ان” الحكومة ستعمل على إطلاق سراح كل شخص تعتقله المحكمة بكل طريقة ممكنة، حتى عن طريق استخدام العنف أو بطرق عسكرية”.
-اخيرا، اذا كانت امريكا صادقة في موقفها من حكومة نتنياهو، التي عادة ما تصفها باليمينية، لما فرشت السجاد الاحمر للسفاح نتنياهو، الذي يخطط، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، لإنشاء مجلس جديد لإدارة الحرب على قطاع غزة يضم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير!!. ولم يكتف بقتل وجرح أكثر من 129 ألف فلسطيني، أغلبهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وتدمير قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.
-ان كل ما يفعله نتنياهو، هي اوامر صدرت له من واشنطن، وهذه الحقيقة اشار اليها رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، بكل صراحة ووضوح، عندما قال ان نتنياهو مرحب به في واشنطن، وأن “إسرائيل” لا تقف وحدها، وأن الولايات المتحدة تقف معها بصفتها أقرب حليف لها في الشرق الأوسط.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-24 17:07:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي