الجهات التنظيمية الأميركية تحقق مع شركة دلتا للطيران في محاولتها التعافي من الانقطاع | أخبار الطيران

يعد الانهيار الذي شهدته شركة دلتا صادماً بالنسبة لشركة كانت تعتبر على نطاق واسع أفضل شركة طيران كبيرة في الولايات المتحدة.

تقوم الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بالتحقيق في كيفية تعامل شركة دلتا للطيران مع الركاب المتضررين من الرحلات الجوية الملغاة والمتأخرة في الوقت الذي تكافح فيه شركة الطيران للتعافي من انقطاع التكنولوجيا العالمية.

أعلن وزير النقل بيت بوتيجيج عن التحقيق في دلتا على منصة X للتواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء “لضمان التزام شركة الطيران بالقانون ورعاية ركابها أثناء الاضطرابات المستمرة على نطاق واسع”.

وقال بوتيجيج: “لجميع ركاب الخطوط الجوية الحق في أن يتم التعامل معهم بشكل عادل، وسأتأكد من الحفاظ على هذا الحق”.

وألغت شركة دلتا وشركاؤها في دلتا كونيكشن حوالي 500 رحلة جوية يوم الثلاثاء بحلول منتصف النهار على الساحل الشرقي، وهو ما يمثل حوالي ثلثي جميع عمليات الإلغاء في الولايات المتحدة، وفقًا لمنصة التتبع FlightAware.

بدأ الانقطاع ليلة الخميس حتى صباح الجمعة، بعد ترقية برمجية خاطئة من شركة الأمن السيبراني CrowdStrike إلى أكثر من 8 ملايين جهاز كمبيوتر تابع لشركة Microsoft حول العالم.

وألغت شركة الطيران التي يقع مقرها في أتلانتا أكثر من 6600 رحلة منذ بدء الانقطاع، وهو عدد أكبر بكثير من أي شركة طيران أخرى، وفقًا لأرقام من FlightAware ومزود بيانات السفر Cirium.

وقالت شركة دلتا إنها تتعاون مع التحقيق.

وقال متحدث باسم شركة الطيران في بيان: “نركز بالكامل على استعادة عملياتنا بعد أن تسبب تحديث Windows المعيب من شركة CrowdStrike للأمن السيبراني في جعل أنظمة تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم غير صالحة للعمل”. “في جميع أنحاء عملياتنا، تعمل فرق دلتا بلا كلل لرعاية العملاء المتأثرين بالتأخيرات والإلغاءات وتصحيح الأمور بينما نعمل على استعادة الخدمة الموثوقة في الوقت المحدد التي يتوقعونها من دلتا”.

قالت شركة دلتا إن أكثر من نصف أنظمتها التكنولوجية تعمل بنظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز، بما في ذلك أداة تستخدمها الشركة لجدولة مواعيد الطيارين ومضيفات الطيران. ولم تتمكن الأنظمة من مواكبة العدد الكبير من التغييرات الناجمة عن الانقطاع.

كان الانهيار الذي شهدته دلتا صادمًا بالنسبة لشركة كانت تُعَد على نطاق واسع أفضل شركة طيران أمريكية كبيرة ــ الأكثر ربحية قبل وبعد الوباء، والأفضل إدارة. وكانت دلتا دائمًا تحتل مرتبة قريبة من القمة بين جميع شركات الطيران الأمريكية من حيث الأداء في الوقت المحدد.

وقالت وزارة النقل إنها بدأت التحقيق بعد رؤية استمرار الاضطرابات الواسعة النطاق في رحلات دلتا “وتقارير عن فشل مثير للقلق في خدمة العملاء”.

وقالت الإدارة إن التحقيق سوف يتطور مع “معالجة الحجم الكبير من شكاوى المستهلكين التي تلقيناها بالفعل ضد دلتا”.

أعضاء مجلس الشيوخ يدلون برأيهم

ومن المرجح أن يركز المحققون على ما إذا كانت دلتا تمتثل للقواعد الفيدرالية وتقدم استردادًا فوريًا للركاب الذين تم إلغاء رحلاتهم أو تأخيرها بشكل كبير. وفي رسالة نصية قدمتها وكالة أسوشيتد برس، قيل لمسافر دلتا الذي تم إلغاء رحلته يوم السبت، “إذا كنت تفضل عدم إعادة حجز رحلتك، فستتوفر قيمة تذكرتك تلقائيًا كرصيد إلكتروني يمكن استخدامه لشراء تذكرة دلتا في المستقبل”.

وفي واشنطن، بدأ المشرعون في التدخل. وقالت السناتور ماريا كانتويل، الديمقراطية من واشنطن ورئيسة لجنة مجلس الشيوخ التي تشرف على شركات الطيران، في رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إد باستيان إنها “قلقة” من عدم امتثال دلتا لحقوق الركاب الواردة في قانون أقره الكونجرس في مايو/أيار.

وكتب كانتويل: “في حين أن انقطاع التكنولوجيا لم يكن واضحًا أنه بسبب دلتا أو أي شركة طيران أخرى، إلا أنني مع ذلك أشعر بالقلق من فشل دلتا في تلبية اللحظة وحماية احتياجات الركاب بشكل مناسب”.

يعكس انهيار شركة دلتا ما حدث لشركة ساوث ويست إيرلاينز، التي ألغت ما يقرب من 17 ألف رحلة على مدار 15 يومًا في ديسمبر 2022. وانتهى تحقيق أجرته وزارة النقل بموافقة ساوث ويست على دفع غرامة قدرها 35 مليون دولار كجزء من تسوية بقيمة 140 مليون دولار.

وألقت شركة ساوث ويست باللوم في تعطلها على عاصفة شتوية، لكن شركات الطيران الأخرى تعافت في غضون يومين بينما لم تفعل ساوث ويست ذلك. ويرى المدافعون عن المستهلك نفس النمط مع دلتا هذا الشهر – تواصل شركة الطيران إلقاء اللوم على انقطاع خدمة CrowdStrike بينما تعافت شركات منافسة مثل American بسرعة. حتى شركة United Airlines، ثاني أسوأ شركة في إلغاء الرحلات، عادت إلى المسار الصحيح يوم الاثنين.

قال ويليام ماكجي، وهو موظف سابق في إدارة الطائرات ويعمل الآن مدافعاً عن حقوق المستهلكين في مشروع الحريات الاقتصادية الأميركية، وهي مجموعة تنتقد الشركات الكبرى: “لا يتعلق الأمر بالشيء الذي تسبب في المشكلة، بل يتعلق بكيفية التعافي من المشكلة. هذا هو اختبار شركات الطيران”.