لا بد للإنسانية أن تنتصر في غزة

شفقنا – لقد برهنت اسرائيل طيلة تاريخها لاسيما خلال ما يزيد عن التسعة أشهر الأخيرة أن معركتها الحقيقية هي مع الشعب الفلسطيني لا مجموعات المقاومة أكانت حماس أم غيرها.

وبينما يدخل العدوان الإسرائيلي على غزة شهره التاسع، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر الواحدة تلو الأخرى في مختلف مناطق القطاع المحاصر.

وأفادت إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب منذ السابع من أكتوبر 2023 ولحد الان أكثرمن 3 آلاف و388 مجزرة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 38 ألف فلسطيني بينهم 16 ألف طفل ونحو 11 ألف امرأة، بالإضافة إلى إصابة 88 ألفا آخرين.

كما ألقت قوات الاحتلال أكثر من 80 ألف طن من المتفجرات على القطاع، دمرت خلالها 150 ألف وحدة سكنية كلياً، وأكثر من 200 ألف وحدة جزئيا، وأخرجت 34 مستشفى عن الخدمة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة ضد النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات وسط القطاع راح ضحيتها 17 شهيدًا و80 جريحًا.

وتُعتبر هذه المجزرة الإسرائيلية الثالثة خلال الأيام الأخيرة، حيث استهدفت إسرائيل، قبلها بأيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ومصلى في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين.

وفي أكثر من مرة منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في أكتوبر، أقر الجيش الإسرائيلي، باستهداف مدارس تابعة للأونروا تؤوي نازحين في عدد من المناطق بقطاع غزة.

وفي هذا السياق أكدت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة إيناس حمدان أن أكثر من 190 منشأة تابعة للأونروا دُمرت خلال الحرب على غزة، “رغم أننا نشارك إحداثيات مؤسساتنا بشكل يومي مع الجانب الإسرائيلي. وأن منشآتنا تُستخدم بشكل أساسي لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين.”

وفي وقت سابق، قالت “الأونروا”، إن أكثر من 66% من مدارس الوكالة قصفت أو لحقت بها أضرار بالغة منذ بداية الحرب في غزة.

وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على منصة “اكس” إن 4 مدارس تابعة للوكالة قُصفت خلال أخر 4 أيام فقط في غزة.

وأكد: “تحولت المدارس من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال إلى ملاجئ مكتظة وغالبا ما ينتهي بها الأمر إلى مكان للموت والبؤس”.

وأشار إلى أنه بعد تسعة أشهر، تحت مراقبتنا، تستمر عمليات القتل التي لا هوادة فيها والدمار واليأس، لقد أصبحت غزة مكانا ليس آمنا للأطفال”.

لكن ما هدف سياسة المجازر الإسرائيلية في غزة؟ تقول مصادر المقاومة أن إسرائيل رفعت وتيرة المجازر بحق أهالي قطاع غزة للضغط في ملف المفاوضات. لأن “إسرائيل تحاول من خلال المجازر تعطيل المفاوضات.”

كما يذهب المحللون والمراقبون في هذا الخصوص إلى أن المجازر التي يرتكبها الاحتلال هي أداة معتمدة لدى القيادات الإسرائيلية عبر تاريخها.

ويؤكدون أن هذه الأداة دائمًا ما تستخدم لتحقيق أهداف سياسية، إما لترويع الفلسطينيين أو لتهجيرهم أو حتى أحيانًا بهدف الانتقام، من أجل تلبية أغراض ذاتية داخلية هدفها تعبئة الرأي العام الإسرائيلي وراء الحكومة.

ويخلصون إلى القول أن المجازر الأخيرة كانت تهدف إلى الضغط على المقاومة لتخفيف شروطها والموافقة على صفقة التبادل بدون أي تحفظات أو احتجاجات أو حتى بدون إبداء ملاحظات.

وندد المكتب الحكومي بغزة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجازر المروعة والمستمرة بحق المدنيين، كما دان اصطفاف الإدارة الأميركية مع الاحتلال في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة. وحمل الاحتلال لإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي وعلى الإدارة الأميركية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.

من جانبه دعا المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، إلى إجراء تحقيق في مجزرة المواصي بوصفها جريمة حرب واضحة.

وأكد أوكامبو أن “إسرائيل” كانت تبيت النية لتنفيذ مجزرة المواصي، مشيرا إلى أن محكمة العدل الدولية حذرت إسرائيل قبل شهر تقريبا من أنه لا يمكنها التوغل في رفح، نظرا لعدم وجود مكان آمن يلجأ إليه المدنيون. لكنها قصفت مكانا يفترض أن يكون آمنا، مما يؤكد توفر النية الإجرامية لدى جيش الاحتلال، وأن هذا يجعل القضية واضحة أمام المحكمة، ويمكنها من طلب إصدار مذكرة توقيف ضد قادة إسرائيل.

وفي الحقيقة فان ردات الفعل الهستيرية والجنونية لاسرائيل خلال الأشهر التسعة الماضية، لم تسفر سوى عن اجتراح المجازر والدمار وجرائم الحرب والانتهاك السافر للقوانين الدولية وقصف وتدمير مؤسسات الإمداد والإغاثة وفرض المجاعة على الأهالي.

ويتأكد في ضوء ما تقدم أن أداء نتنياهو، عبر ارتكاب المجازر والاستمرار في الحرب على غزة، مرتبط بعقليته الإجرامية وحساباته السياسية والشخصية.

لذلك لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة تحتمي به العائلات التي يتم إجبارها على التنقل والفرار مرارا وتكرارا، لكن لا مكان آمنا تلجأ إليه لأن اسرائيل تقصف الأماكن التي تعلنها آمنة وتضرج أهاليها بدمائهم.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-19 08:18:15
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version