الأرجنتين تتوج بلقب كوبا أمريكا للمرة السادسة عشر في تاريخها بفوزها على كولومبيا 1-0 بعد إصابة ميسي

رفع ليونيل ميسي ذراعيه، وقفزت الكأس بين يديه. وتحولت دموع الإحباط التي تساقطت قبل ساعة أو نحو ذلك إلى ضحكات وعناق للاعب الذي فاز باللقب مرتين. كوبا امريكا البطل والفائز بكأس العالم.

اضطر ميسي لمشاهدة أغلب الشوط الثاني والأشواط الإضافية بسبب إصابة في الساق. ومع ذلك، فازت الأرجنتين ببطولة كوبا أمريكا للمرة الثانية على التوالي، بفوزها على كولومبيا 1-0 مساء الأحد. هدف لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 112.

وقال مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني عبر مترجم: “ليونيل هو أعظم لاعب في التاريخ. إنه لا يريد أبدًا مغادرة الملعب. يعاني من تورم في الكاحل ويريد الاستمرار في اللعب. أفضل هؤلاء اللاعبين. إنه يريد اللعب ليس لأنه متعجرف أو أناني. إنه يريد الاستمرار في اللعب لأنه لا يريد ترك زملائه في الفريق. … لقد وُلد ليكون على أرض الملعب”.

يبدو أن ميسي تعرض لإصابة غير احتكاكية أثناء الجري والسقوط في الدقيقة 64غطى الفائز بالكرة الذهبية ثماني مرات وجهه بيديه أثناء جلس على المقعد وبكى.

وركض مارتينيز بعد ذلك إلى مقعد البدلاء لاحتضان قائده البالغ من العمر 37 عامًا بعد الهدف الذي دفع الأرجنتين إلى لقبها السادس عشر القياسي في بطولة كوبا أمريكا.

وبعد أن بدا ميسي وكأنه يعرج بعد أن انطلقت صافرة النهاية بعد منتصف الليل، أشار إلى زملائه في الفريق الأكبر سناً لرفع الكأس معه: نيكولاس أوتاميندي البالغ من العمر 36 عاماً وأنخيل دي ماريا الذي يعتزم اعتزال اللعب مع المنتخب الوطني. وبينما كانت قطع الورق الملونة البيضاء تتساقط، احتضن الثلاثة بعضهم البعض.

وقال دي ماريا “الحقيقة أنه من الصعب وصف ذلك. لقد كتبت الأمر على هذا النحو. لقد أخبرت اللاعبين الليلة الماضية على العشاء أنني حلمت بذلك. ولهذا السبب قلت إنها آخر بطولة لي في كوبا أمريكا. لقد حلمت بأننا وصلنا إلى النهائي وفزنا بالبطولة حتى أتمكن من الخروج بهذه الطريقة”.

وقال دي ماريا “سأظل ممتنا دائما لهذا الجيل الذي قدم لي كل شيء وساعدني على الفوز بما أردته دائما واليوم أرحل عن الفريق بهذه الطريقة. لا يمكن أن يكون الأمر أفضل من ذلك”.

في مباراة بدأت متأخرة لمدة ساعة و22 دقيقة بسبب مشاكل الجماهير في ملعب هارد روك، فازت الأرجنتين بلقبها الكبير الثالث على التوالي بعد كوبا أمريكا 2021 وكأس العالم 2022 وتعادلت مع إسبانيا، التي فازت ببطولة أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010.

كما أوقفت الأرجنتين سلسلة من 28 مباراة متتالية دون هزيمة لكولومبيا، والتي بدأت بالخسارة 0-1 أمام الأرجنتين في تصفيات كأس العالم 2022 في فبراير/شباط، بهدف مارتينيز أيضًا.

سجل مارتينيز هدفه الأول في الدقيقة 97 من المباراة بعد تمريرة رائعة من جيوفاني لو سيلسو بعد أن انتزع لياندرو باريديس الكرة من لاعب كولومبي. وتبادل باريديس التمريرات مع مارتينيز، ثم مرر الكرة إلى لو سيلسو، الذي مررها إلى مارتينيز الذي انطلق بسرعة كبيرة متجاوزًا المدافع كارلوس كويستا.

وركض مارتينيز نحو الكرة، ولمسها ليدخل منطقة الجزاء ويسددها بقدمه اليمنى من بين ذراعي حارس المرمى كاميلو فارغاس، مسجلا هدفه الدولي التاسع والعشرين، والخامس في البطولة.

قال مدرب كولومبيا نيستور لورينزو إن العديد من لاعبي كولومبيا أنهوا المباراة وهم يعانون من تقلصات عضلية شديدة. وكانت درجات الحرارة في الثمانينيات مع نسبة رطوبة بلغت نحو 73%.

وقال لورينزو عبر مترجم “ليس من السهل خوض مباراة نهائية. ليس من السهل على أي شخص. لقد خاضوا ست مباريات في 21 يوما وبدأوا يشعرون بالنتائج. غادروا جميعا الملعب وهم يشعرون بالتعب والإرهاق”.

في ظهوره التاسع والثلاثين وربما الأخير في بطولة كوبا أمريكا، سجل ميسي هدفًا واحدًا في البطولة. وسقط في الدقيقة 36 بعد تعرض كاحله الأيسر لإصابة من سانتياجو أرياس لكن عاد إلى الملعب بعد ثلاث دقائق.

ونظر ميسي إلى مقاعد البدلاء فور سقوطه على أرض الملعب في الشوط الثاني، وبدا وكأنه يعلم أن بطولته قد انتهت. وخلع حذاءه الأيمن أثناء خروجه من الملعب وضربه بقوة في إحباط، وبدا أن كاحله قد تورم. ووقف بجانب مقاعد البدلاء بقدمه اليمنى العارية ورفع ذراعيه بينما ركض زملاؤه إلى أرض الملعب عندما سجل مارتينيز الهدف.

تأخرت البداية من الساعة 8 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة إلى الساعة 9:22 مساءً بسبب قضايا السيطرة على الحشود خارج الملعب، بما في ذلك مجموعات من المشجعين يخترقون بوابات الأمن في مكان سيتم استخدامه لكأس العالم 2026.

بعد أيام من انخراط لاعبي أوروجواي في شجار مع مشجعي كولومبيا بعد مباراة نصف النهائي في شارلوت بولاية نورث كارولينا، أظهر مقطع فيديو مشجعين يتسلقون الأسوار والدرابزين للدخول إلى داخل مباراة البطولة، مع عدم تمكن المسؤولين من تتبع من اشترى التذاكر ومن لم يشترها.

وأصدر ملعب هارد روك بيانًا بعد المباراة، قال فيه إن المكان “يفتخر باستضافة أحداث عالمية المستوى على مدار العام بطريقة آمنة وناجحة”.

وجاء في البيان: “نحن نتفهم أن هناك حاملي تذاكر محبطين لم يتمكنوا من دخول الاستاد بعد إغلاق محيطه، وسنعمل بالشراكة مع اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) لمعالجة هذه المخاوف الفردية. في النهاية، لا يوجد شيء أكثر أهمية من صحة وسلامة جميع الضيوف والموظفين، وسيظل هذا دائمًا أولويتنا”.

كانت كولومبيا أكثر عدوانية وأجبرت حارس المرمى إيميليانو مارتينيز على القيام بأربع تصديات في الشوط الأول، لكن الأرجنتين بدأت تشكل تهديدا أكبر في الشوط الثاني.

واعتقد نيكولاس تاجليافيكو أنه سجل هدفًا في الدقيقة 75 لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل. وأوقف فارغاس نيكولاس جونزاليس، الذي حل بديلًا لميسي، في الدقيقة 95.

فقد العديد من اللاعبين توازنهم خلال الشوط الثاني من مباراة الأحد. وتم رش العشب بكثافة بعد أداء نجمة البوب ​​الكولومبية شاكيرا في الشوط الثاني، مما تسبب في إطالة فترة الاستراحة بين الشوطين.

تم زيادة مدة الشوط الأول من 15 دقيقة إلى حوالي 25 دقيقة بسبب الأداء.

وانتقد لورينزو الوقت الإضافي قبل المباراة النهائية، مشيرا إلى العقوبات التي فرضت على المدربين بسبب تأخر عودتهم إلى الملعب في الشوط الثاني في وقت سابق من البطولة. وقال يوم الأحد إن الاستمرارية في قواعد الاستراحة بين الشوطين ستكون الأفضل “لحماية اللياقة البدنية والقدرة البدنية للاعبين”.

تم اختيار الكولومبي جيمس رودريجيز كأفضل لاعب في البطولة، برصيد ستة تمريرات حاسمة.

___

تغطية وكالة أسوشيتد برس لبطولة كوبا أمريكا: https://apnews.com/hub/copa-america