وحثت المنشورات التي ألقيت من الجو، الأربعاء، “جميع سكان مدينة غزة” على المغادرة واتخاذ “طرق آمنة” جنوبا نحو دير البلح والزوايدة.
دعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، سكان مدينة غزة إلى عدم الانصياع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، وقالت إن هذه التعليمات جزء من الحرب النفسية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وقالت الأمم المتحدة إن عمليات الإخلاء الأخيرة “لن تؤدي إلا إلى تأجيج المعاناة الجماعية للأسر الفلسطينية، التي نزح العديد منها عدة مرات”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “يجب حماية المدنيين”.
وفي تقريرها من دير البلح، قالت هند الخضري، مراسلة الجزيرة، إن الفلسطينيين في مدينة غزة ـ حيث تكثفت الهجمات الإسرائيلية ـ شعروا بأنهم محاصرون ولا يعرفون إلى أين يذهبون.
وأضافت “اسمحوا لي أن أذكركم أيضا بأنه لا توجد فرق للدفاع المدني، ولا يوجد الصليب الأحمر. ولا يوجد أحد هناك لإجلاء هؤلاء الفلسطينيين”.
وأصدرت إسرائيل أول أمر إخلاء رسمي لجزء من المدينة في 27 يونيو/حزيران، وأمرين آخرين في الأيام التالية.
وتقول الحكومة إنها تلاحق مقاتلي حماس الذين يعيدون تنظيم صفوفهم في مناطق مختلفة من غزة بعد تسعة أشهر من بدء الحرب. وبدأ الهجوم البري المتجدد في حي الشجاعية بشرق المدينة، ولكن هذا الأسبوع تحركت الدبابات أيضاً إلى المناطق الوسطى والغربية، مما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار جنوباً.
إسرائيل تصعد هجماتها على غزة
ويأتي أمر الإخلاء الأخير بعد يوم واحد من هجوم جوي اسرائيلي قتلت غارة إسرائيلية على مدرسة العودة 30 شخصا على الأقل وأصابت 53 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب مسعفين فلسطينيين.
وأظهرت لقطات حصرية من المدرسة، حصلت عليها الجزيرة، شباناً فلسطينيين يلعبون كرة القدم خارج المدرسة، بينما كان العشرات من الناس يشاهدون. ثم سمع انفجار قوي، مما دفع الناس إلى الركض بحثاً عن ملجأ.
وقال فتى فلسطيني للجزيرة إنه فقد العديد من أقاربه في الهجوم. وقال وهو يبكي: “كنا جالسين وسقط صاروخ ودمر كل شيء. فقدت عمي وأبناء عمي وأقاربي”.
وأدان زعماء العالم الهجوم، وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجري تحقيقا.
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الثلاثاء، إن ثلثي المدارس التي تديرها في قطاع غزة، والتي كانت بمثابة ملاجئ للفلسطينيين النازحين منذ بدء الحرب، تعرضت للقصف، ما أدى إلى مقتل 524 شخصا.
وأضافت أن “المنشآت والمدارس والملاجئ التابعة للأمم المتحدة ليست هدفا”.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه هاجم مقاتلين داخل مقر الأونروا.
وفي زيارة إلى وسط غزة يوم الأربعاء، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق هيرتسي هاليفي، إن القوات تعمل بطرق مختلفة، في أجزاء متعددة من المنطقة “لتنفيذ مهمة مهمة للغاية: الضغط”.
وأضاف هاليفي “سنواصل عملياتنا لإعادة الرهائن إلى منازلهم”.
قال مسؤولون فلسطينيون إن 38295 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 88241 آخرون في الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول. وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن 52 فلسطينيا قتلوا وأصيب 208 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
شنت إسرائيل حربها على غزة بعدما شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1139 شخصا على الأقل، بحسب تعداد الجزيرة الذي استند إلى إحصاءات إسرائيلية، واحتجزت نحو 250 آخرين كرهائن، ولا يزال العشرات منهم أسرى في غزة.
تقدم في محادثات وقف إطلاق النار؟
ويأتي تصعيد النشاط العسكري الإسرائيلي في الوقت الذي التقى فيه وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة القطرية الدوحة لإجراء محادثات سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طال انتظاره وتبادل الأسرى لدى حماس بالفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
أعرب مسؤولون في حركة حماس عن مخاوفهم من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المكثفة في الأيام الأخيرة على طول القطاع إلى إخراج المفاوضات عن مسارها.
قال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس يوم الاثنين إن التصعيد الإسرائيلي للعدوان يهدد المحادثات في وقت حاسم ويمكن أن يعيد المفاوضات “إلى نقطة البداية”.
ولكن حماس لا تزال تريد من الوسطاء الدوليين ضمان انتهاء محادثات الهدنة في الدوحة بوقف دائم لإطلاق النار. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصر على أنه لن يوافق على أي اتفاق يرغم إسرائيل على وقف حملتها في غزة دون القضاء على حماس.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-10 23:23:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل