عشرات القتلى في هجمات إسرائيلية مع احتدام القتال في مدينة غزة | أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها على مناطق شمال قطاع غزة، رغم المناقشات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.

قالت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء إن 50 شخصا على الأقل قتلوا خلال آخر 24 ساعة وأصيب العشرات في غارات على مختلف أنحاء القطاع الساحلي المحاصر.

وعمقت الدبابات الإسرائيلية توغلاتها في بعض أحياء مدينة غزة مثل الشجاعية والصبرة وتل الهوى، حيث أفاد السكان بوقوع بعض أعنف المعارك منذ بداية الحرب.

وقالت الأجنحة المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني إنها قاتلت جنودًا إسرائيليين في تل الهوى بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون وأوقعت خسائر بشرية. وأفاد سكان مدينة غزة بوقوع “انفجارات ومعارك نارية عديدة” بالإضافة إلى غارات بطائرات هليكوبتر طوال الليل في الأحياء الجنوبية الغربية.

ركز الجيش الإسرائيلي اهتمامه على مدينة غزة بعد أن أعلن أنه حصل على معلومات استخباراتية تشير إلى أن مقاتلين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يعملون هناك.

وأُبلغ سكان مدينة غزة الآن بالانتقال إلى منطقة دير البلح بوسط المدينة، والتي قالت الأمم المتحدة إنها “مكتظة بالفعل بالفلسطينيين النازحين من مناطق أخرى في قطاع غزة”.

في الأسابيع الأولى من الحرب، دعت إسرائيل المدنيين في شمال القطاع إلى الانتقال جنوبًا، وأعلنت المنطقة “منطقة آمنة”، لكنها وسعت لاحقًا من هجماتها هناك.

فرت مها محفوظ من منزلها مع طفليها والعديد من الفلسطينيين الآخرين من حي الزيتون في مدينة غزة. وقالت إن منطقتهم لم تكن مشمولة بأوامر الإخلاء الأخيرة، ولكن “نحن مذعورون لأن القصف وإطلاق النار قريبان جدًا منا”.

مقتل نساء وأطفال

قُتل سبعة أشخاص في انفجار منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما قُتل ستة أشخاص في هجوم على منزل بشارع الجلاء شمال مدينة غزة، وثلاثة آخرين في قصف على قرية اللبابدة القريبة.

وقال مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي إنه استقبل 80 مريضا وجريحا من مستشفى الأهلي. وأضاف أنه كان لا بد من تكديسهم في “كل زاوية”، حيث أصبحت المرافق الطبية في غزة مكتظة بالجرحى في حين تكافح من أجل البقاء في الخدمة بسبب الهجمات الإسرائيلية ونقص الإمدادات.

وأضاف أن “العديد من الحالات تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة، وكثير من الحالات تعاني من إصابات مباشرة في الرأس وتحتاج إلى رعاية مكثفة، كما أن الوقود والإمدادات الطبية في تناقص مستمر”.

وأضاف أن المستشفى استقبل أيضا 16 جثة، نصفها لنساء وأطفال.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الجيش قصف منازل في منطقة يافا بمدينة غزة، وإن المستجيبين “شاهدوا أشخاصا ممددين على الأرض ولم يتمكنوا من انتشالهم”.

وفي تحديث للوضع اليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته “قضت على العشرات من الإرهابيين وعثرت على العديد من الأسلحة” خلال عملياتها في مدينة غزة.

وأضافت أن جنودها يواصلون تنفيذ عمليات الدهم “فوق وتحت” الأرض في حي الشجاعية.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها “منزعجة” من أوامر الإخلاء الجماعي الأخيرة في ظل “استمرار مقتل وإصابة المدنيين”.

قُتل ما لا يقل عن 38243 شخصًا في غزة وجُرح 88033 شخصًا في حرب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. بدأت الحرب في ذلك اليوم بعد أن هاجمت حماس جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل 1139 شخصًا على الأقل وأسر العشرات.

وقال حسن البراري، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، إن مستوى الهجمات على السكان المدنيين ليس بالأمر الجديد.

وأضاف في تصريح للجزيرة أن “هذه الفظائع كانت السمة المميزة للعملية الإسرائيلية في غزة منذ البداية”.

فلسطينيون يمشون أمام منازل مدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (محمد سالم/رويترز)

محادثات وقف إطلاق النار

وبينما تزيد إسرائيل من قصفها لشمال غزة، يناقش مسؤولون من حماس وإسرائيل وقف إطلاق نار محتمل مع وسطاء.

ولكن حماس حذرت يوم الاثنين من أن تصعيد الهجمات من شأنه أن يعيد المحادثات إلى “الصفر”. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إنه أجرى “اتصالات عاجلة” مع الوسطاء محذرا من “العواقب الكارثية” للهجمات القاتلة.

قالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة اليوم الثلاثاء في القاهرة مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز.

وذكرت التقارير أن بيرنز ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيا سيتوجهان إلى الدوحة يوم الأربعاء للقاء رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وهو وسيط رئيسي.

وقال البراري إن المرحلة الأولى من اقتراح وقف إطلاق النار ــ ستة أسابيع دون أي قتال ــ ضرورية لشعب غزة من أجل الحصول على بعض الشعور بالأمن بعد تسعة أشهر من الهجمات المتواصلة، والحصول على المساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها.

وقال البراري “استمرار الحرب ليس في صالح الفلسطينيين، ولكنه ليس في صالح الإسرائيليين أيضا. وإذا نجحت الحكومة الإسرائيلية في تأمين تحرير الرهائن فإن الزخم لاستمرار الحرب سوف يتضاءل أكثر فأكثر”.

“أعتقد أن هذا سيكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الإسرائيلي بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب”.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-09 13:42:11
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

Exit mobile version