شهر محرم في أفغانستان؛ استعدادات الناس، التهديدات الأمنية وقيود طالبان

شفقنا – تزامنا مع حلول محرم الحرام، يتهيأ الشيعة في أفغانستان شأنهم شأن سائر الشيعة في العالم، لإقامة مراسم العزاء على أبي عبد الله الحسين (ع) في عشرة محرم الأولى.

وتظهر التقارير التي تلقاها مراسل شفقنا من مختلف الولايات الأفغانية أن مراسم العزاء الحسيني قد بدأت في العديد من المساجد والحسينيات والتكايا منذ يوم الأحد الأول من محرم الحرام.

وقد بدأ الشيعة في العاصمة الأفغانية كابل، إقامة مراسم العزاء في المساجد والحسينيات المختلفة، على أن تبدأ مراسم لطم الصدور من مساء الاثنين والليالي التالية.

وفي طرق وشوارع الأحياء التي يقطنها الشيعة في كابل، تحولت الأجواء عاشورائية، ويسعى أصحاب المحال التجارية والمواطنون ورغم القلق من قيود طالبان، لنصب أعلام العزاء وعاشوراء على محالهم وأماكن عملهم.

وفي مدينة مزار شريف، مراكز ولاية بلخ شمالي أفغانستان، بدأ الشيعة باقامة مجالس العزاء الحسيني، وقاموا بالتحضيرات اللازمة قبل حلول محرم الحرام.

وقد عقد مكتب اية الله العظمى السيستاني جلسة بمدينة مزار شريف تحضيرا لإحياء ذكرى عاشوراء وذلك بمشاركة علماء الدين من تسع ولايات بشمال وشمال شرق أفغانستان، وتم فيها مناقشة كيفية إقامة مراسم العزاء.

 

التهديدات الأمنية

وتواجه مراسم الحداد والعزاء في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، في أفغانستان في كل سنة، تهديدات أمنية صادرة عن المجموعات الإرهابية والمعاندة، بحيث أن المعزين والمشاركين في مراسم العزاء، أصبحوا هدفا لهذه الهجمات الإرهابية.

ويعبر الشيعة الأفغان في هذه السنة أيضا عن قلقهم وتخوفهم الواسعين من التهديدات الأمنية التي قد تحدث في عشرة محرم؛ وفي الوقت نفسه، لم تعلن طالبان بوصفها السلطة الحاكمة في أفغانستان عن خططها لتوفير الأمن للمشاركة في العزاء الحسيني رغم مرور يومين على انطلاق المجالس الحسينية.

وطالب مجلس علماء الشيعة بأفغانستان في بيان، مجموعة طالبان باتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لتوفير الأمن والنظام لمراسم العزاء الحسيني في محرم الحرام، وألا تسمح بان تتعرض المراسم للاخلال والارباك.

ولم ترد طالبان لحد الان رسميا على هذا الطلب، وليس واضحا ما الخطة التي تريد اعتمادها هذا العام لتوفير أمن مراسم العزاء وعاشوراء.

ودعا مجلس علماء الشيعة في بيانه أيضا، الهيئات والمواكب الدينية لا سيما هيئة أمناء المساجد والحسينيات، لإيلاء الاهتمام بالملاحظات الأمنية والإشراف والمراقبة بشكل كامل ليستتب النظام  والأمن خلال إقامة مراسم العزاء الحسيني، وتكليف أشخاص يُعنون بهذا الأمر ورصد الحالات المشكوك فيها ومراقبتها.

وقبل هيمنة طالبان على أفغانستان، كانت اللجان الشعبية وبالتعاون مع الحكومة، تضطلع بدور مهم في توفير أمن المجالس الحسينية ومراسم العزاء في محرم الحرام، لكن ومع سيطرة طالبان على الحكم، فقدت هذه اللجان هذا الدور، وقلما أبدت طالبان اهتماما بالمساهمة الجماهيرية في هذا المجال.

 

المخاوف من القيود التي تفرضها طالبان

وتزامنا مع بدء مراسم العزاء في عشرة محرم في أفغانستان، تزداد المخاوف والهواجس من فرض طالبان قيودا على إقامة هذه المراسم.

وفي أول يوم من محرم، وضعت طالبان، قيودا على مراسم العزاء في عشرة محرم، بولاية غزني، جنوبي أفغانستان.

وقال عضو بمجلس علماء الشيعة بولاية غزني لوسائل الإعلام أن طالبان طلبت من الشيعة عدم رفع رايات العزاء والحداد في الطرقات وعلى صعيد المدينة، وسلبت منهم حقهم في إقامة العزاء في الأماكن العامة.

وأضاف ان طالبان قالت أن مراسم العزاء يجب أن تقام فقط داخل المساحد والتكايا والحسينيات.

كما حظرت طالبان في هذه الولاية تنقل المواكب الحسينية ولطم الصدور من مكان إلى آخر داخل المدينة.

ولم ترد بعد تقارير من الولايات الأفغانية الأخرى حول القيود التي قد تضعها طالبان بشأن إقامة المجالس والعزاء الحسيني في عشرة محرم، ولم تعلن في العاصمة كابل لحد الان هكذا قيود.

وكانت طالبان، قد فرضت خلال العام الماضي قيودا “غير مسبوقة” على إقامة مراسم العزاء في محرم، ومنعت هذه المراسم في عشرات المساجد والحسينيات والتكايا بمدينة كابل.

كما منعت طالبان، رفع رايات الحداد على مستوى المدينة فوق المحال التجارية وكذلك تنقل مواكب العزاء في الطرق.

وفي العام الماضي، اتسم تعاطي قوات طالبان مع المعزين بعاشوراء، بـ “العنف” بحيث قُتل عدد من الأشخاص بمن فيهم طفل واحد وأُصيب آخرون بولاية غزني على إثر إطلاق قوات طالبان النار على مواكب المعزين.

وفي هذه السنة، ما يزال الخطر قائما من فرض طالبان قيودا على مراسم العزاء في محرم؛ رغم أن الشيعة الأفغان يعتبرون هكذا قيودا بانها “جائرة” ويطالبون بعدم تكرارها.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-07-09 06:24:46
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version