-مقولة “ان اسرائيل أهون من بيت العنكبوت”، التي قالها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي اعتبرها المطبعون والمنبطحون، حينها بانها مقولة “مبالغ” فيها، بتنا اليوم، وبعد معركة “طوفان الاقصى”، وما اعقبها من احداث، نشهد صوابيتها، واليوم نسمعها ولكن بصيغة اخرى من فم اكبر داعم للكيان الاسرائيلي في العالم، وهو الرئيس الامريكي بايدن.
-عندما يقول بايدن “انقذنا اسرائيل” فهذا اعتراف صريح و واضح وفاضح،من ان الكيان الاسرائيلي، الذي روج له الغرب على مدى عقود، وقبل تبلور محور المقاومة، انه يملك جيشا “لا يقهر”، وانه يتفوق عسكريا على جميع الجيوش العربية، وانه لم يدخل معركة الا وانتصر بها، كان بأمس الحاجة لامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وللغرب، وحتى بعض الانظمة العربية، لانقاذه من جيوش جرارة، بل من رجال المقاومة، الذين كسروا هيبة الكيان الاسرائيلي الفارغة، وكشفوا عن وهنه وعجزه وضعفه.
-عندما ترسل امريكا حاملات طائرات وبوارجها الحربية ومدمراتها والالاف من الجنود، وكذلك فعلت باقي الدول الغربية، فقط لمواجهة المقاومة الاسلامية في غزة، رغم انها محاصرة منذ 17 عاما، فهذا يعني ان ما كان يقال عن زوال “اسرائيل” لم يكن “شعارا” او “امنية”، بل اصبح واقعا، وهو واقع شعر به الغرب قبل غيره، فهرع لانقاذ هذا الكيان كما اعترف بايدن.
-عندما قصفت ايران في عملية “الوعد الصادق” الكيان الاسرائيلي، باكثر من 200 صاروخ ومسيرة، ردا على جريمة الاعتداء على القنصلية الايرانية في دمشق واستشهاد عدد من المستشارين الايرانيين فيها، راينا كيف هرعت امريكا والدول الغربية الى المنطقة، وتتكدس بحور المنطقة، بالاساطيل الحربية، وكيف تم تفعيل كل انظمة الدفاع الجوي في القواعد الامريكية في المنطقة، للتصدي للصواريخ والمسيرات الايرانية، لانقاذ “اسرائيل”، حتى ان بايدن قال حينها ان “اسرائيل” ما كان بمقدورها التصدي لهذا الهجوم بمفردها، ورغم كل ذلك اصابت الصواريخ والمسيرات الايرانية، الاهداف التي كان يجب ان تصيبها.
-اليوم وعندما رد حزب الله، على تهديدات زعماء الكيان الاسرائيلي بشن هجوم واسع على لبنان، بانه سيجعل “اسرائيل” تندم على حماقة ترتكبها، كشفت شبكة “اي بي سي نيوز” الامريكية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم، ان السفينة الهجومية البرمائية التابعة للبحرية الأمريكية “يو إس إس واسب” في طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لردع حزب الله، ويبدو ان “اسرائيل” المرعوبة لم يكفها وجود كل هذا الكم الهائل من الاساطيل الامريكية والغربية في البحر المتوسط والبحر الاحمر، لتهدئتها، فتطلب المزيد.
– امريكا التي اقامت جسورا جوية وبرية وبحرية لنقل الاسلحة والعتاد والطائرات، بشكل يومي منذ 9 اشهر، بالاضافة الى عشرات المليارات من الدولارات، وتدخلت بشكل مباشر عبر جنودها وطاتراتها، في العدوان على غزة الى جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي، نراها اليوم تتعرض لانتقاد زعماء الكيان الاسرائيلي، الذين يطالبون امريكا باسلحة وعتاد، اكثر من ان تتحمل مصانع اسلحتها، وارسلت وزير حربها يواف غالانت، لجلب المزيد من الاسلحة، كل ذلك لمواجهة مجاميع صغيرة من الرجال محاصرين في منطقة جغرافية ضيقة!. ترى اين “الجيش الذي لا يقهر” واين تفوقه العسكري، واين عتاده الذي يصنع في “اسرائيل”، اين الموساد، واين الشاباك، واين تقنية اجهزته المتطورة، التي ترى ما في اعماق الارض وافاق السماء؟، كلها كانت اكاذيب واساطير، فهذا الكيان ما كان لينجو، لولا امريكا، كما اعترف بايدن.
-الاضطراب والارتباك والإنهاك الذي تعاني منه قوات الاحتلال، التي فشلت في تحقيق اي هدف من اهداف اطول حرب تخوضها في عمر الكيان المشؤوم، فلا هي قضت على حماس ولا هي حررت اسراها، ولا هي نجحت في خلق هوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية، وهذه الحالة المزرية، هي التي ستدفع بايدن الى عملية “انقاذ جديدة لاسرائيل”، عبر انزالها من اعلى الشجرة، والرضوخ لشروط المقاومة، بعد ان فشلت القنابل زنة 2000 رطل، وطائرات اف 35، من تحقيق اي هدف، بل كشفت للعالم، ان “اسرائيل” ليس سوى قاعدة عسكرية امريكية متقدمة، الا انها لم تعد تخيف احدا، وقد اقترب موعد اغلاقها، لما تشكله من ضغط مالي كبير على الخزينة الامريكية.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-30 00:06:02
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي