يبدو ان احد زعماء هذا الكيان “الاقل حماقة” من الاخرين، وهو الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، والادرى من غيرة بقوة حزب الله، وماذا يعني الدخول معه في حرب شاملة، حاول ان يضع سلما لانزال كيانه من الشجرة التي تسلقها، فاذا به يردد ما قاله السيد نصرالله، دون ان يعي ان ما يقوله، وكشف بذلك عن حجم الخوف والرعب الذي يعيشه كيانه.
غانتس هذا “جاء يكحلها عماها” كما يقول المثل الدارج، ففي كلمته له في “|مؤتمر هرتسيليا 2024 الأمني”، نقلته القناة السابعة في الكيان الاسرائيلي، يوم امس الثلاثاء، اراد ان يُظهر جانبا من قوة كيانه، فاذا به ينسفها نسفا، عندما قال:”ان إسرائيل قادرة على إغراق لبنان بالظلام وإضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام، لكنها ستدفع ثمنا باهظا أيضا.. انه يجب الاستعداد لسيناريو استهداف البنى التحتية والحوادث التي قد تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا، وهذا هو ثمن الحرب التي يجب تجنبها”.
حديث غانتس، المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة في الكيان الاسرائيلي، الذي أقر فيه ان كيانه “سيدفع ثمنا باهظا في حال نشبت حرب شاملة” مع حزب الله، هذا الثمن الذي لم يتطرق غانتس الى طبيعته، كشف عن جانب منه يوم الخميس الماضي مدير شركة الكهرباء الحكومية “الإسرائيلية” “نوجا”، شاؤول غولدشتاين، عندما قال ان حزب الله، يمكنه بسهولة تدمير شبكة الكهرباء “الإسرائيلية”، واضاف في تصريح نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت :”نحن لسنا في وضع جيد ولسنا مستعدين لحرب حقيقية مع حزب الله. بعد 72 ساعة من انقطاع الكهرباء سيكون من المستحيل العيش في إسرائيل”.
اذا كان غانتس قد هدد بانه “سيُغرق لبنان في الظلام” خلال ايام، الا انه اعترف ضمنيا، بما اعترف به شاؤول غولدشتاين، علنا، ان العيش في كيانه سيصبح مستحيلا بعد 72 ساعة من انقطاع الكهرباء!!. وهو تصريح ، رغم انه مضحك، الا ان الرجل اراد ان يقول لنتنياهو وباقي الحمقى في حكومته، ان يكفوا عن اطلاق التهديدات العنترية ضد حزب الله، وان يبلعوا السنتهم.
اما الجانب الاخر المضحك من كلام غانتس، هو قوله ان بامكان كيانه “إضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام”، في حال نشوب حرب شاملة، ناسيا او متناسيا، ان كل امكانيات كيانه، وامكانيات امريكا وداعميه من الغربيين وبعض العرب، لم تقض على قدرات المقاومة الفلسطينية المحاصرة في غزة منذ 17 عاما، رغم مرور 9 اشهر على العدوان الذي لم يترك خطا احمر الا وتجاوزه بشكل وحشي وهمجي، بل على العكس تماما، اخذت التقارير الميدانية تتحدث مؤخرا، عن اعادة المقاومة بناء قوتها مرة اخرى في ظل العدوان، واخذت توجه ضربات موجعة للقوات الغازية وتدفيعها ثمنا باهظا بالارواح والمعدات، ترى كيف بامكان غانتس، “اعقل الحمقى في اسرائيل”، ان يُضعف جزء كبير من قدرات قوة ضخمة مثل حزب الله خلال ايام؟، نترك الاجابة على هذا التساؤل للقارىء اللبيب، ونعتقد جازمين، انه سيضحك في سره على زعماء “اسرائيل” ، بعد ان كشفت معركة “طوفان الاقصى”، و وحدة الساحات لمحور المقاومة، انه “اوهن من بيت العنكبوت”.
*أحمد محمد
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-27 00:06:13
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي