خبير سياسي لبناني: احتمال الحرب بين الكيان المحتل وحزب الله وارد لكنه خيار معقد ومكلف

شفقنا- أكد الخبير السياسي اللبناني حسن حجازي ان احتمال الحرب بين حزب الله اللبناني و الكيان الصهيوني يبقى احتمال وارد وقائم ولكن في حال ذهاب الكيان المحتل نحو الخيار العسكري فانه سيكون معقد ومكلف وانه سيدفع ثمنا قاسيا جدا جدا جدا.

وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، استعرض حجازي تصعيد الازمة بين حزب الله والكيان الصهيوني واحتمال ذهاب الكيان المحتل نحو العملية العسكرية ومآلات ذلك مؤكدا ان احتمال الحرب قائم ولكنه خيار معقد ومؤقت وليس لدى الاحتلال اي ضمانة بان يحقق انتصارا من خلال العملية العسكرية.

واوضح: الاحتلال لديه معضلة جوهرية تتعلق باقناع المستوطنين بالعودة الى المستوطنات الشمالية، هولاء حتى انتهت المعارك في قطاع غزة غير مستعدين للعودة في ظل ما يصفونه “وجود تهديد” حزب الله اللبناني. يحاول الجانب الامريكي عبر المسار التفاوضي فرض واقع على الحدود اللبنانية وعلى قرابة عشرة كيلومترات تخرج منه المقاومة وهذا المطلب الامريكي يروج له بكل الوسائل والمقاومة ترفض هذه المسألة وتعتبر اي نقاش بموضوع الوضع عند الحدود مرتبط بايقاف الحرب في قطاع غزة. هذا الامر وهذا العناد الاسرائيلي والاصرار الامريكي وضع الامور امام مرحلة حساسة يضاف اليها قرب انتهاء القتال في غزة وجيش الاحتلال وحكومة الاحتلال يعتبرون ان عليهم التفكير في الوضع في الشمال هل سيقبلون ببقاء حزب الله في المنطقة الجنوبية ام عليهم ان يذهبوا نحو التصعيد العسكري؟

هذه هي مجمل المشكلة التي يعاني منها الاحتلال. هو يريد بالدرجة الاولى الحل التفاوضي او عبر الذهاب الى الخيار العسكري.

اذا انتهت المعارك في غزة ستعلن المقاومة في لبنان على الارجح وقف العمليات وهذا سيجعل الاحتلال امام معضلة كبيرة؛ هل يكمل العمليات من جانب واحد؟ اذا اراد اكمال العمليات من جانب واحد سيظهر بمظهر من اعاد اشعال الحرب واذا اراد الذهاب الي التفاوض بعد ايقاف العمليات العسكرية لن يكون لديه اوراق لاستعمالها في وجه المقاومة. هذا الامر ايضا مشكلة اخرى.

اما على مستوى الخيارات الفعلية لا يبدو ان الجانب الامريكي معني في هذه المرحلة بخوض حرب واسعة وهو يحاول عبر الوسائل الدبلوماسية التوصل الى سياق ما من اجل وقف القتال ووضع الامور على نصابها الطبيعي حسب ترتيبات معينة تتجه نحو التهدئة.

المشكلة لدى الاسرائيلي انه غيرمستعد للقبول بالتزامات معينة من الجانب اللبناني، هنا قناعة لدى المقاومة بانه لايمكن الابتعاد عن الحدود وهذه القضية ستبقى الخطر على المستوطنين قائما.

هل يمكن للخيار الدبلوماسي ان يكون حلا؟ بنظر الصهاينة هذا الخيار قد يعطي نتيجة مرحلية لكنه لا يغير التهديد، حزب الله سيبقى موجود في جنوب لبنان كجزء من التركيبة السكانية وبالتالي الخيار الدبلوماسي ليس حلا طويل الامد.

هل بامكان الاحتلال حاليا الذهاب الى عمل عسكري؟ قد تتمكن تل ابيب من توجية ضربة للمقاومة و لديها قدرة عسكرية على القيام بعمليات مدمرة لكن كيف يكون الوضع بعد هذه العملية؟ ليس هناك قناعة اسرائيلية بان هذه القضية ستؤدي الى تغيير جوهري وكما ان المقاومة ايضا بما لديها امكانيات وقدرات ستقوم بالرد وستكلف العملية الاحتلال خسائر كبيرة جدا في بنيته العسكرية والمدنية. الملفت ان المقاومة لم تكشف بعد عن جزء كبير من امكانياتها ولم تستعملها وهذا يزيد الضغط على الاحتلال.

في قرأءة بعض الاوساط التي ترى الامور بالطريقة العقلانية في الداخل الاسرائيلي من المستبعد ان تحصل الحرب لكن في ظل تركيبة الحكومة الاسرائيلية الحالية ووجود متطرفين حول بنيامين نتانياهو ووجود الرأي العام لدى شريحة كبيرة من الاسرائيليين بان علينا ان نذهب باتجاه الحل العسكري  في الشمال، فهذا الاحتمال يبقى وارد لكن المشكلة لدى الصهاينة كيف ستكون النتيجة ؟ من المؤكد انه موقف كثير من القراءات ان الحل العسكري لن يغير قدرات المقاومة وسيذهب الاحتلال في نهاية المطاف نحو التسوية السياسية بعد العملية العسكرية التي لن تغير الواقع كثيرا خصوصا لدى المقاومة امكانيات واسعة منتشرة على كل الاراضي البنانية وهي لن تقبل بمسألة الشروط التي يطالب بها الاحتلال عبر ابعادها عن الحدود.

العملية العسكرية قد تدمر جزءا من قدرات المقاومة وفق القراءة الاسرائيلية لكنها لن تغير الواقع الاستراتيجي في لبنان قياسا بحجم الخسائر التي سيتعرض لها الاحتلال.

يبقى الموقف الامريكي، هل سيسمح بذلك؟ هناك شكوك كبيرة بان تقبل الادارة الامريكية في هكذا الحرب وان كانت تعلن عن انها ستوفر الدعم وستقف الى جانب الاحتلال في حال اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية.

القراءة الامريكية مرتبطة باكثر من مستوى؛ مرتبطة بعدم ثقة الامريكيين بقدرة الاحتلال على تحقيق الانتصار في هذه المعركة كما حصل في قطاع غزة. اضافة الى احتمال توسع المواجهة الى حرب اقليمية وقد تتورط فيها الولايات المتحدة.

فاذن نعم هناك مجموعة من المعطيات المعقدة وكثيرة من الحسابات التي تتعلق بحسابات الجانب الاسرائيلي وحسابات الجانب الامريكي اضافة الى العامل الاساسي وهو الحضور والجهوزية والاستعداد من قبل المقاومة لتلقين الصهاينة درس كبير جدا وجعلهم يدفعون اثمان قاسية جدا جدا جدا في حال المواجهة. من هذا المنطلق نحن امام واقع معقد؛ الخيارات مفتوحة، الذهاب باتجاه الخيار العسكري وان كان مستبعد الى حد ما لكن يبقى خيارا واحدا وسيكون مكلف لكل الاطراف والاحتلال سيدقع ثمنا كبيرا في هذه المعركة و ليس لديه اي ضمانة بان يحقق الانتصار.

الحوار من: ليلى.م.ف

– ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأيالموقع

انتهى

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-26 09:03:54
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version