ووصل “بوتين” إلى كوريا الشمالية في وقت مبكر من صباح الأربعاء، في أول رحلة له إلى الدولة المنعزلة منذ 24 عاما؛ حيث تعمل روسيا، التي تخضع لعقوبات دولية بسبب حربها مع أوكرانيا، على تعزيز التعاون العسكري وغيره من أشكال التعاون مع كوريا الشمالية.
وبدأ “بوتين” و”كيم” محادثات القمة بينهما في قصر الشمس “كومسوسان” بحضور وفدي الجانبين، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.
وفي وقت سابق من اليوم، أقيمت مراسم ترحيب رسمية في ميدان “كيم إيل-سونغ” في وسط بيونغ يانغ، وفقا لتقارير إخبارية روسية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يناقش الزعيمان خلال القمة سبل الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى جديد. وذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء أمس الثلاثاء أن “بوتين” أمر بتوقيع معاهدة شراكة استراتيجية شاملة مع كوريا الشمالية.
وكانت هذه أول زيارة يقوم بها “بوتين” إلى كوريا الشمالية منذ يوليو 2000، عندما التقى بالزعيم آنذاك “كيم جونغ-إيل”، الأب الراحل للزعيم الحالي. كما تأتي بعد 9 أشهر من سفر “كيم” إلى الشرق الأقصى الروسي في سبتمبر من العام الماضي لعقد قمة مع “بوتين”.
ومنذ ذلك الحين، تعمل الدولتان على تعزيز العلاقات العسكرية بينهما، حيث اتُهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، مقابل الحصول على معونات ومساعدة تكنولوجية لبرنامجها الفضائي.
وقال الخبراء إن رحلة “بوتين” ستمهد على الأرجح الطريق أمام البلدين لتعميق التعاون العسكري بينهما بما يتجاوز صفقات الأسلحة، مع تعزيز تضامنهما ضد الولايات المتحدة.
وقال محللون إنه من المتوقع أن يتبنى “كيم” و”بوتين” إعلانا مشتركا يدعو الجانبين إلى رفع مستوى التعاون العسكري والأمني والاقتصادي، لكنهم استبعدوا إبرام معاهدة أقرب إلى التحالف العسكري.
وقد وقعت كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي السابق معاهدة صداقة ومساعدة متبادلة في عام 1961. وتضمنت المعاهدة بندا لما يسمى بالتدخل العسكري التلقائي، والذي بموجبه إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح، يقدم الطرف الآخر قوات عسكرية ومساعدات أخرى دون تردد.
ووقعت كوريا الشمالية وروسيا معاهدة جديدة للعلاقات الثنائية في عام 2000، لكنها لم تتضمن مثل هذا البند؛ حيث تركزت على التعاون في الاقتصاد والعلوم والثقافة.
وقال الخبراء إنه من المتوقع أن تسلط كوريا الشمالية وروسيا الضوء على التعاون في القطاع الاقتصادي، لأن أي صفقات أسلحة وتعاون عسكري ستمثل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية.
وفي مقال نشرته صحيفة “رودونغ سينمون”، الصحيفة الرئيسية في كوريا الشمالية، يوم الثلاثاء، تعهد “بوتين” ببناء أنظمة بديلة للتجارة والتسويات المالية مع كوريا الشمالية لا تخضع لسيطرة الغرب، مع المقاومة المشتركة «للقيود غير القانونية والأحادية الجانب»، في إشارة واضحة إلى العقوبات الدولية.
وقال الخبراء إنه من المتوقع أن تساعد روسيا برنامج كوريا الشمالية الفضائي مقابل إمدادات الأسلحة لبيونغ يانغ، لكن من غير المرجح أن تنقل تكنولوجيا الأسلحة الحساسة إلى بيونغ يانغ.
وفي أواخر مايو، انتهت محاولة كوريا الشمالية لإطلاق قمر اصطناعي للتجسس العسكري بالفشل، حيث انفجر الصاروخ الحامل للقمر الاصطناعي بعد الإقلاع مباشرة. وفي نوفمبر من العام الماضي، وضعت كوريا الشمالية بنجاح قمرا اصطناعيا للتجسس في المدار، ولديها خطة لإطلاق 3 أقمار صناعية أخرى من هذا النوع في عام 2024.
وقال الخبراء إن الزعيمين قد يناقشان في القمة مسألة إرسال كوريا الشمالية لعمالها إلى روسيا، فالشمال في حاجة ماسة لكسب العملات الأجنبية بسبب العقوبات الدولية، بينما تواجه روسيا نقصا في العمالة في ظل حربها مع أوكرانيا.
(انتهى)
hala3bbas@yna.co.kr
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-19 17:50:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي