بوتين من المقرر أن يصل إلى كوريا الشمالية في رحلة نادرة وسط مخاوف متزايدة بشأن التعاون العسكري
قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية بكوريا الشمالية في مقال من جملة واحدة يوم الاثنين أن بوتين سيقوم بزيارة دولة لكوريا الشمالية لمدة يومين بدعوة من الزعيم الكوري الشمالي. وأصدر الكرملين إعلانا مماثلا.
وستكون هذه أول زيارة يقوم بها بوتين إلى كوريا الشمالية منذ يوليو 2000، عندما التقى بالزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ-إيل، الأب الراحل للزعيم الحالي. كما تأتي الزيارة بعد 9 أشهر من زيارة كيم إلى الشرق الأقصى لروسيا في سبتمبر من العام الماضي لعقد قمة مع بوتين.
ومنذ ذلك الحين، يعمل البلدان على تعزيز العلاقات العسكرية وتوسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات، حيث تزود كوريا الشمالية روسيا بالذخيرة اللازمة لحربها في أوكرانيا مقابل المساعدات الاقتصادية والمساعدة التكنولوجية المشتبه بها لبرنامجها الفضائي.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، قوله للصحفيين إن بوتين سيصل إلى بيونغ يانغ مساء الثلاثاء وسيوقع وثائق مهمة مع الزعيم الكوري الشمالي يوم الأربعاء.
وقال أوشاكوف: “سيتم التوقيع على عدة وثائق… ويمكن قول ذلك عن معاهدة شراكة استراتيجية شاملة”، مضيفا أنه إذا تم التوقيع عليها، فإنها تحدد آفاق مزيد من التعاون بين البلدين.
وقال خبراء إن رحلة بوتين ستمهد على الأرجح الطريق أمام تعاون عسكري أعمق بين البلدين يتجاوز صفقات الأسلحة في وقت تعبر فيه كوريا الشمالية وروسيا عن تضامنهما ضد الولايات المتحدة.
وتتهم بيونغ يانغ بتزويد روسيا بأسلحة وذخائر لاستخدامها في حرب موسكو في أوكرانيا مقابل المساعدة الفنية الروسية المشتبه بها في تطوير برنامج الأقمار الصناعية للتجسس لكوريا الشمالية والمساعدة الاقتصادية.
وقال محللون إن كيم وبوتين قد يتبنيان إعلانا مشتركا يدعو الجانبين إلى رفع مستوى التعاون العسكري والأمني والاقتصادي، لكنهم يرون احتمالا ضعيفا للتوصل إلى معاهدة شبيهة بالتحالف العسكري.
ووقعت كوريا الشمالية والاتحاد السوفييتي السابق معاهدة صداقة ومساعدة متبادلة في عام 1961، عندما زار المؤسس الوطني لكوريا الشمالية كيم إيل-سونغ موسكو.
وتضمنت المعاهدة بندا لما يسمى بالتدخل العسكري التلقائي، وبموجبه إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح، يقوم الطرف الآخر بتقديم القوات العسكرية وغيرها من المساعدات دون تردد.
لكن تم إلغاء الصفقة في عام 1996 بعد أن أقام الاتحاد السوفيتي علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية في عام 1990 وانهار في العام التالي.
وفي عام 2000، وقعت كوريا الشمالية وروسيا معاهدة جديدة للتعاون الثنائي، لكنها لم تتضمن مثل هذا البند، على الرغم من أنها نصت على أن الجانبين يجريان اتصالات على الفور في حالة مواجهة أحدهما لأزمة التعرض للغزو.
وقال الخبراء إنه من المتوقع أن تسلط كوريا الشمالية وروسيا الضوء على التعاون في القطاع الاقتصادي، حيث تشكل صفقات الأسلحة والتعاون العسكري بينهما انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية.
وفي مقال نُشر اليوم الثلاثاء في صحيفة رودونغ سينمون، الصحيفة الرئيسية في كوريا الشمالية، قال بوتين إن روسيا لديها خطة لبناء أنظمة تجارية وتسوية مع كوريا الشمالية لن تخضع لسيطرة الدول الغربية.
وقال أيضا إن البلدين سيعززان التبادلات والتعاون في مجالات مثل التعليم والسياحة والثقافة.
وقال الخبراء إنه من غير المتوقع أن تنقل روسيا تكنولوجيا الأسلحة الحساسة إلى كوريا الشمالية، مثل الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، مقابل إمدادات الأسلحة لبيونغ يانغ.
وقال بارك وون-غون، الأستاذ في جامعة إيهوا النسائية إن أقصى ما يمكن أن تقدمه روسيا لكوريا الشمالية هو مساعدة برنامجها لتطوير الفضاء، مثل الأقمار الصناعية.
وفي أواخر شهر مايو، انتهت محاولة كوريا الشمالية لإطلاق قمر صناعي للتجسس العسكري بالفشل، حيث انفجر صاروخ يحمل قمرا صناعيا مباشرة بعد إطلاقه. وفي نوفمبر من العام الماضي، نجحت كوريا الشمالية في وضع قمر صناعي للتجسس في المدار، ولديها خطة لإطلاق 3 أقمار صناعية أخرى في عام 2024.
وقال الخبراء إن مسألة إرسال كوريا الشمالية لعمالها إلى الخارج قد تتم مناقشتها أيضا في القمة المقبلة. فالشمال بحاجة ماسة إلى كسب العملات الأجنبية بسبب العقوبات الدولية، في حين تواجه روسيا نقصا في العمالة وسط حربها مع أوكرانيا.
(انتهى)
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-18 17:25:14
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي