وترأس الاجتماع المفتوح سفير كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة “هوانغ جون-كوك”، الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لهذا الشهر؛ حيث عارضته الصين وروسيا، الشريكان التقليديان لكوريا الشمالية، في تصويت إجرائي على اعتماد جدول أعمال حقوق الإنسان.
وكانت آخر مرة عقد فيها مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول هذه القضية في أغسطس، منهيا بذلك توقفا دام 6 سنوات، حيث سلطت سيئول وواشنطن ودول أخرى الضوء على حقيقة أن بيونغ يانغ كانت توجه مواردها الشحيحة إلى برامج أسلحة الدمار الشامل في ظل مناخ سياسي قمعي يخنق المعارضة العلنية.
وقال “هوانغ”: «باختصار، يريد نظام كوريا الشمالية إبقاء الشعب في الظلام ومحاولة صد الضوء الخارجي من خلال سيطرته الصارمة وأسلحته النووية»، مضيفا: «وبرغم ذلك، لا يمكن للظلام أن يدمر النور. إنه يبرزه فقط».
وشدد “هوانغ” على أن كوريا الشمالية تشبه «عربة برأسين» تقودها الأسلحة النووية وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال: «إذا توقفت انتهاكات حقوق الإنسان، سيتوقف تطوير الأسلحة النووية أيضا. ولهذا السبب نحن بحاجة إلى النظر إلى حالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية من منظور السلام والأمن الدوليين».
وأكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس-غرينفيلد” أنها جعلت من أولوياتها مقابلة المنشقين الكوريين الشماليين ورفع انتهاكات حقوق الإنسان في الشمال إلى «قمة» جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، مكررة في الوقت نفسه تصريحات “هوانغ” حول العلاقة بين انتهاكات الشمال وتحدياته الأمنية، قائلة: «إن حماية حقوق الإنسان ليست إغفالا لحماية السلام والأمن. فالاثنان مرتبطان ارتباطا وثيقا».
كما أعربت “توماس-غرينفيلد” عن تقديرها لـ “كيم غوم-هيوك”، وهو شاب كوري شمالي منشق حضر جلسة مجلس الأمن الدولي كممثل للمجتمع المدني.
وقالت: «أعلم أن وجودك هنا ومشاركة تجربتك ينطوي على مخاطر حقيقية على سلامتك الشخصية. ونحن ممتنون لإيثارك وشجاعتك».
وتحدث “كيم” بصوت مؤثر عن تجربته التي شهد فيها وحشية الواقع القاسي للنظام الكوري الشمالي الذي وصفه بـ «الديكتاتورية». وقال في خطاب عاطفي: «أرجوكم قفوا بجانب الشعب الكوري الشمالي، وليس الديكتاتورية».
وأضاف: «علينا أن نولي حقوق الشعب الكوري الشمالي نفس القدر من الأهمية التي نوليها للأسلحة النووية. نحن بحاجة إلى محاسبة السلطات الكورية الشمالية أكثر عن سياستها التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية».
كما وجه “كيم” رسالة أمل قوية للشباب الذين قد يعانون في ظل النظام الكوري الشمال يقال فيها «يكون الليل أشد ظلمة وبرودة قبل الفجر مباشرة. ومهما كان الليل مظلما ومخيفا، فإن الشمس ستشرق».
وأضاف في رسالته “مستقبل كوريا الشمالية بين أيديكم. الحرية والديمقراطية ليستا هدية يمكن أن يقدمها شخص آخر. علينا أن نحققها بأنفسنا، وأعتقد أننا قادرون على تحقيق ذلك”.
ومن ناحية أخرى، أعرب الممثلان الروسي والصيني عن استيائهما من الاجتماع بشأن جدول أعمال حقوق الإنسان.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”: «بينما يتطلع العالم بأسره إلى المجلس بأمل متوقعا أن يحل القضايا العالمية المعقدة، فإنه يبدد الموارد على مناقشة مسائل لا أساس لها ومسيسة بشكل صارخ».
وكرر “قنغ شوانغ”، نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، موقف بكين بأن مجلس الأمن الدولي ليس المكان المناسب لمعالجة قضايا حقوق الإنسان.
وقال: «لا ينبغي أن يتدخل المجلس في قضايا حقوق الإنسان الخاصة ببلدان بعينها». وأضاف: «لقد عارضنا دائما تسييس قضايا حقوق الإنسان أو استخدام حقوق الإنسان كذريعة لممارسة الضغط على دول أخرى».
وقبل اجتماع مجلس الأمن الدولي، أصدرت 57 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووفد الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، داعية جميع أعضاء الأمم المتحدة إلى العمل معا لإحداث «تغيير ملموس» لتحسين أوضاع الكوريين الشماليين والمساهمة في عالم أكثر سلاما وأمنا.
وقالت في بيان تلاه “هوانغ”: «تواصل كوريا الشمالية ارتكاب الانتهاكات والتجاوزات المنهجية والواسعة النطاق والجسيمة لحقوق الإنسان».
وأضاف البيان: «وتشمل هذه الانتهاكات: القيود المفروضة على حرية التعبير وحرية التنقل والعقاب الجماعي والاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من العقوبات القاسية واللا إنسانية والمهينة، بما في ذلك الإعدامات العلنية دون محاكمة والقضايا المتعلقة بالمختطفين والمعتقلين وأسرى الحرب الذين لم تتم إعادتهم إلى أوطانهم».
وقد اكتسبت قضية حقوق الإنسان في الشمال اهتماما متجددا مع حلول الذكرى السنوية العاشرة لصدور تقرير لجنة التحقيق الأممية التاريخي، والذي اتهم المسؤولين الكوريين الشماليين بارتكاب انتهاكات «منهجية وواسعة النطاق وجسيمة» لحقوق الإنسان.
(انتهى)
hala3bbas@yna.co.kr
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-13 15:26:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي