وفجأة وجدوا أنفسهم “النزول إلى أعماق الجحيم“، كتبت مرام حميد من قناة الجزيرة في 8 يونيو.
غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين، ظاهريا لتحرير أربعة أسرى إسرائيليين محتجزين هناك، ولكن ورد أنها أسفرت عن مقتل ثلاثة آخرين من بينهم مواطن أمريكي، وفقا لكتائب القسام.
أي إلى جانب مقتل ما لا يقل عن 274 فلسطينياً.
ماذا حدث في النصيرات؟ كيف قتلت إسرائيل هذا العدد الكبير من الناس؟ وفيما يلي تفصيل الهجوم:
ماذا حدث؟
وكان الهجوم على النصيرات يهدف ظاهريًا إلى تحرير أربعة أسرى تم أسرهم في 7 أكتوبر: نوعى أرغاماني (25 عامًا)، وألموغ مئير جان (21 عامًا)، وأندري كوزلوف (27 عامًا)، وشلومي زيف (40 عامًا).
بدأ الأمر حوالي الساعة 11 صباحًا، حيث قال شهود عيان إن عدة شاحنات وسيارات مدنية دخلت حيًا بالقرب من سوق المخيم.
وكان أحدهما محملاً بالأثاث ليبدو أنه ينقل النازحين، بينما كان الآخر يحمل علامات تجارية على سطحه الخارجي. وكان في المجموعة أيضًا ما يبدو أنها مركبات مدنية.
ولتوفير غطاء جوي، بدأت القوات الإسرائيلية القصف من أعلى، فضربت منطقة السوق المزدحمة بشدة، ومن المرجح أن تنشر أكبر قدر ممكن من الذعر والضيق، فضلاً عن إلحاق أكبر عدد ممكن من الضحايا.
وبدأت قنوات تيليجرام في تداول أخبار عن سماع دوي تفجيرات في المخيم حوالي الساعة 11:35 صباحًا.
وفي مرحلة ما، انقسمت القافلة إلى مجموعتين من المركبات. وفي وقت لاحق، كشفت التحقيقات أن كل مجموعة توجهت نحو مكان احتجاز الأسرى الإسرائيليين.
وكان الأسرى الثلاثة في مكان واحد، حيث تعتقد الجزيرة أن رواية أحد الشهود توضح بالتفصيل كيف وصل الجنود إلى المنزل.
وهناك، قفز جنود مدججون بالسلاح من المركبات وركضوا عبر مجموعة من الخيام المؤقتة التي نصبها النازحون.
ويصف الشاهد كيف كان الجميع ينكمشون من الخوف داخل ملاجئهم الهشة، ولم يكن هناك سوى قطعة قماش بينهم وبين الجنود المسلحين.
وفي نهاية ركضهم، وصلوا إلى جدار حديقة، ومن خلاله أحدثوا ثقبًا للاقتراب من مبنى سكني هادئ من الخلف.
ولم تتمكن الجزيرة من التأكد مما إذا كانت هذه هي نقطة الوصول الوحيدة إلى هذا المبنى، الذي تحيط به حديقة من جانبين على الأقل ومن المحتمل أن يواجه الطريق.
واحتجزت نوا أرغاماني في مكان آخر، في مبنى يواجه شارعاً ضيقاً تصطف على جانبيه الأشجار.
وهناك توقفت شاحنة يساندها جنود أطلقوا النار فور رؤيتهم فقتلوا شخصا عند مدخل المبنى. ومن اللقطات التي استعرضتها الجزيرة، لم تكن هناك أسلحة يمكن رؤيتها بالقرب من الشخص المقتول أو عليه.
وتم تمديد سلم من الشاحنة للسماح للجنود بالدخول إلى الشقة من خلال شرفتها.
وتشير جميع التقارير التي جمعتها الجزيرة إلى أن الجنود الإسرائيليين كانوا يطلقون النار على الناس عند رؤيتهم في المباني التي دخلوها، وكذلك في الشوارع التي مر بها الجنود.
ولدعم العملية البرية، أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي قام بتحريك مركبات مدرعة من الجانب الآخر من طريق صلاح الدين على الخط الفاصل بين مخيمي النصيرات والبريج للاجئين.
وفي مرحلة معينة خلال الغارة، هبط المزيد من الجنود الإسرائيليين في طائرة هليكوبتر على شاطئ غزة، على مسافة ليست بعيدة عن الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة.
ويشير التحليل إلى أنها كانت تهدف إلى توفير الدعم، إذا لزم الأمر، وإجلاء الأسرى.
وبعد انتشال الأفراد الأربعة، انطلقت قافلة الشاحنات والآليات المدنية المقنعة من المخيم باتجاه البحر، سالكة طريق النصيرات.
ومن هناك، تم تحميل الأربعة على متن مروحية عسكرية إسرائيلية وانطلقوا، تاركين وراءهم مذبحة بينما كان سكان النصيرات المذهولين يحاولون فهم ما حدث.
ماذا فعل أهالي النصيرات عندما انتهى هذا الرعب؟
وتم نقل الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وسرعان ما اكتظت المرافق الطبية والمشرحة.
يُظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي العدد القليل من المسعفين المتبقين في المستشفى واقفين وسط عدد لا يحصى من الأشخاص ممددين على الأرض، يتألمون وينزفون ويصرخون.
المسعف الذي كان في منتصف اللقطة محروم. لم يعد بإمكانه التحرك لأن هناك الكثير من المرضى يرقدون على كل بوصة مربعة من الأرضية المبلطة، ولا يوجد مكان يمكن أن يضع قدميه فيه.
ليس من الواضح كيف واصل ذلك اليوم، وكيف قام بفرز الجروح، وكيف اتخذ قرارًا بشأن الجهة التي سيخصص لها موارد المستشفى غير الموجودة تقريبًا.
*الإصابات تفت مارشات مستشفى شهداء الأقصى بعد المجزرة التي حكمها جيش الاحتلال النازي في مخيم النصيرات في نضاله للقطاع الطبي في كل مناطق قطاع غزة* pic.twitter.com/HyFRmlfux2
— طارق جابر (@TariqJaber14041) 8 يونيو 2024
ترجمة: في ظل ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي من تدمير قطاع الرعاية الصحية في غزة، جرحى يغطون أروقة مستشفى شهداء الأقصى بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين.
وفي غضون ساعة، وبينما كان الطاقم يحاول بشكل محموم معالجة العدد الهائل من الجرحى، تلقى المستشفى أمر إخلاء من الجيش الإسرائيلي. وكان المستشفى يقع في منطقة سبق أن حددها الجيش الإسرائيلي كمنطقة آمنة.
لكن العملية، التي اعتبرها الإسرائيليون وحلفاؤهم الدوليون نجاحاً باهراً، لم تقتل العديد من الفلسطينيين فحسب، بل عدداً قليلاً من الرهائن أيضاً.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو عبر قناتها على تطبيق “تليغرام”، الأحد، أظهر ثلاث جثث مجهولة الهوية، مغطاة الوجوه، زعمت أنها تعود لثلاثة أسرى، من بينهم مواطن أمريكي، قتلته إسرائيل خلال غارتها.
انتظر.. جنود إسرائيليون يتسللون كيف؟
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، إن القوات الإسرائيلية “كانت تختبئ غدرا في شاحنة مساعدات”. وكتبت على موقع X: “هذا “تمويه إنساني” على مستوى آخر”. ونفت إسرائيل هذا الاتهام.
كم عدد الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا؟
وقتل ما لا يقل عن 274 شخصا في مذبحة يوم السبت، من بينهم 64 طفلا على الأقل، وأصيب أكثر من 700، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ومن بين الذين قتلتهم إسرائيل، بحسب الجناح المسلح لحركة حماس، كتائب القسام، ثلاثة أسرى إسرائيليين، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يوم السبت أن “العشرات” من الفلسطينيين قتلوا في الهجوم، وقال في مؤتمر صحفي إنه “يعلم بوجود أقل من 100” ضحية، لكنه “لا يستطيع تحديد” عدد المدنيين.
كيف قُتل هذا العدد الكبير من الأشخاص لإنقاذ أربعة فقط؟
ويصف شهود العيان الكمين العنيف الذي شهد إطلاق نار عشوائي وغارات جوية.
وقال أنس عليان، أحد سكان المخيم، إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا عمليات إعدام جماعية في الشوارع.
وقال لقناة الجزيرة: “نزلت إلى الشارع ووجدت الجثث في كل مكان”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-11 17:12:30
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل